إعلان

"سيناريوهات الحرب في أوروبا في 2017"

05:43 م الأحد 29 مايو 2016

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري:

قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن روسيا تتمدد بصورة سريعة باتجاه الحرب وتسير نحو أهدافها بغزو دول البلقان - أعضاء حلف الناتو - التي يمكن أن يكون انطلاق حرب عالمية ثالثة إحدى نتائجها.

وفي تقرير لها، قبل يومين، تساءلت الصحيفة: "هل يمكن للناتو أن يدخل حربًا أمام روسيا.. وكيف ستبدو تلك الحرب إذا حدثت؟".

وأشارت الصيفة إلى كتاب صدر مؤخرًا للجنرال البريطاني ريتشارد شريف - نائب قائد قوات الناتو في أوروبا في الفترة من 2011 إلى 2014.

عام الحرب

تحدث شريف عن سيناريو محتمل لحرب مدمرة في المستقبل بين الناتو وروسيا، وجاء عنوان كتابه "2017.. عام الحرب مع روسيا".

ورغم تصنيف كتاب شريف بأنه سيناريون تخيلي إلا أنه يرسم صورة مقنعة لحادثة يستخدمها الرئيس الروسي مبررًا لإشعال الحرب مع الناتو.

في مقابلة مع بي بي سي، الجمعة، قال شريف إن لا يريد أن يقدم الكثير عن رؤيته لأنها تثير الشغف ويجب قراءتها، منوهًا إلى أن تردد حلف الناتو وعدم قدرته على الوقوف في مواجهة عسكرية مع روسيا يجعل الحرب معها أكثر احتمالاً.

وتابع: "يجب علينا قراءة المستقبل من التعرف على تاريخ يفترض أن ننظر إليه فيما يخص المواجهة بين الناتو - في أوج ازدهاره وحلف وارسو في الماضي".

ورغم ذلك - تقول الصحيفة - فإن كتاب الجنرال شريف هو أداة سياسية إلى حد كبير تهدف لانتقاد سياسات الغرب بصورة كبيرة خاصة فيما يخص خفض الإنفاق الدفاعي وعدم رغبة الغرب وعدم قدرتهم على الوقوف في وجه التهديد الروسي.

سيناريو الحرب

في الوهلة الأولى يبدو سيناريو الحرب الذي تحدث عنه شريف في كتابه مقنعًا، لكن انعكاساته تقول أن الأمر أقل من ذلك، حيث يفترض هذا السيناريو أنه سواء كان الرئيس الروسي لا يملك غير الحرب لتطبيق أجندته السياسية أو أنه يبدوا قائدًا في هيئة كيم جونج يون، رئيس كوريا الشمالية الذي يتصرف بطريقة غير منطقة، فإن هذا الأمر لا يبدو مقنعًا.

فروسيا تعاني من أزمة العقوبات التي خفضت صادراتها من الطاقة إلى العالم بصورة جعلتها تواجه صعوبات اقتصادية بعد ضم شبه جزيرة الكرم، إضافة إلى أن أوروبا لديها الكثير من أوراق الضغط الاقتصادي على روسيا خاصة في مجال الطاقة.

ويقول إن روسيا وأوروبا لديهما ترابط وعلاقة متبادلة لا يمكن تخطيها، حيث أن إمدادات الطاقة - على سبيل المثال - من خط "the Nord Stream" يعبر المياه الدولية في بحر البلطيق من روسيا إلى ألمانيا ويمد أوروبا بـ 38.7 في المئة من احتياجاتها من الغاز، وتحتاج روسيا إلى عائدات بيعه التي يدفعها الأوربيون بصورة ماسة، وهو ما يعنى أن حربًا مفترضة بين كلاهما ستكون لها تكاليف اقتصادية باهظة على كليهما.

ولكن على الجانب الآخر فإن هذا الترابط يعنى أنه بإمكان روسيا امتلاك ورقة ضغط سياسي كبيرة ورخيصة الثمن في ذات الوقت عن طريق التلويح بوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا أو وقفها فعليًا.

وتساءلت الصحيفة: "إذا كانت روسيا قادرة على تحقيق ضغوط اقتصادية بهذا الشكل على أوروبا وبتكلفة زهيدة.. لماذا تلجأ لخيار الحرب معها؟".

شخصية بوتين

إذا كانت الحرب المفترضة تعتمد على شخصية بوتين، فإن تحليل تلك الشخصية يقول إن الرئيس الروسي شخص عقلاني، وأن أفعاله تعتمد على قمة الواقعية، فهو يضع احتياجات بلاده في المقدمة ويبدو أنه يمارس لعبة طويلة الأمد.

وعندما يتم النظر إلى بوتين من منظور روسي - من الداخل ومن الجزء الأوروبي من روسيا - نجد أن منافسيه بدأ يتأرجحون نحو أمريكا والغرب، إضافة إلى تركيا الواقعة على حدود روسيا الجنوبية، ما يعنى أن منافسي بوتين يحيطون به من عدة جهات.

فمنذ انتهاء الحرب الباردة تحاول العديد من دول حلف وارسو السابق الابتعاد عن روسيا مثل دول التشيك وبولندا وسلوفاكيا وبلغاريا ودول البلطيق التي وقع العديد منها اتفاقات دفاعية مع الناتو.

مناورة الحرب

تختلف روسيا عن دول الغرب في أن شعبها يحترم القائد القوي وهو ما يجعل بوتين يتمتع بشعبية تصل إلى 80 % في الكرميلين وهي نسبة لا يحلم بها قادة الغرب، لكن الحديث عن الحرب يكون جزء من شخصية الرئيس القوي هناك.

وتساءلت الصحيفة: "لماذا يٌقدم بوتين على تلك اللعبة الخطرة التي تعد أخطر مناورة سياسية على الإطلاق؟".

من المؤكد أن مصالح بوتين تلتقي مع خفض ميزانية الانفاق الدفاعي في الغرب بصورة أضعفت رغبة الدول الغربية في الانجرار نحو وضع يجعلها على حافة هاوية الحرب مع ورسيا، وهو ما يحاول الجنرال شريف تغييره بتشجيع تلك الدول على زيادة نسبة الانفاق الدفاعي.

ولا يعنى أن حدوث الحرب باتت محتملة، بل يمكن أن يفتح الباب باستمرار أمام حدوث مناوشات أو مضايقات لا تتطور إلى حرب.

إذا اندلعت الحرب

أوضحت الصحيفة أنه إذا اندلعت الحرب بين الناتو وروسيا فإنها لن تكون على غرار الحروب السابقة التي كانت تعتمد على الجيوش الجرارة وساحات المعارك المليئة بالدبابات التي تخوض فيها الجيوش معارك تقليدية، لأنه سيناريو حرب عفى عليها الزمان وهي غير محتملة الحدوث.

في أرقام بسيطة يمكن المقارنة بين إمكانات الناتو وروسيا:

يمتلك الناتو 3.6 مليون جندي وتمتلك روسيا 800 ألف جندي.

يمتلك الناتو 7.500 دبابة مقابل 2.750 دبابة روسية.

يمتلك الناتو 5.900 طائرة حربية وتمتلك روسيا 1.571 طائرة.

لكن تلك الأرقام لا تعطى صورة حقيقية عن الحرب، حيث أن قوات الناتو موزعة حول العالم في مهام دولية لا تشارك فيها روسيا بصورة واسعة.


الخسائر 
وتساءلت الصحيفة: "إذا حققت روسيا تفوق عسكريًا في البلقان على سبيل المثال، فإلى أي مدى وما هو الثمن؟"، خاصة أن الحروب باتت تعتمد على جيوش صغيرة عالية التقنية وليس حروبًا تقودها جيوشًا جرارة وتستطيع المدافع والصواريخ أن تصل إلى مناطق دون أن تكون بحاجة إلى إرسال الجيوش وعلى سبيل المثال حرب جروزني وحرب حلب الدائرة في الوقت الحالي.

لكن حجم الخسائر التي ستحققها تلك الحروب ستكون مدمرة، وسيكون ثمن استعادتها أكبر بكثير من أي خسائر شهدها العالم في الماضي.

ولأن تلك الحرب ستشارك فيها سفن وطائرات وغواصات فإنها ستكون حربًا غير محدودة وربما يمكن القول أنها ستكون حربًا عالمية، ولن تفرق بين أهداف مدنية وعسكرية بصورة تجعل نطاقها أوسع لتصبح حربًا بين الشعوب.

وتابعت الصحيفة: "سوف تتنافس الدول المتصارعة للسيطرة على سماء العالم بصورة تدمر كل مقومات التقدم الذي صنعه البشر وتؤثر سلبًا على كل شيء حتى التجارة".

الحرب النووية

رغم تحذيرات الجنرال شريف إلا أن كابوس حرب نووية غير وارد لأن كلا الطرفين لا يرغب في صنع دمار غير محدود، لكن استخدام الأسلحة الكيميائية أو البيولوجي وارد في حدود، لأنه عندما يكون الحديث عن حرب عالمية ثالثة يدرك الجميع أنها حرب مدمرة وأنه لن ينجو أحد من دمارها.

فيديو قد يعجبك: