إعلان

"حرب الأفيون" تعود إلى هونج كونج

05:23 م الأحد 19 أكتوبر 2014

اشتباكات هونج كونج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالله قدري:

تشهد هونج كونج احتجاجات واسعة منذ أسابيع من قبل طلاب مطالبين بالديمقراطية، تطورت إلى اشتباكات مع الشرطة.

وعطل الطلاب حركة السير في أحد الشوارع الكبيرة في هونج كونج، وشُلت حركة السير في مشاهد غير معهودة في هونغ كونغ في نهاية أسبوع من تظاهرات طلاب مضربين، بينما قررت حركة "أوكيوباي سنترال"، وتعني بالعربية "احتلوا حي سنترال"، والتي تعد أبرز منظمة مطالبة بالديمقراطية، خوض المعركة رسميًا.

و بحسب شبكة سكاي نيوز الإخبارية، تدور هذه الاشتباكات بين الشرطة الصينية ومتظاهرين رفضوا إعلان لجمهورية الصين يقضي بأن يتم انتخاب رئيس السلطة التنفيذية المحلية بالاقتراع العام اعتبارًا من 2017، لكن لن يحق سوى لمرشحين اثنين أو ثلاثة يتم انتقاؤهم من قبل لجنة، بالتقدم إلى هذا الاقتراع.

وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية أمام مقر الحكومة، وقطعوا حركة المرور في وسط هونج كونج، في محاولة منهم لانتزاع مزيد من الحريات السياسية من بكين.

وكانت هونج كونج تخضع للسيطرة البريطانية حتى تسلمتها الصين بموجب اتفاق" سلطة واحدة ونظامان" في عام 1997، حيث تتمتع كونج كونج بحكم شبه ذاتي، إلا أنها تخضع لبكين بموجب هذا الاتفاق.

وتعود جذور هذه الاشتباكات بين الشرطة الموالية لبكين وبين المتظاهرين الموالين لبريطانيا، إلى حروب الأفيون الأولى والثانية، التي قامت بين الصين الامبراطورية المحكومة انذاك من قبل سلالة تشينغ وبريطانيا بين عامي 1840 و1842.

وكان سبب الحرب هو محاولة الصين الحد من زراعة الأفيون واستيراده، مما دفع بريطانيا -وهي القوة العظمى آنذاك- أن تقف في وجهها بسبب الأرباح الكبيرة التي كانت تجنيها بريطانيا من تجارة الأفيون في الصين، وكان من نتائج الحرب أن انتصرت بريطانيا وفرضت اتفاقية "مذلة" على الصين بموجبها أصبحت أصبحت هونج كونج مستعمرة بريطانية.

وأهم مانصت عليه هذه الاتفاقية هو تنازل الصين عن جزر هونج كونج لبريطانيا، والتي أصبحت فيما بعد قاعدة عسكرية وسياسية لها وتم فتح خمسة موانئ للتجارة البريطانية ودفع تعويضات لبريطانيين عن نفقات الحرب، وتحديد تعريفة جمركية علي الواردات البريطانية باتفاق الجانبين‏، مما أفقد الصين سيادتها في فرض الضرائب‏.

وفي عام 1997، نُقِلَت ملكية هونج كونج من بريطانيا إلى جمهورية الصّين الشعبية، حينها استعاضت الحكومة الجديدة في الصين عن الثكنات العسكرية البريطانية بحامية من جيش التحرير الشعبي الصينيّ، تتولَّى الدفاع البري والبحري والجوي، وتتولى قيادة هذه الحامية اللجنة العسكرية المركزية الصينية.

ويموجب اتفاق "سلطة واحدة ونظامان" الموقع بين الجانبي الصيني-البريطاني، فإنَّ هونج كونج تحظى بدرجة عالية من الحكم الذاتي في كافَّة شؤونها بصفتها منطقة إدارية خاصَّة، ما عدا جانبي العلاقات الدبلوماسية والقوات العسكرية اللذين سيظلاَّن من مسؤوليات الحكومة الصينية المركزية.

و يتعهَّد الإعلان الصيني البريطاني بالسَّماح لهونج كونج بالإبقاء على نظامها الاقتصاد رأس المالي، ويكفل لها حقوق وحريات شعبها لمدة 50 عامًا على الأقل بعد نقل ملكيتها في عام 1997.

وجددت الاشتباكات الدائرة بين المتظاهرين والحامية الصينية على المدينة المستقلة، الحرب الباردة بين الصين وبريطانيا. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إنه على بريطانيا أن تدافع عن حقوق مواطني هونج كونج.

وأضاف كاميرون أنه من المهم أن يتمتع المواطنون في هونج كونج بالحريات والحقوق التي حددتها اتفاقية ثنائية قبل أن تسلم بريطانيا هونج كونج للصين عام1997.

وفي إطار رد فعل الصين على هذه التظاهرات، أغلق جهاز الرقابه الصيني موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" علي الانترنت، ووصفت الصين هذه الاحتجاجات بـ"غير قانونية". وأبلغ مسؤول صيني بارز وسائل إعلام أجنبيه في هونج كونج، أن الصين لاحظت تدخلًا في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في المدينة من قوي خارجية، ودعا الصحفيين الدوليين إلى تغطيه الأحداث" بموضوعية.

وفرضت بكين مؤخرًا، قيودًا على اختيار رئيس السلطة التنفيذية المحلية، والذي سيتم انتخابه بالاقتراع العام اعتبارا من 2017، وهي أن يتم انتقاؤهم من قبل لجنة مختصة باختيار المرشحين، وهو ما آثار حفيظة المتظاهرين الذين رفضوا هذا القرار.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك .. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: