إعلان

صحيفة أمريكية: حركة النهضة التونسية تتخلى عن شعارها الإسلامي

08:32 م الإثنين 23 مايو 2016

حركة النهضة في مؤتمرها العاشر تتخلى عن شعارها الإس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري:

قالت صحيفة فاينينشيال تايمز الأمريكية، إن حركة النهضة التونسية تخلت عن شعارها الإسلامي، وأعلن زعيمها تكريس أنشطة الحركة والحزب للعمل السياسي، مشيرة إلى أن القوة الأكبر في البرلمان تسعى لتعلم الدرس من تجارب الأحزاب الإسلامية في المنطقة العربية.

ولفتت الصحيفة، إلى أن هذا التغير الذي طرأ على سياسة الحزب، تم التصويت عليه بأغلبية ساحقة في اجتماع الحزب، الأحد، مشيرة إلى أنه بمثابة خطوة غير مسبوقة تقدم عليها جماعة إسلامية تملك حزب سياسي.

علامة فارقة
وتابعت الصحيفة، أن التغير الجديد الذي أعلن عنه الحزب يمثل علامة فارقة في تاريخ الحركة، التي تعرضت لضغوط كبيرة تحت نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، الذي تم الإطاحة به بعد ثورة شعبية عام 2011.

وأوضحت الصحيفة، أن حزب النهضة بزعامة مؤسسه راشد الغنوشي، استطاع إبرام صفقة تاريخية مع مجموعات علمانية ذات نفوذ كبير، بصورة منعت انهيار عملية التحول الديمقراطي في البلاد، وجعلت تونس هي الدولة الوحيدة التي استطاعت أن تنجح فيما عرف بثورات الربيع العربي.

رؤية الجديدة
وفي كلمته في افتتاح المؤتمر العاشر لحركة النهضة التونسية، الذي أقيم بضاحية رادس جنوب العاصمة تونس، بحضور 1300 من مندوبي الحركة في البلاد، قال الغنوشي إن رؤية الحزب تطورت من الدفاع عن الهوية إلى التأكيد على عملية التحول الديمقراطي، وهو الآن يصب تركيزه على مرحلة التحول الاقتصادي.

وأوضح الغنوشي، أن سياسة الحزب الجديدة تقوم على فصل الدين عن الصراعات السياسية، وأن دور المساجد سيكون بعيدًا عن تلك الصراعات، وعلى الحياد؛ لأنه لا يجب أن تلعب المساجد دورًا في السياسة في المستقبل.

وتابع الغنوشي، أن النهضة كانت في البداية "حركة عقيدية"، لكنها تحولت إلى حزب ديمقراطي وطني، متفرغ للعمل السياسي بمرجعية وطنية تستند إلى قيم الإسلام.

هوية الدولة
وأكد أسامة الصغير -الناطق الرسمي باسم الحركة- أن هوية الدولة التونسية، حُسمت في الدستور، وأن الحزب يريد أن يطرح شعاره الإسلامي حتى لا يتم وضعه ضمن جماعات تمارس العنف مثل تنظيم القاعدة، مضيفًا: "نحن مسلمون ديموقراطيون".

التطبيق
وقالت مونيكا ماركس، المتخصصة في الشأن التونسي، للصحيفة، إن التغير الجديد بمثابة إطلاق علامة تجارية جديدة، تعكس توجه الحزب بطابع رسمي لطالما ظل كامنًا لفترة طويلة.

وأضافت: "الحركة لا تريد أن يتم تصنيفها ضمن الجماعات التي تتبنى العنف، مثل بوكو حرام والقاعدة، وهم يريدون أن يكونوا مثل الحزب المسيحي في ألمانيا، أو مثل حزب العدالة والتنمية في ثوبه القديم عندما بدأ في تركيا.

وأوضحت أنه رغم ذلك، سيظل حزب النهضة قبلة المحافظين في تونس، وستظل ثقافته إسلامية من الداخل، مضيفة "فمثلاً لن يقيم ممثليه في فنادق تقدم الخمور عندما يكونوا في زيارات عمل".

ترحيب
وأعربت الأوساط السياسية في تونس -وفق الصحيفة- عن ترحيبها بإعلان الغنوشي، حيث علق الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، قائلًا: "لا يفوتني أن أنوه بالتطور الذي عرفته حركة النهضة، لكن يجب أن تثبت بأنها فصلت بين الدين والدولة على أرض الواقع".

خطوة إيجابية
وكانت حركة النهضة قد تعرضت لانتقادات واسعة عام 2013، ورغم التحولات التي طرأت عليها، إلا أنها ظلت محل للريبة من بعضهم حتى الآن، حيث قالت بشرى بالحج، نائبة علمانية بالبرلمان، إنها ستنتظر الآلية والمفاهيم التي سيتم تطبيقها من قبل الحركة بعد إعلانها التخلي عن شعارها الديني وفصل السياسة عن الدين.

وتابعت: "هي خطوة إيجابية، لكن يجب أن ننتظر ما سيحدث على أرض الواقع، وخاصة فيما يتعلق بمباركة بعض الأعمال التي تصنف بأنها إرهابية في أحاديثهم عن الماضي".

ونقلت الصحيفة عن أسامة الصغير، قوله إن مؤتمر الحركة فتح الباب أمام الجميع للعمل في السياسة أو العمل الديني، لكنه حظر الجمع بينهما، مشيرًا إلى أنه يتم اتباع أسلوب ديمقراطي يمنح الأعضاء حرية اختيار المهام التي يريدون آدائها، وأنه تحد كبير، لكن الإصلاحات الأخيرة تستوجب على كل شخص أن يختار ما يريد إما العمل السياسي أو العمل الدعوي والديني.

فيديو قد يعجبك: