إعلان

أوروبا تغلق أبوابها في وجه اللاجئين المتدفقين عبر ليبيا: عودوا إلى "الجحيم"

07:29 م الأحد 19 فبراير 2017

ارشيفية

كتب – ممدوح عطا:
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الاتحاد الأوروبي يأمل في وقف تدفق المهاجرين واللاجئين غير الشرعيين إلى أوروبا من ليبيا عبر عدة طرق.

وأشارت الصحيفة، في تقرير لها اليوم الأحد، إلى تخريج دفعة من خفر السواحل الليبية، يأمل الاتحاد الأوروبي أن تساهم في حل مشكله الهجرة غير الشرعية التي تتدفق إلى أوروبا عبر الشواطئ الليبية، مضيفة أنه أقيم احتفال على متن سفينة تابعة للبحرية الإيطالية بمناسبة تخريج هذه الدفعة.

ولفتت الـ "نيويورك تايمز" إلى أن إيطاليا قامت بتدرب ضباط حرس خفر السواحل الليبية على اعتراض قوارب المهاجرين وإنقاذهم قرب الشواطئ الليبية قبل وصولهم إلى المياه الدولية.

وأوضحت أنه من المعتاد أن يقوم الاتحاد الأوروبي باعتراض قوارب المهاجرين، على أن يتم ترحيلهم إلى إيطاليا، أما المهاجرين التى تعترضهم خفر السواحل الليبية، فيتم إعادتهم مرة أخرى إلى ليبيا.

وبالنسبة للقادة الأوربيين، فإن الهدف من تدريب خفر السواحل الليبي، محاولة لنقل حل أزمة الهجرة لشواطئها والتعامل معها في المصدر.

وتعتمد الخطة على تمويل الليبيين بالأموال والموارد والتدريب لمنع المهاجرين من الإبحار من الشواطئ الليبية.

1

والخطة تتشابه مع اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا لمنع اللاجئين والمهاجرين من الإبحار من الشواطئ التركية، لكن هذه المرة مع بلد تحكمها مليشيات متقاتلة وحكومة وحده وطنية ضعيفة، وفقًا للصحيفة.

وأكدت الصحيفة على أن هذه المحاولة ليست الأولى التى يوقع فيها الاتحاد الاوروبي اتفاقا مع ليبيا لوقف تدفق المهاجرين على أوروبا، فقد سبقها محاولات عدة، وأكثر هذه المحاولات فاعلية كانت قبل سقوط ليبيا عام 2011.

وتعرضت الاتفاقيات السابقة لانتقادات جماعات حقوق الإنسان بسبب التكتيكات الوحشية التى استخدمتها دول شمال إفريقيا ضد المهاجرين غير الشرعيين.

ويشكك بعض الخبراء الدوليين فى جدوى هذه التجربة، فيما تبدي جماعات حقوق الإنسان تخوفها من أن الخطة سأعيد فقط المهاجرين إلى جحيم ليبيا مرة أخرى، حيث يهرب الكثيرين من المخاطر والظروف القاسية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الاتحاد الأوروبي يتعامل مع الحكومة المعترف بها دوليا والتي بالكاد لها موطئ قدم فى بلد مجزئة وتشهد أعمال عنف، وربما تكون معرضة للسقوط، بينما تسيطر الجماعات المتمردة والإجرامية على اغلب الشواطئ الليبية.

ويقول ناتالينو رونزيتى، الأستاذ الفخري في القانون الدولي والمستشار فى معهد الشئون الدولية بإيطاليا لـ "نيويورك تايمز" إنها خطوة أولى يتم اتخاذها مع الحكومة المؤقتة والتي لا تسيطر على البلاد، لكنها خطوة أولى"، مضيفًا "نريد أن نرى ما إذا كانت تتوافق مع حقوق الإنسان، وما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيفتح مراكز لتحديد الهوية للمهاجرين في ليبيا، أو أن يساعد ليبيا في ذلك، نحن نعرف القليل عن ذلك فى الوقت الحالي".

وأكدت الصحيفة أن البرنامج التجريبي يعد هو الأول من نوعه داخل العملية "صوفيا"، وهى عملية يقوم بها الاتحاد لمكافحة الإتجار بالمهاجرين، وتعد جزء من الجهود التى وافق قادة الاتحاد على ها خلال القمة التي عقدت بمالطة، حيث تعهدوا بتمويل مستديم لتدريب خفر السواحل الليبي.

وكان باولو جينتلوني، رئيس الوزراء الإيطالي، قد وقع اتفاقية مع رئيس الوزراء الليبي فايز السراج تقضى بالحد من الإتجار بالمهاجرين من الشواطئ الليبية.

وفى المقابل تقوم إيطاليا بتقديم الأموال والتكنولوجيا والدواء والتدريب لإقامة مراكز احتجاز في البلاد التي كانت تستعمرها ما بين عامي 1911 – 1043.

وأشارت الصحيفة إلى استضافة وزير الداخلية الإيطالي اجتماع هذا الأسبوع ضم عشرة من رؤساء بلديات منطقة فازان الجنوبية والتي تعد البوابة الرئيسية للمهاجرين، للتأكيد على نية إيطاليا على مساعدتهم في السيطرة على الحدود.

2

ويؤكد جوزيف ماسكات، رئيس وزراء مالطا "أن التدريب ليس بسبب وجود أزمة، ولكن محاولة لمنع حدوثها".

وأكدت الصحيفة أن مراكز احتجاز المهاجرين تعد من بين أكثر عناصر الخطة إثارة للجدل.

ويقول حسين سويدى، رئيس بلدية صبراتة الساحلية الغربية الليبية -والتي تعد أكثر نقطة لترحيل المهاجرين العابرين للبحر المتوسط- إن إبقاء المهاجرين في ليبيا خطوة خطيرة لأن الدولة ليس لديها موارد لتتعامل معهم.

وتقول المنظمات الإنسانية أن أعداد ضخمة من المهاجرين هم بالفعل في ليبيا وأنهم يواجهون تهديدات مستمرة.

وحذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أن العنف وصل لمستويات مثيرة للقلق ضد المهاجرين واللاجئين في ليبيا، من اعتداءات جنسية وقتل، ليس من المهربين فحسب، ولكن من الجماعات المسلحة الكثيرة جدا ومن الأفراد.

وأفاد المهاجرين إلى اعتقالهم من المليشيات لشهور فى ظروف معيشية قاسية. بينما يتم احتجاز مهاجرين فى شكل من أشكال العبودية من قبل أفراد الذين يتم إجبارهم على العمل مقابل حصة من الطعام بالكاد تبقيه على قيد الحياة.

وتقول منظمة اطباء بلا حدود أن ليبيا ليست موقعة على معاهدة 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين، وليبيا نفسها تعانى من أزمة إنسانية، ولا تسطيع دول الاتحاد الأوروبي أن تفترض أن هذه الحقوق منحة".

ويعترف القادة الأوربيين بأن أسباب قلقهم هو عدم الاستقرار فى ليبيا وتفشى العنف.

ويقول رئيس وزراء مالطا إن "الشباب الذى تلقى التدريب عندما يعودون إلى ليبيا، سوف يواجهون ضغوطًا هائلة من العصابات الإجرامية والمهربين والذين تتدفق ملايين اليورو إليهم من تجارة البشر".

وتقول الصحيفة "الخطة الإيطالية لتدريب خفر السواحل الليبي نشرت الانقسام فى المشهد السياسي المنقسم بالفعل، وذلك بعد مشاركة سفينة البحرية الإيطالية، سان جوارجيو، والتي رست فى غرب ليبيا الشهر الماضي". وأشارت الصحيفة إلى المتاعب المحتملة في المستقبل، فقد اتهم القادة في شرق ليبيا الإيطاليين بدخول ليبيا بطريقة غير مشروعة.

فيديو قد يعجبك: