إعلان

تقارير تكشف عن تكتيك جديد لداعش في عمليات التفجير

09:04 ص السبت 28 نوفمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بغداد  - (أ ش أ)

تقوم قوات داعش المقاتلة الآن في الميدان السوري وغيرها من التنظيمات الإرهابية العاملة في سوريا بتطوير قدراتها على تكتيكات بناء الأنفاق الأرضية واستخدامها في زرع المتفجرات أسفل المباني كوسيلة لنسفها، وقالت مصادر البنتاجون إن داعش قد بدأت في تفريغ كوادر خاصة بها العمل في منطقة الرمادي العراقية وأجرت عددا من التدريبات العملية على حفر الأنفاق واستخدامها في أغراض الهجوم وهو ما وثقته تقارير البنتاجون الواردة من العراق.

وأفادت التقارير الأمريكية كذلك بأن داعش نفذت 45 عملية تفجير بتلك الطريقة في العراق وهو ما تحاول الآن تنفيذه في سوريا باستخدام وسائل التفجير والصواعق المصنعة بمعرفة خبراء داعش، وذكرت التقارير كذلك أن داعش باتت تمتلك شبكة معقدة من الأنفاق في العراق لاستخدامها عند الحاجة في تنفيذ عمليات التفجير والنسف إلى جانب استخدامات الأنفاق كوسيلة للتهريب والاختباء والتسلل.

وتستخدم داعش قنابل الأنفاق كذلك في استهداف الارتكازات الأمنية والكمائن العسكرية ونقاط التفتيش والمنشآت شديدة الحراسة والتأمين، وتشير التقارير الاستخبارية الأمريكية إلى أن حفر الأنفاق من الفئة القصيرة المدى قد يستغرق 30 يوما أو أقل بينما يتطلب تنفيذ بناء الأنفاق الطويلة المسافة - حتى طول ميل تقريبا - نحو تسعة أشهر عمل متصلة.

ويقول خبراء الهندسة العسكرية الأمريكيين إن عمليات التفجير باستخدام الأنفاق الأرضية عادة ما تكون مؤثرة وفعالة وهو السبب في قيام داعش بالتقاط صور لها عند التنفيذ لاستخدامها دعائيا، وتحاول داعش باستخدام هذا النوع من التفجيرات استهداف القوات السورية النظامية والمنشآت الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد وذلك حفاظا على المفاجأة وتفاديا لإجراءات التأمين التي قد تفشل تنفيذ عمليات تقليدية، فضلا عن نجاح هذا النوع من العمليات من الإفلات من عمليات المراقبة والرصد الجوي المستمر التي تتم بالطائرات التي تعمل بدون طيار فوق الأجواء العراقية والسورية.

بتاريخ 11 مارس 2015، استخدمت داعش أسلوب التفجير عبر الأنفاق في نسف مقر القيادة العسكرية العراقية في منطقة الرمادي مما أسفر عن سقوط 22 قتيلا، وتم في العملية استخدام 7 أطنان من المواد المتفجرة ووضعها أسفل مقر القيادة العسكرية العراقية في الرمادي في نفق بلغ طوله 800 قدم استغرق حفره شهرين بمعرفة عناصر داعش، وفي 15 مارس الماضي استخدمت داعش نفس الأسلوب في استهداف مقر قيادة قوات الأمن العراقية تم تنفيذه بنجاح.

وكان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يربط بين مواقع قيادته الاستراتيجية وقصوره الرئاسية وأماكن اختبائه المؤمنة في العراق بشبكة أنفاق تمتد لمسافة 60 ميلا وخلال الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 تم استخدام هذه الشبكة من الأنفاق في عمليات تهريب الأسلحة والأموال الخاصة بالقيادة العراقية، وتخشى الإدارة الأمريكية أن ترث داعش تلك الأنفاق - التي كانت خرائطها تعتبر من أسرار الدولة العليا في العراق قبل سقوط نظامه - في أيدى مقاتلي داعش وتعمل خلية عمل في البنتاجون بالتعاون مع القيادة العراقية وشركات ميكانيكا التربة العالمية على تحديد امتدادات شبكة أنفاق صدام حسين وأية شبكات أنفاق أخرى قد يكون الإرهابيون قد بنوها في العراق بعد سقوطه.

البنتاجون يعمل كذلك على الاستفادة من الخبرة الإسرائيلية في مجال مواجهة الأنفاق، ويعد السيناتور الأمريكي كيللى ايوتى من أشد المتحمسين للتقارب بين واشنطن وتل أبيب لتطوير استراتيجيات التصدي لتهديدات الأنفاق الأرضية ويدفع السيناتور ايوتى باتجاه إصدار قانون يفوض البنتاجون بالعمل المشترك مع إسرائيل بدءا من عام 2016 في تنفيذ هذا البرنامج الاستراتيجي لمواجهة تهديدات الأنفاق بتعاون مشترك بين البلدين، وسيتيح القانون الجديد في حال صدوره للقوات المسلحة الأمريكية إجراء البحوث العلمية المشتركة وكافة إجراءات التطوير والاختبار والتقييم لنظم تسلح قتالية لمواجهة حروب الأنفاق التي تقوم بها التشكيلات المعادية، وكذلك ستتبادل واشنطن وتل أبيب بموجب هذا القانون المقترح الخبراء في مجال الرصد والكشف لتحديد مواقع مسارات الأنفاق الأرضية المعادية على أن يكون توفير الاعتمادات المالية لتطوير تكنولوجيا مواجهة هجمات الأنفاق لها أولوية قصوى في موازنات الدفاع الأمريكية القادمة.
وسيكون مسرح التعاون المشترك بين أمريكا وإسرائيل في هذا المشروع في مناطق الشمال الإسرائيلي ومناطق الحدود الأمريكية المكسيكية لتشابههما طيبوغرافيا، وتجدر الإشارة إلى أن الجنوب الأمريكي يواجه تهديدات عبر أنفاق يتم الكشف عنها في مناطق التماس الحدودي مع المكسيك على أصعدة تهريب المخدرات والبشر والأسلحة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: