إعلان

لماذا سقطت الرمادي؟ ( تقرير)

03:49 م الخميس 28 مايو 2015

لماذا سقطت الرمادي؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

كتب - علاء المطيري: 

تناول بول فلويد المحلل العسكري بمركز ستراتفور البحثي الأمريكي تداعيات وانعكاسات سقوط مدينة الرمادي العراقية في يد داعش، مشيرا إلى أنه كان أحد شهود تحريرها من المسلحين عندما خدم في الفوج 75 مغاوير الذي حارب مع القوات الأمريكية في تلك المدينة.

ذكريات 

أوضح فلويد أن سقوط الرمادي تسبب له في مشكلة، مشيرا إلى أن داعش التي تمثل تنظيما إرهابيا ولد من رحم القاعدة في العراق والتي عرفت بوحشية لا يمكن الاختلاف على وصفها والتي تسبب القتال من أجل استعادتها مشكلة بالنسبة لي، هكذا يقول محرر ستراتفور الذي أوضح أنه حارب القاعدة مرتين في مدينة الرمادي وفقد صديقه في واحدة منها في حين تعرض لإصابة في معركة أخرى.

وكان ردى الأساسي كباقي زملائي " أي جحيم هذا؟" حيث أن القتال لم يٌغير شيء، حيث زادت تكلفة الدماء التي ندفعها في تلك المعركة في حين أن لم يكن هناك عائد فعلي على الأرض.

يوم الذكرى 

وحتى الآن، فإن يوم الذكرى ـ يوم أجازه للاحتفال بيوم الجندي الأمريكي ـ هو يوم للنظر إلى مرآة الماضي لنتذكر ونستذكر الأحداث التي مرت على كل مع صديق فقدناه في هذا اليوم، كما يقول المحرر.

معارك 

فيوم الذكرى هو يوم نتذكر فيه أولئك الذين ماتوا من أجل الوطن وما حققناه من شرف في أماكن بعينها بصورة باتت جلية، يموت فيها الجنود بعيدا عن أوطانهم لتنفيذ سياستها في بصورة واضحة حينا وفي بيئة غير معروفة حينا آخر بداية من أوكيناوا جنوب اليابان إلى معركة أنتيتام التي صارت في الحرب الأهلية ومعركة تشوزين ريزيرفوار في الحرب الكورية، ومعركة لا دانج في فيتنام ومعركة بيلويو وود في فرنسا عام 1918، مشيرا إلى أن جميع الجنود الذين ماتوا في تلك المعارك منذ الماضي يستدعون ثقل تلك المعارك وتاريخها فهم أسماء تستحق أن نستلهم الماضي عندما نذكرها أو نتذكر أماكنها.

وجميع الأمريكيين يجتمعون على منح تلك الأماكن نوعا خاصة من التعامل اللاإرادي مع أولئك الذين ماتوا حيث نحكم عليهم بصورة غير كاملة حيث أصبحت بعض الأماكن نموذج يجرى القياس عليه كيف كان القتال عنيفا.

مكانا جرحت فيه 

ويقول محرر ستراتفور " لطالما تذكرت مكانا جٌرحت فيه خاصة في منطقة المزارع الواقعة بين مدينة الرمادي والفلوجة في العراق"، مشيرا إلى أنه على الرغم من مضى الوقت مازالت الرمادي تحتل مكانة كبيرة في عقول الناس، حيث بدأنا مهمة في تلك المدينة لكنها خرجت عن الإطار المحدد لها.

نتذكر الرمادي لأنها مكان يعبر عن مشكلة لها وجهان أحدهما مزيف بينما نتجاهل المحتوى الحرج الذي يكون في غالب الأحيان " الوقت".

التزييف 

والتزييف الجزئي لذكرى الجنود الذين ماتوا هو أن يتم ربط موتهم بصورة كبيرة بأماكن معينة، حيث أن موت جندي خلف تل في منطقة صحراوية أثناء القتال ضمن معركة بعينها لا يعنى أن هذا الجندي مات دفاعا عن التل، فلا أحد ينضم للجيش للقتال دفاعا عن منطقة في مكان ما وإنما تلبية لنداء الوطن أينما كان.

ويعرض الحرب على أنها امتداد للدبلوماسية فإن الجنود يمثلون آخر مرحلة سياسية لتنفيذ إرادة الوطن.

الوقت 

والمكون الآخر الذي يتم تجاهله عند الاحتفال بيوم الذكرى الذي يوافق الاثنين الأخير من شهر مايو كل عام، هو عامل الوقت، حيث أن بموت الجندي يتم ربط اسمه بالمكان الذي قٌتل فيه ويتحول الأمر إلى صورة يتم رسمها في أذهان الناس.

لكن ربط دماء الجنود بأماكن يكون لها ذكرى ثابتة في أذهان الناس وقت حدوث القتال يؤدى إلى خلق مشكلة تؤدى إلى الحيلولة دون صدور أحكام جيدة على تلك الأحداث.

عودة الجنود إلى العراق

ويقول محرر ستراتفور " فكرت كثيرا في كل هذا عندما سمعت دعوات إعادة إرسال قوات أمريكية إلى العراق بسبب ما يحدث في الرمادي"، فالعديد من مبررات تلك الدعوات لا ترتكز على استراتيجية عسكرية.

عودة الرمادي وموت الأمريكيين 

فسياسة الولايات المتحدة أو ما يمكن أن يكون مناسبا للعراق جميعها تدعم حقيقة أن أرواح الأمريكيين الذين ماتوا لكسب معركة الرمادي في الماضي، ويبقي السؤال " إذا كانت الرمادي قد عادت في قبضة المسلحين فلماذا مات الجنود الأمريكيين عندما قاتلوا في تلك المدينة في المرة الأولى؟" وهي أفكار لها ما يبررها.

وعلى الرغم من ذلك، فإن مزيدا من الأسئلة تبادرت إلى ذهني، يقول محرر ستراتفور، لكن إثنين منهما جديران بالذكر أولهما " هل سيطرة الأعداء على مكان مات الجنود من أجله يمحو ذاكرتنا عن تلك الأماكن؟"، والسؤال الثاني " هل يجب أن نتركها تؤثر على أفعالنا؟".

وهو ما يمكن الإجابة عليه بـ "لا" لأن الجنود فقدوا أرواحهم لإتمام مهمتهم، وهي مهمة لم تكن محدودة بمكان بعينه، لأن الحروب اشتعلت في منطقة وأثرت على كل ما يحدث في محيطها في ذلك الوقت من التاريخ.

وأضاف أن سيطرة الأعداء على مكان مات الجنود من أجله في الماضي لا يمحوا تأثير الجنود به في الماضي، ولهذا بات من الصعب تبرير إرسال مزيدا من الجنود ليموت بعضهم من أجل حماية مكان مثل ذكرى لموت زملائهم في الماضي لأن الذكريات ليس جسدا يمكن حمايته بقدر ما أنها معنى.

سقوط 

فيوم الذكرى هو يوم نقر فيه بتضحيات رفاقنا، ونتذكر فيه أفعالهم وإرادتهم لإتمام المهمة التي تحملوها، وبالطبع فإن تلك الذكريات مرتبطة بالمكان لكنها لا يجب أن تٌعرّف ملامحه، فما يحدث في بعض الأماكن مثل مدينة الرمادي التي سقطت في يد المسلحين لا ينتقص من قيمة ما تم في الماضي، فمعرفة حقيقة ما قاموا به تتخطى حدود المكان، لأنهم فعلوا ذلك خدمة لوطنهم وهو ما يجب أن نتذكره.

الذي خدم في الفوج 75 مغاوير الذي يمثل قلب القوات الخاصة بالجيش الأمريكي والذي قام بمهام قتالية متعددة في أفغانستان والعراق.

 

فيديو قد يعجبك: