إعلان

عملية السلام بين الأكراد وأردوغان تسير على خيط رفيع مشدود

04:57 م الجمعة 31 يوليه 2015

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

اسطنبول - (د ب أ)

صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضغوط على الحزب الكردي الرئيسي في بلاده، محذرًا من احتمالية انهيار عملية السلام، وإمكانية مواجهة الأعضاء الأكراد في البرلمان إجراءات قانونية عن صلات مزعومة لهم بالإرهاب.

وتصاعد القتال بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني على مدار الأسبوع الماضي بعد وقف لإطلاق النار دام أكثر من عامين، ما يحمل في طياته خروج جهود التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي تعتبرها الولايات المتحدة التهديد الإقليمي الرئيسي لمسارها.

ويعد المقاتلون الأكراد أكثر القوى التي يمكن الاعتماد عليها على الأرض في سورية في التصدي لتنظيم داعش، بما لهم من صلة بحزب العمال الكردستاني وبما يحظون به من دعم أمريكي مباشر يشمل توفير غطاء من الضربات الجوية.

وقال نيجار جوكسيل من مجموعة الأزمات الدولية "إنه من المهم بشكل أكبر الآن إعادة عملية السلام إلى مسارها وتحديدًا لأن الأكراد والحكومة التركية بالذات يحتاجون إلى التعاون مع بعضهما البعض للتصدي بفعالية لداعش".

وتصاعدت الأحداث على نحو متسارع بعد تفجيرات انتحارية الأسبوع الماضي قُتل فيها 32 شخصًا في اجتماع لمؤيدي الأكراد. ورد حزب العمال الكردستاني بقتل اثنين من افراد الشرطة مما دفع تركيا إلى توجيه ضربات جوية لقواعد هذه الجماعة في العراق.

وتزايدت وتيرة الاعتداءات على رجال الشرطة والجيش الاتراك داخل تركيا بعد ان قال حزب العمال الكردستاني أن وقف اطلاق النار الذي أعلن عام 2013 لم يعد له معنى.

وتواجه عملية السلام مشكلات منذ بعض الوقت، ففي مارس أعلن أردوغان أن القضية الكردية في تركيا تم حلها ما أثار غضب كثيرين داخل الأقلية الكردية التي تشكل 15 في المئة على الأقل من السكان.

وكان عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل قد دعا في آخر تصريح علني له الجماعة إلى التفكير في القاء السلاح، لكن أوجلان لا يستطيع استقبال زوار منذ أبريل الماضي.

وقال جوكسيل "التوقعات على الجانبين متشعبة. ونتيجة لهذا لا تمضي عملية السلام قدمًا".

تعتقد اليزا ماركوس مؤلفة كتاب "الدماء والعقيدة" الذي يتحدث عن حزب العمال الكردستاني أن الجانبين بوسعهما أن يعودا إلى فترة ما قبل تصاعد العنف في الآونة الاخيرة لكنها حذرت من وجود انقسام أساسي.

واسترسلت تقول إن "الأكراد يريدون انتقال السلطة اليهم وهنا يكمن الصدام". وأضافت أن الحكومة لم تبد حتى الآن إلا رغبة في قبول "الحد الادنى من المطالب" من الحقوق الثقافية واللغوية للأكراد. وتعارض تركيا تدخل مفاوض من طرف ثالث لكن محللين يقولون ان قوة من الخارج مثل الولايات المتحدة بوسعها الحد من تصاعد الاوضاع.

وتقول ماركوس إن المفاوضين من طرف ثالث "يستطيعون على الأقل نقل الرسائل بين الجانبين وتحقيق حالة من الهدوء". ويعتقد المحلل الأمني ميتين جوركان الضابط السابق في القوات الخاصة التركية ان كلا من حزب العمال الكردستاني والحكومة يريدان في نهاية المطاف إحياء عملية السلام.

وقال إنهم "لا يريدون نسف طاولة التفاوض. الهدف الاستراتيجي للجانبين هو العودة إلى الطاولة وأن يكون الجانب الآخر في وضع اضعف".

ويعتقد جوركان أن اللاعب الرئيسي هو الجناح المدني في الحركة القومية الكردية الرئيسية وهو حزب الشعوب الديمقراطي الذي فاز بعدد كبير من المقاعد في البرلمان الشهر الماضي.

وقال جوركان "لا يمكن وقف العنف سوى من خلال السياسة الكردية المدنية".

وحذر أن أي تحرك من أردوغان لحظر حزب الشعوب الديمقراطي أو قمع قيادته "سينجم عن رد فعل قوي وستكون له عواقب وخيمة للغاية".

ويواجه صلاح الدين دميرطاش الزعيم الكاريزمي لحزب الشعوب الديمقراطي ضغوطا بينما يسير على خيط رفيع مشدود بين الحركة المسلحة الكردية في جانب وأردوغان وتهديد اعضائه باتخاذ اجراء قانون ضدهم في الجانب الآخر.

ويبعث دميرطاش برسالة واحدة فط مفادها ان حزب الشعوب الديمقراطي يدعو إلى السلام وانهاء عمليات القتل عند كل الاطراف.

وينظر فادي هاكورا من مركز تشاتهام هاوس البحثي إلى الخطاب المناهض لحزب الشعوب الديمقراطي فى اطار حالة عدم الاستقرار السياسي واحتمال اجراء انتخابات جديدة ، بعد ان فشل حزب العدالة والتنمية الحاكم في الحصول على الاغلبية في انتخابات الشهر الماضي.

وأوضح هاكورا أن حزب العدالة والتنمية "يحتاج إلى جذب ناخبين قوميين أتراك" ممن يرفضون عملية السلام ، من اجل الحصول على ما يكفي من المقاعد ليحكم منفردا ".

لقد صرف القتال ضد حزب العمال الكردستاني الانتباه عن أول الضربات التركية على داعش الاسبوع الماضي. ويعتقد بعض المحللين أن التركيز على حزب العمال الكردستاني يمثل المخاوف الحقيقية لتركيا ويظهر الشقاق مع الولايات المتحدة.

وقال جوركان "تركيا تبعث برسالة واضحة إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي مفادها أننا مستعدون لمساعدتكم ضد داعش وأن يكون لنا دور فاعل لكن في المقابل لدينا شروط".

ومضى يقول "هذا يضع صانعي القرار الامريكي امام معضلة، والولايات المتحدة تبدو مرتبكة قليلا في كيفية استيعاب تركيا وحلفائها الأكراد في شمال سورية"

فيديو قد يعجبك: