إعلان

خليفة حفتر.. الرجل الذي صادق الجميع وانقلب على الكل

03:03 م الإثنين 02 مارس 2015

خليفة حفتر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - صبري سراج:

تفتح عودة خليفة حفتر رسميًا إلى الجيش في منصب القائد العام، وترقيته إلى رتبة فريق، المجال أمامنا لمحاولة قراءة هذا الرجل الذي شهدت حياته منذ ستينيات القرن الماضي صعودًا وهبوطًا متكررًا.

فحفتر الذي حارب في البداية من أجل معمر القذافي ثم انقلب عليه، عاد وحارب مع جماعات المعارضة الإسلامية خلال الثورة التي أطاحت بالقذافي عام 2011 قبل أن يصبح عدوًا للإسلاميين في الفترة الأخيرة.

كان حفتر جزءًا من الكوادر الشابة لضباط الجيش الذين استولوا على السلطة من الملك إدريس، ملك ليبيا، عام 1969، وظل حليفًا وثيقًا للقذافي طوال هذه السنوات، حتى أن الأخير منحه ترقية أصبح بعدها قائدًا لأركان القوات المسلحة.

بداية السقوط

كافأ القذافي حفتر بتعيينه قائدًا عامًا للقوات التي تخوض معارك مع تشاد تقديرًا لولائه، فكانت هذه بداية السقوط، إذ منيت ليبيا بهزيمة على يد القوات التشادية في حرب تعرف باسم ''حرب تويوتا''، واستطاع التشاديون أسر اللواء حفتر و300 من جنوده عام 1987 بعد أن قطع القذافي الإمدادات عنهم وقال إن حفتر يعمل في تشاد مرشدًا زراعيًا.

تنكر القذافي لحفتر بعد الهزيمة نافيًا وجود قوات ليبية في البلاد دفع الرجل العائد لقيادة الجيش طوال العقدين التاليين إلى تكريس الجهود للإطاحة بحليفه القديم.

وبذل حفتر جهودًا من منفاه في ولاية فرجينيا الأميركية. وقد ألمح تقاربه من مقر الاستخبارات الأمريكية في لانغلي إلى وجود علاقة وثيقة مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية، التي دعمت محاولات عديدة لاغتيال القذافي.

وربما تعاون معهم عن قرب في دوره كقائد عسكري للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا المعارضة، وفقًا لـ''بي بي سي''.

عودته

عادة حفتر إلى ليبيا كالكثير من الليبيين وقت الثورة، وأصبح واحدًا من قادتها، لكن العديد من المعارضين أبدوا شكوكا واضحة تجاه مشاركته، بسبب تاريخه في تشاد واتصالاته مع الأمريكيين.

وبعد سقوط القذافي، بدا نجم حفتر يخبو مثل العديد من الشخصيات التي خدمت في نظام الحكم السابق وانضمت للثورة.

واستمر هذا الوضع حتى فبراير 2014 عندما عرضت قنوات تلفزيونية تسجيلاً مصورًا له يرسم فيه خطته لإنقاذ البلاد ودعوة الليبيين إلى النهوض في وجه المؤتمر الوطني العام.

منذ ذلك الحين حظي الفريق حفتر بتأييد قوي لحملته من الجماعات الليبية المسلحة المتنوعة، بما سمح له بدعم خطاباته بقوة فعلية على الأرض.

ففي بنغازي استخدم حفتر طائرات حربية وقوات برية لينفذ هجومًا ضد قواعد مسلحة مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية أخرى، في ظل ''عملية كرامة ليبيا'' التي وصفها بأنها انتفاضة ضد ''الحكومة التي يسيطر عليها الإسلاميون''.

وألقى الفريق على الجماعات الإسلامية بالمسؤولية عن التفجيرات شبه المستمرة، والاغتيالات التي اجتاحت شرقي البلاد خلال السنوات الأخيرة.

وغداة ذلك شنت قوات من مدينة الزنتان متحالفة مع حفتر هجومًا عنيفًا على مبنى المؤتمر الوطني في طرابلس.

وتلاقى انتقاد حفتر للمؤتمر الوطني مع رأي العديد من الليبيين، الذين أحبطوا بسبب بطء مسار المرحلة الانتقالية السياسية وكثرة تغيير رؤساء الحكومة، حيث تم تكليف ثلاثة رؤساء حكومات متعاقبين منذ مارس 2014.

وفي مطلع عام 2012 أوصى حوالي 150 ضابطًا من الجيش بتعيين اللواء - وقتها - خليفة حفتر رئيساً للأركان، لكن السلطات الانتقالية رفضت ذلك وعينت ضابطًا آخر في المنصب.

وعاد حفتر للواجهة مرة أخرى مطلع العام لدى دعوته لتحرك عسكري ضد السلطة الليبية الجديدة، حيث ظهر في خطاب متلفز يعلن تعليق عمل الحكومة وكذلك أعلن عما أسماه ''خريطة طريق'' جديدة لمستقبل ليبيا السياسي.

إلا أن محاولته لم تكلل بالنجاح ، وسخر منه رئيس الوزراء وقتها علي زيدان الذي انتهى به الأمر هو نفسه مخطوفًا من قبل الجماعات المتشددة.

تمهيدات

وفي فبراير الماضي استحدث مجلس النواب الليبي للمرة الأولى منصب القائد العام للجيش الليبي، في خطوة تعني أن ترقية اللواء خليفة حفتر إلى رتبة الفريق أول وتعيينه كأول قائد عام للجيش الليبي، باتت مسألة وقت فقط لا غير.

وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها تعيين قائد عام للجيش الليبي، بعد أربع سنوات على إطاحة نظام معمر القذافي عام.

وكان الناطق باسم مجلس النواب، فرج بو هاشم، في تصريح صحفي، إنه جرى التصويت خلال جلسة عقدها البرلمان، يوم 24 فبراير الماضي، على ''إصدار قانون باستحداث منصب قائد عام للجيش الليبي، وأحيل الموضوع إلى هيئة رئاسة البرلمان لتكليف من يشغل هذا المنصب''.

الناطق لفت الانتباه كذلك إلى أن ''الناس فرحة بشكل كبير، ويعتبرون القرار بداية الرد على الإرهابيين''، على حد تعبيره الذي نشرته ''الشرق الأوسط''، وأوضح أن القرار سيصدر على الرغم مما وصفه بـ''محاولات غير معلنة بذلتها الحكومتان الأمريكية والبريطانية لمنع صدور القرار واستبعاد حفتر من المشهد السياسي والعسكري في البلاد''.

والآن، عاد حفتر إلى الجيش بشكل رسمي، وأصبح قائدًا عامًا له، في وقت يتطلع فيه الليبيين إلى إنهاء حالة اللاأمن والتخبط السياسي الذي تشهده البلاد، فهل ينجح حفتر في مهمة إعادة الأمن إلى ليبيا؟... سؤال تجيبه الأيام المقبلة.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: