إعلان

نيويورك تايمز: هل يمكن أن تصبح إسرائيل والدول العربية أصدقاء؟

02:27 م الإثنين 29 أغسطس 2016

هل يمكن أن تصبح إسرائيل والدول العربية أصدقاء؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري:
تساءلت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها قبل يومين عن إمكانية أن تصبح إسرائيل والدول العربية أصدقاء؟ مشيرة إلى تطورات جرت وتجري في المنطقة حيث خاض العرب الكثير من الحروب ضد الدولة العبرية منذ نشأتها حتى وقتنا الحاضر، وفي ظل عدم حل القضية الفلسطينية السبب الرئيس للنزاع في الشرق الأوسط.

في البداية أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل والسعودية ليس لديهما علاقات دبلوماسية رسمية، وأن السعودية لا تعترف بإسرائيل كدولة حتى الآن، مضيفة أن هناك دليل على وجود روابط بين السعودية ودول سنية أخرى مع إسرائيل وأن تلك الروابط تتحسن.

وقالت إنه "بعد أن كانت تلك العلاقات تتطور سرًا خلال السنوات الماضية أصبحت تلك الدول تسير في اتجاه تحالف أكثر صراحة مع إسرائيل نتيجة وجود مصالح مشتركة في مواجهة إيران، القوة الشيعية في المنطقة".

ولفتت الصحيفة إلى أن تحسن العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل يمكن أن يضع الفوضى الموجودة في الشرق الأوسط على بداية طريق إيجابي، لكنها يمكن أيضًا أن تبقى القضية الفلسطينية تحت الغبار من منظور يثير القلق.

وكانت آخر مستجدات هذه التحركات الشهر الماضي عندما زار وفد سعودي القدس وكان بقيادة أنور عشقي، ضابط متقاعد، وجرت محادثات مع دور جولد، المسؤول البارز في الخارجية الإسرائيلية، تقول الصحيفة.

وأضافت أن اجتماع القدس كان جديرا بالملاحظة لأنه تم بصورة تم الإعلان عنها للعامة رغم أن المحادثات بين عشقي وجولد كانت تجري في سرية منذ عام 2014 ولم تظهر للعلن إلا العام الماضي عندما ظهرا سويًا في واشنطن.

ونوهت الصحيفة بأن آخر حرب بين إسرائيل والدول العربية السنية كانت عام 1973، مضيفًا: "بعد عقود من الكراهية يرغب بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في التواصل مع أعداء بلاده السابقين".

لم تشر الصحيفة إلى الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد لبنان وقطاع غزة بعد حرب 73.
وفي ذات الأثناء، فإن ملك السعودية الحالي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي وولي عهده الأمير محمد بن سلمان يبديان إرادة مفاجئة فيما يخص المخاطرة في السياسة الخارجية منذ قدوم الملك سلمان للسلطة قبل 8 أشهر.

وللسعودية وإسرائيل مبررات تسمح لهما بالعمل سويا، فكلاهما يمتلك عداءً كبيرًا لإيران ذات الأغلبية الشيعية، وكلاهما لديه قلق على استقرار المنطقة، وكلاهما لديه خلاف مع الولايات المتحدة بسبب الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى، إضافة إلى الملف السوري.

ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل والسعودية كانا يتعاونان في سرية تامة في المجال الأمني والاستخباراتي على مدى سنوات، مشيرة إلى أنه بينما تتنامى الدعوات لعزل إسرائيل دولياً بسبب تعاملها مع الفلسطينيين يسعى نتنياهو إلى كسب المزيد من الاعتراف بدولته من الدول العربية المجاورة وخلق علاقات اقتصادية وسياسية متبادلة معها إضافة إلى إصلاح العلاقات مع تركيا والتوجه نحو الدول الإفريقية.

ويبدو من الصعب أن نعرف من الذي يتحدث من العائلة المالكة السعودية وعبر أي وسيلة، تقول الصحيفة التي أوضحت أن بعض المحللين يرون أن الجنرال عشقي ربما لا يكون محاورًا جادًا، لكن زيارته على رأس وفد إلى إسرائيل ربما يكون هدفها قياس ردود الأفعال في الدولتين عند الإعلان عن مثل تلك الزيارة.

ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية بدأت حملة إعلانية في الداخل هدفها إعداد الرأي العام لقبول تحسن العلاقات مع إسرائيل.
وخلال السنوات الماضية واجهت كلا الدولتان بعضهما البعض في مؤتمرات أكاديمية وسياسية وكانت إسرائيل تصنع قنواتها الدبلوماسية بنفسها مع السعودية وكذلك مع دولة الإمارات، وفقًا لدانيال ليفي، رئيس معهد أمريكا والشرق الأوسط.

وقبل زيارة الوفد السعودي إلى القدس واصلت مصر ساستها نحو خلق علاقة أكثر دفئا مع إسرائيل بزيارة سامح شكري، وزير الخارجية المصري في زيارة هي الأولى خلال 9 سنوات لمسؤول بهذه المنصب على الرغم من أن كلا الدولتين وقعتا إتفاقية سلام منذ عام 1979 والتي لم يتحقق بعدها علاقات كاملة كما كان يفترض.
وتحسنت العلاقات بين الدولتين بمجئ الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة عام 2014 وما تلى ذلك من تعاون أمني وتنسيق ضد حماس في قطاع غزة والمسلحين الذين يقاتلون الجيش المصري في سيناء وفقًا للصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات بين إسرائيل وكل من السعودية ومصر تسير على هذا النحو وفي ذات الأثناء يبدي كلاهما أنه يهدف إلى تحقيق تقدم في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين الذين يعقدون آمالهم على الدول العربية السنية، مشيرة إلى أن الجنرال عشقي تحدث مع الإسرائيليين عن إحياء مبادرة السلام العربية التي تم الإعلان عنها عام 2002 والتي تنص على تطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

لسوء الحظ - تقول الصحيفة - لا يبدي أي من الفلسطينيين أوالإسرائيليين نية جادة للدخول في محادثات سلام.
وهناك ما يبرر شك الدول العربية والفلسطينين في أن تركيز نتنياهو الأول سيكون على السلام، وفقًا للصحيفة، التي أوضحت أن رؤية نتنياهو تهدف إلى تحقيق التطبيع مع الدول العربية أولاً ومن ثم وجود أجواء إيجابية لتحقيق السلام مع الفلسطينيين.

وبالطبع، فإن تحسن العلاقات بين إسرائيل والدول العربية لن تستثني اتفاق سلام مع الفلسطينيين - تقول الصحيفة، التي أوضحت أن الخطر يكمن في أن ترى تلك الدول أن القيمة الأكبر في إصلاح العلاقات فيما بينها والتوقف عند هذا الحد بصورة تؤدي إلى تفاقم الأزمة وخلق مبررات دينية للفلسطينيين بصورة تؤدي إلى استمرار التوترات لعقود قادمة.

فيديو قد يعجبك: