إعلان

غولن: أردوغان دمر حياة أكثر من 300 ألف تركي منذ محاولة الانقلاب

04:10 م الثلاثاء 16 مايو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - هدى الشيمي:
قال الداعية الإسلامي ورجل الأعمال فتح الله غولن إن تركيا وأمريكا لديها الكثير من الأمور الشائكة، من بينها القتال ضد تنظيم داعش، ومستقبل سوريا، وأزمة اللاجئين.

وكتب غولن، مقالًا  بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، تحت عنوان "تركيا التي لم أعد أعرفها"، بالتزامن مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبيت الأبيض ولقاءه مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.

وأشار غولن الذي يتهمه أردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016، إلى أن تركيا التي عرفها من قبل كانت لديها طريقتها الخاصة في تطبيق الديمقراطية، وتسير بناءً على نموذج معتدل من العلمانية، أصبحت خاضعة لحاكم يفعل كل شيء للاستحواذ على السلطة، والقضاء على المعارضة.

ودعا غولن الدول الغربية إلى مساعدة تركيا للعودة إلى المسار الديمقراطي.

ولفت إلى أن لقاء ترامب مع أردوغان وقمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" المقررة الأسبوع المقبل، يجب الاستفادة منها في تحقيق ذلك.

"تدمير"

وأشار إلى اعتقال إردوغان لأبرياء، وفصل الكثير من وظائفهم، وتدمير حياة ما يزيد عن 300 ألف مواطن تركي، منذ محاولة الانقلاب "المؤسفة".

ولفت إلى أن الرئيس التركي لم يفرق بين كون المواطنين أكرادًا، أو علمانيين، أو يساريين، أو صحفيين، أو حتى أساتذة وعلماء في الجامعات المرموقة.

وأكد غولن إدانته القوية لمحاولة الانقلاب الفاشلة، منذ الإعلان عنها، ونفى أن يكون العقل المُدبر له، كما تزعم الحكومة التركية.

وعلاوة على ذلك، قال غولن إن أي شخص شارك في محاولة الانقلاب، قد خان الأفكار التي يحملها كل مؤيديه، أو التابعين لحركته المعروفة باسم "خدمة"، وتصنفها تركيا كجماعة إرهابية.

اتهامات

ويتابع قوله: "ومع ذلك، وبلا أية أدلة حقيقية، اتهمني أردوغان بالتخطيط للانقلاب، وأنا على بعد حوالي 5000 ميل من البلد".

وفي اليوم التالي، أصدرت الحكومة التركية قوائم تحمل أسماء الآلاف الذين تجمعهم علاقة بحركة "خدمة"، وتعاملت معهم كمجرمين وبدأت في تدمير حياتهم.

وأوضح غولن أن القوائم تضمنت أسماء أشخاص ماتوا منذ أشهر، وآخرين يعملون في مكاتب الناتو في أوروبا.

كما نوّه إلى إبلاغ منظمات حقوق الإنسان الدولية بوقوع عدد هائل من عمليات الاختطاف، بالإضافة إلى التعذيب والموت في معسكرات الاحتجاز.

بالإضافة إلى ذلك، عملت الحكومة التركية على إخراج مواطنين ابرياء من تركيا، وضغطت على بعض الدول مثل ماليزيا، لترحيل ثلاثة من المتعاطفين مع "خدمة" الأسبوع الماضي، من بينهم مدير مدرسة عاش هناك لأكثر من 10 أعوام، حسبما كتب غولن.

وذكر غولن أن الرئيس التركي حقق انتصارا ضئيلا في أبريل الماضي، بعد ظهور نتيجة الاستفتاء الذي أدى إلى تحويل النظام البرلماني الذي سارت عليه البلاد إلى نظام رئاسي، مشيرا إلى أن نتيجة الاستفتاء مكّنته من السيطرة على أفرع الحكومة الثلاثة.

ولفت الداعية الإسلامي التركي إلى أن الأوضاع لم تكن كذلك في البداية، موضحًا أن حزب العدالة والتنمية الحاكم، عندما وصل إلى السلطة عام 2002، وعد بتنفيذ الكثير من الإصلاحيات الديمقراطية، في إطار سعية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ولكن مع مرور الوقت، أصبح إردوغان غير متسامح مع المعارضة، وحكم قبضته على الإعلام، وجعل السيطرة على العديد من وسائل الإعلام في يد وكالات تنظيمية حكومية.

اجراءات

ويرى غولن أن هناك خطوتين ضروريتين للقضاء على القمع، وإعادة الديمقراطية في تركيا، وهما:

* أولا، ينبغي صياغة دستور مدني جديد من خلال عملية ديمقراطية يشارك فيها جميع شرائح المجتمع، وتتفق مع المعايير القانونية والانسانية والدولية، وتستفاد من التجارب الديمقراطية الغربية.

* ثانيا، يجب تطوير المناهج التعليمية، وأن تتضمن مقررات تركز على القيم الديمقراطية، والتعددية، وتشجع على التفكير النقدي. وأن يتعلم كل طالب أهمية الموازنة بين سلطات الدول وحقوق الأفراد، واستقلال القضاء، وحرية الصحافة، وأن يعلموا مخاطر التطرف، وتسييس الدين، وتقديس أي زعيم.

ولكن قبل أن يتم تطبيق الاجراءات السالف ذكرها، يشدد غولن على ضرورة أن تتوقف الحكومة التركية عن قمع شعبها، وأن تعمل على تعويض من تعرض للظلم أو الاضطهاد خلال فترة حكم إردوغان.

وأضاف: "ربما لن أشهد اليوم الذي أرى فيه تركيا مثالا حيا للديمقراطية، إلا أنني أدعو الله أن تتمكن من التخلص من السلطوية قبل فوات الآوان."

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان