سيناريوهات ما بعد عاصفة الحزم

تقرير – محمد مكاوي:

على الرغم من إعلان المتحدث باسم عملية "عاصفة الحزم"، التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، يوم الثلاثاء، انتهاء العملية بعد "تحقيقها لأهدافها"، وبدء عملية جديدة للمساعدات الإنسانية أطلق عليها اسم "إعادة الأمل"، فإن طائرات التحالف العربي مازالت تشن يوميا عدة غارات على مواقع تسيطر عليها قوات تابعة لجماعة أنصار الله الحوثية في عدة محافظات.

وفي مؤتمر صحفي عقده بلندن، أمس الأحد، قال وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، إن "عاصفة الحزم لم تنتهِ بعد"، مشيرًا إلى أنه يقبل الحوار مع "المتمردين الحوثيين" بشروط.

وتهدف عملية "إعادة الأمل"، التي أعلن عنها قبل أسبوع إلى " استئناف الحوار السياسي بين القوى السياسية بناءً على قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية واستمرار حماية المدنيين واستمرار مكافحة الإرهاب ومساعدة المتضررين من الضربات الجوية والتصدي لتحركات جماعة الحوثيين" – بحسب بيان لدول التحالف.

رئيس توافقي
أدى رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح، في الـ13 من الشهر الجاري اليمين الدستورية نائبا للرئيس، أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي في مقر السفارة اليمنية بالرياض بحضور عدد من المسؤولين اليمنيين.
وفي أول تصريحات لبحاح، قال في مؤتمر صحفي بالرياض مخاطباً الشعب اليمني " ها نحن اليوم مجدداً بينكم ومعكم رغم كل المؤشرات والنصائح التي كانت تدفعنا لمغادرة هذا المشهد السياسي وهو في احلك صوره وأكثرها مخاطرة خاصة بعد أن واجهنا ما تعلمونه على كل المستويات .. مسؤوليتنا الوطنية وما يتعرض له بلدنا من صعاب لم نستطع إلا أن نلبي نداء الواجب ونتحمل معكم وبكم جزءاً مهما من هذا العبء الثقيل".
متخصصون في الشأن اليمني، قالوا إن تعيين بحاح نائبا لرئيس الجمهورية، هو خطوة أولية لانسحاب الرئيس هادي من المشهد السياسي، خاصة أنه يبلغ من العمر 70 عاماً، ويعاني أمراضاً في القلب، فضلا عن توافق غالبية القوى السياسية اليمنية، ما رشحه لتشكيل حكومة كفاءات أواخر العام الماضي.
حسين الصادر، كاتب وباحث يمني، يقول عن تعيين بحاح رئيسا توافقيا إنه "قد حظي بتوافق داخلي وخارجي كرئيس حكومة، وأعتقد أن هذا التوافق سوف يستمر، وسيحظى بدعم كبير من جميع الأطراف، ما يمنحه صلاحيات كبيرة، مع الإشارة إلى أنه من الخطأ الاعتقاد بأن النجاح يأتي من القدرات الفردية وحدها، بل يظل الأمر مرهونًا في الإدارة الحديثة بصناعة القرار بشكل حديث وتشاركي".

خروج عبدالله صالح
دعا الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، الجمعة، جميع الأطراف اليمنية حتى الخصوم على حد تعبيره للحوار والتسامح، وقال عبر حسابه على فيسبوك " أدعو كل الأطراف، دون استثناء، حتى الخصوم السياسيين الذين خاصموني منذ العام 2011، إلى الحوار والتسامح، وأنا سأتجاوز وأتسامح عن الجميع لمصلحة الوطن، من أجل صيانة الدم اليمني الذي أزهق وسال بدون وجه حق وبدون أي سبب."
وأضاف: "أدعو أنصار الله إلى القبول بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها مقابل وقف العدوان لقوى التحالف، كما أدعوهم وجميع المليشيات وتنظيم القاعدة والمسلحين التابعين لهادي إلى الانسحاب من جميع المحافظات وخصوصاً محافظة عدن ثغر اليمن الباسم، وتسليمها للجيش والأمن تحت امرة السلطات المحلية في كل المحافظات، وأن يتم حوار يمني سعودي تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف."
في المقابل رد وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، على دعوة صالح قائلا: " هذه الدعوات غير مقبولة بعد كل هذا الدمار الذي سببه علي عبد الله صالح. لا مكان لصالح في أي محادثات سياسية في المستقبل".

مناورة سياسية
يرى الدكتور أشرف عبد العزيز، الباحث في الشؤون العربية، إن إعلان دول التحالف وقف عمليات عاصفة الحزم في اليمن "مناورة سياسية"، وورقة اختبار لموقف إيران من دعم المسلحين الحوثيين.
ويضيف عبدالعزيز لمصراوي، أن عدم التزام الحوثيين بالمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن هو ما دفع دول التحالف إلى استكمال شن الغارات لاستهداف الحوثيين والمواليين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وعن سيناريوهات ما بعد العاصفة، واختيار "بحاح" رئيسا توافقيا لليمن خلفا للرئيس منصور هادي، يقول الباحث في الشأن العربي، إن بحاح يتمتع بعلاقات جيدة سواء على المستوى الداخلي في اليمن أو المستوى الإقليمي خاصة دول الخليج العربي.
ويرجح عبدالعزيز، أن تعلن الفصائل اليمنية ترحيبها وموافقتها على اختيار "بحاح".
وبسؤاله عن موقف الحوثيين من اختيار "بحاح"، يرى عبدالعزيز أن الحوثيين سيوافقون على "بحاح" خاصة أنهم لم يعد لديهم أية أوراق ضغط سياسية بعد خسارتهم لأكثر من 70 بالمئة من قوتهم العسكرية.
ويؤكد عبد العزيز أيضا، أن المبادرة العمانية التي طرحت من 7 نقاط كانت تشتمل على "رئيس توافقي" يجيد الحوار، وهو ما يجده اليمنيون في "بحاح"، فضلا عن عد وجود أي شخصية سياسية مطروحة على الساحة الآن سوى رئيس الحكومة ونائب رئيس الجمهورية خالد بحاح.