إعلان

قصة مجرية يهودية استطاعت النجاة من معسكر "أوشفيتز" النازي

12:11 م الإثنين 07 مارس 2016

قصة مجرية يهودية استطاعت النجاة من معسكر أوشفيتز ا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

كانت انجيلا أوروسز، في السابعة من عمرها، عندما اكتشفت إنها ولدت في معسكر أوشفيتز لاعتقال وإبادة اليهود، عندما طلبت منها معلمتها، كتابة اسمها، ومكان مولدها في ورقة صغيرة.

في قصة كتبتها صحيفة الجارديان البريطانية، عن انجيلا، نُشرت على موقعها الإلكتروني، تقول إنها عاشت فترة صعب جدا، فكانت تتوسل لوالدتها، تطلب منها تغيير الوضع الذي يعيشوه، فترد عليها الأم بالنفي، وتقول "لا استطيع تغيير الوضع، يجب أن تعلمي ذلك، وتتعايشي معه".

قالت انجيلا، والتي قضت حوالي 40 عام في كندا، ولكنها حافظت على لكنتها المجرية، إنها لم تكن تعلم إنها في معسكر أوشفيتز، الذي يقوم فيه النازيون بإبادة اليهود، ولكنها عاشت فترة صعبة جدا، خلال تواجدها بداخله، ولم تستطع نطق اسمه، لأنه كان صعبا على طفلة صغيرة مثلها.

استغرق الأمر أكثر من نصف قرن، حتى تمكنت انجيلا من استحضار القصة التي عاشتها هي ووالدتها، التي توفت عام 1992، في عامها الستين، قررت السيدة المجرية الخروج عن صمتها، والتحدث إلى صحفي محلي في منزلها بمونتريال، لتحكي له، كيف استطاعت والدتها فيرا بين، انجابها والحفاظ عليها داخل المعسكر، في ديسمبر عام 1944.

3123121

أشارت انجيلا إلى أن ضعفها الشديد، وصغر حجمها ساعد والدتها على الحفاظ عليها، وقالت "كان وزني كيلو جرام، وكنت ضعيفة جدا، لا استطيع البكاء".

كان أكبر قرار أقدمت عليه أنجيلا، البالغة من العمر 71 عام الآن، هو الذهاب للادلاء بشهادتها في قضية رينولد هانينج، أخر الحراس الباقيين على قيد الحياة، والذين عملوا في المعسكر، مؤكدة على أن دافعها الحقيقي للخروج والتحدث، هو إنها ستكون ممثلة لستة ملايين يهودي، لم يتمكنوا من التواجد في المحكمة، لأنهم قتلوا، على أيدي النازيين.

أخبرت انجيلا صحيفة الجارديان، إن هناك أكثر من 6 مليون يهودي لقوا حتفهم داخل المعسكر، موضحة أن هناك الكثير من الأطفال الذين قتلوا، فلم يستطيعوا النمو، وتكوين عائلة، والحصول على أطفال، بالإضافة إلى النساء اللاتي تمكن من النجاة من المعسكر، إلا أن التعذيب الذي تعرضن له، منعهن من إنجاب الأطفال.

حاولت انجيلا إطلاع الجميع على قصتها في المحكمة، أثناء محاكمة هانينج، في 26 فبراير الماضي، وأخبرتهم كيف وصلت برفقة عائلتها إلى المعسكر في 25 مايو عام 1944، حيث كانت والدتها حامل بها في شهرها الثالث، ولكنها وصلت إلى المعسكر بمفردها، لأن الجنود فصلوها عن زوجها، ولم تره بعد ذلك أبدا.

عندما خضعت والدة انجيلا لكشف الطبيب النازي الذي يعمل في المعسكر، أخبرته بإنها حامل، فخيرها بين إجهاض الجنين، أو حجزها داخل غرفة تستنشق فيها غاز سام.

يحاكم هانينج، لأنه كان أحد الحراس الذين عملوا في المعسكر خلال هذه الفترة، وبحسب شهود العيان، فكان متواجد دائما داخل المعسكر، وتسبب في مقتل حوالي 170 ألف شخص، في الفترة ما بين 17 مايو، وحتى 12 يونيو، وطالبت أنجيلا بالحكم عليه بالإعدام.

31231

تتذكر انجيلا الأيام التي أعقبت خروجهم من المعسكر، عندما زارهم في منزلهم أغلب الناجين، يوم السبت من كل أسبوع، وكانت تجلس الفتاة الصغيرة، انذاك، أسفل المنضدة، تستمع إلى كلامهم، ومعانتهم داخل المعسكر، كيف تناولوا الطعام في إناء قذر، وعن الأشياء تذكارية التي أحضروها معهم من المعسكر، مثل أواني الطعام، والبطاطين، والأغطية، ومن هنا استطاعت فهم كل شيء حدث.

عندما كانت في الحادية عشر من عمرها، أخبرتها أمها القصة كاملة، فبعد إجبارها على الاجهاض، حقنها الطبيب بمادة مشتعلة في عنق الرحم، وفي اليوم التالي، حقنها مرة أخرى، فأصيبت والدتها بآلام لا تحتمل، وبعد عدة أيام، نسى الطبيب أمر والدتها، وساعد على ذلك صغر حجم الجنين، وتقول انجيلا "إذا لاحظ الحراس الأمر، كانوا قتلوني أنا ووالدتي، قبل ولادتي"، فولدت انجيلا قبل ثلاثة أيام من احتفال الحراس بعيد الميلاد، أي في 21 ديسمبر عام 1944.

بعد خمسة أسابيع من ميلاد انجيلا، انجبت سيدة أخرى طفل صغير يدعى جيورجي، وكانت والدته ضعيفة جدا، فقررت والدتها إرضاعه، وداخل المعسكر التقت والدة انجيلا بشخص افترق عن زوجته وابنائه، فأصبح والدها الروحي، وبعد فترة تزوج من والدتها، وخلال فترة وجودهم في المعسكر، ساعدهم ذلك الشخص كثيرا. 

ببلوغها عامها الأول، أكد الأطباء إنها لن تعيش أكثر من ذلك، حيث وصل وزنها إلى ثلاثة كيلوجرام، ورفض العديد من الأطباء مساعدتها، باستثناء طبيب واحد، أكد أنها ستعيش، ومع ذلك كانت ضعيفة جدا، ولم تستطع الحركة، إلا في عامها السابع.

عندما زارت انجيلا المعسكر في شهر يناير الماضي، حاولت العثور على المكان الذي ولدت فيه، ولكنها لم تستطع، لأن كل شيء بداخله أصبح أسود اللون، وتقول "سأعود مرة أخرى، فلدي رغبة قوية في رؤية المكان الذي قضت فيه والدتي حياتها، أين عاشت بالتحديد، وأين ولدت أنا".

فيديو قد يعجبك: