إعلان

أمريكا تجني الأرباح من دماء العرب

03:02 م الإثنين 20 أبريل 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ علاء المطيري:
في الوقت الذي يتجه فيه الشرق الأوسط نحو حرب تٌديرها الدول الكبرى وتطحن رحاها عظام العرب، تنزلق الدول العربية في صراعات طائفية ومعارك ضد الشبكات الإرهابية بصورة جعلتها قبلة شركات الأسلحة الأمريكية التي بدأت تنشأ مكاتب لها في تلك الدول بعد أن دفعت 3 دول عربية منها 114 مليار دولار في عام واحد بصورة جلعت احداها تحتل المرتبة الرابعة كأكبر مستورد للسلاح في العالم.

اشتعلت الحرب في الشرق وازدهرت تجارة السلاح في الغرب، واقع عبرت عنه زيادة متسارعة وقفزة مفاجئة في مبيعات الأسلحة الأمريكية للعرب بصورة غير مسبوقة تطرح تساؤلا منطقيا.. أين إسرائيل، لماذا لا تعارض، ألم تعد أسلحة العرب تهدد أمنها؟

تساؤلات تناولها أنتوني كوردسمان من معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية الأمريكي في التقرير الذي أوردته صحيفة نييورك تايمز بعنوان " مبيعات الأسلحة الأمريكية تٌشعل الحرب في الدول العربية".

قالت الصحيفة الأمريكية أن السعودية تستخدم طائرات إف ـ 15 التي تشتريها من شركة بوينج في حرب اليمن، بينما تستخدم الإمارات طائرات إف ـ 16 التي تصنعها لوكهيد مارتن لضرب كل من اليمن وسوريا إضافة إلى أنها على وشك إنهاء صفقة جديدة مع جنرال أتوميك وجميعها شركات أسلحة أمريكية.

وتابعت الصحيفة أن الإمارات تعاقدت مع الشركة الأمريكية لشراء أسطول من الطائرات بدون طيار طراز "براديتور" للقيام بعمليات تجسس في المناطق المجاورة لها.

حسابات استراتيجية
فخلال الأسبوع الماضي أخبر مسؤولو الصناعات العسكرية الكونجرس الأمريكي بأنهم يتوقعون أن يتلقوا ـ خلال أيام ـ طلبات من الدول العربية المتحالفة مع أمريكا في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لشراء آلاف الصواريخ والقنابل والأسلحة الأمريكية الأخرى لتعويض مخزونها من تلك الأسلحة الذي بدأ يتناقص خلال السنوات الماضية، وتلك الدول هي السعودية والإمارات وقطر والبحرين والأردن ومصر.
undefined
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة التي كانت تضع قيودا على بيع الأسلحة المتقدمة للدول العربية على مدي زمن طويل حفاظا على تقدم إسرائيل وتفوقها عسكريا باتت تمتلك الإرادة لبيع تلك الأسلحة في ظل تحالف الأمر الواقع بين إسرائيل والدول العربية في مواجهة إيران، مشيرة إلى أن إدارة أوباما ستبيع تلك الأسلحة للعرب في ظل معارضة صغيرة تظهرها إسرائيل في العلن.

وعندما تنظر إلى تغير المواقف تجد أن حسابات إسرائيل الاستراتيجية بسيطة، كما يقول أنتوني كوردسمان من معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية، الذي أوضح أن دول الخليج لا تٌمثل تهديدا ذو معنى لإسرائيل في ذات الوقت الذي تمثل فيه قوة توازن مع إيران.

ويقول محللون في الصناعات العسكرية وخبراء في الشرق الأوسط إن "الاضطرابات التي تجتاح المنطقة وقرار دول الخليج الغنية خوض معركة سنية ضد الشيعة للهيمنة الإقليمية ستقود إلى طفرة في حجم التعاقدات العسكرية التي تبرمها تلك الدول في أغلب المعدات العسكرية ذات التكنولوجية المتقدمة".

فجيوش الخليج كما يصفها ريتشارد لابولافيا ـ محلل عسكري أمريكي ـ التي كانت تمثل تركيبة تجمع بين قوة الردع الرمزية ونوادي الطيران هي الآن تٌستخدم بصورة مفاجئة، مشيرا إلى أن الإنفاق الدفاعي للسعودية في العام الماضي وصل إلى 80 مليار دولار وهو ما يفوق ميزانية الدفاع البريطانية أو الفرنسية وهو ما جعلها في المرتبة الرابعة عالميا كأكبر سوق للسلاح في العالم وفقا للإحصائيات التي صدرت الأسبوع الماضي معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

ووفقا لمركز ستوكهولم فإن الإمارات هي الأخرى أنفقت 23 مليار دولار على الانفاق الدفاعي أي ما يوزي 3 أضعاف إنفاقها الدفاعي في 2006، وفي ذات بدأت قطر ذات الخزائن الممتلئة في البحث عن السلاح لبسط نفوذها في الشرق الأوسط حيث وقعت العام الماضي على صفقة مع البنتاجون بـ 11 مليار دولار لشراء مروحيات أباتشي الهجومية وأنظمة صواريخ باتريوت وأنظمة صواريخ جافلين الدفاعية المضافة للدبابات.

وتسعى قطر التي وصفتها الصحيفة بالأمة النحيفة إلى شراء صفقة ضخمة من طائرات إف ـ 15 لاستبدال أسطولها من طائرات الميراج الفرنسية المتقادمة، إضافة إلى قائمة يعدها مسؤولون قطريون لتقديمها إلى إدارة أوباما العام القادم لشراء أسلحة أمريكية متقدمة عند لقائهم به في واشنطن.

وحيث أن شركات الأسلحة الأمريكية تبحث عن المال فقد وجدت ضالتها في قطر حيث فتحت شركة بوينج مكتبا لها في الدوحة عام 2011 في حين تعمل لوكهيد مارتن على فتح مكتب لها هذا العام بعد أن قامت في 2013 بإنشاء قسم خاص بمبيعات الأسلحة الأجنبية وعلق مديرها التنفيذي على الأمر قائلا نسعى لزيادة تجارتنا في الخارج وهو ما انعكس في أن 30 في المئة من أرباح الشركة جاء من مبيعات الأسلحة الخارجية بعد تقليص ميزانية البنتاجون.

"جوهرة الترسانة العسكرية الأمريكية"
ويأتي الحديث عن مبيعات الأسلحة في الشرق الأوسط في ذات الوقت الذي تؤكد في تقارير الاستخبارات الأمريكية أن تستمر الحرب الدائرة بالوكالة في المنطقة لسنوات وهو ما يجعل دول المنطقة أكثر شغفا بالحصول على الطائرة الجديدة إف ـ 35 التي ستكون جوهرة الترسانة العسكرية الأمريكية في المستقبل.
undefined
ولفتت الصحيفة إلى أن إف ـ 35 طائرة شبحية متعددة المهام تم تسويقها بصورة كبيرة في أوربا وآسيا لدى حلفاء الولايات المتحدة لكنها لم تتجه إلى الشرق الأوسط خشية من كسر حاجز تفوق إسرائيل التقني على دول المنطقة.

ولكن التغير المستمر في معايير توازن القوى في المنطقة جعل العديد من المحللين يتوقعون حدوث تغير في سياسة بيع تلك الطائرة إلى دول المنطقة في ظل الدعم الروسي لإيران والذي ترتب عليه بيعها أنظمة صواريخ إس ـ 300 المتقدمة التي من شأنها أن تزيد طلب دول المنطقة على طائرة إف ـ 35 القادرة على اختراق أنظمة الدفاع الروسية المتقدمة.

ولفتت الصحيفة إلى أن اشتعال الحرب بين السنة والشيعة وتزامنها مع حصول إيران على أنظمة الصواريخ الروسية المتقدمة كلاهما سيؤدى إلى التعجيل بطلب دول الخليج لتلك الطائرة كنتيجة حتمية لتلك التطورات حيث أن الولايات المتحدة ستعمل على جعل دول الخليج قادرة على ضرب إيران دون الرجوع إليها.

تساؤلات
ولكن التساؤلات الأهم في هذا الشأن هي مدى قدرة حلفاء واشنطن الخليجيين على استخدام تلك الأسلحة المتقدمة، فكما يقول داري كيمبل المدير التنفيذ لجمعية التحكم في الأسلحة الأمريكية أن السعوديين استخدموا الأسلحة الأمريكية بصورة جيدة في اليمن ولكن هذا الاستخدام تم ضد المدنيين وهي الفرضية التي تنكرها السعودية.

ولفت كامبيل إلى أن استعراض أعداد وأنواع الأسلحة التي تم بيعها لدول المنطقة تعكس قدرا كبيرا من الذعر الذي جعلها تقود التصعيد بتلك الأسلحة المتطورة التي حصلت عليها تلك الدول.

وفي 2008 أصدر الكونجرس الأمريكي قانونا يشترط تقييم أي مبيعات أسلحة للشرق الأوسط بصورة تسمح لإسرائيل أن تكون في وضع الهيمنة العسكرية، لكن أوباما رأي تحسين تلك الشروط بالسماح لدول الخليج بامتلاك الأسلحة المتقدمة لمواجهة إيران التي تمثل تهديدا حرجا لأمن إسرائيل.

وإضافة إلى ذلك فإن الحفاظ على علاقات متينة مع دول المنطقة يمثل أمرا هاما لاستقرارها ولأمن إسرائيل وفقا لـ أندرو شابيرو الذي ذكر هذا الكلام عندما كان يعمل مساعدا لوزير الخارجية الأمريكية لشؤون المساعدات العسكرية وآثارها السياسية في الشرق الأوسط عام 2011.

وفيما يتعلق بعاصفة الحزم وتوصيفها على أنها حربا طائفية بين السعودية والدول السنية المتحالفة معها وبين الحوثيين المدعومين من إيران أوضح مبارك بوعيده نائب وزير الخارجية المغربي الذي تشارك بلاده في عاصفة الحزم أن الأمر لا يقتصر على عاصفة الحزم، مشيرا إلى أن الدول السنية تستخدم قوتها العسكرية ضد المتطرفين السنة من مقاتلي داعش أيضا.

وأضاف أن الأردن قامت بضربات جوية ضد داعش في سوريا وقامت مصر والإمارات بضربات مماثلة ضد المتطرفين في ليبيا.

ولفتت الصحيفة إلى أن صفقة الطائرات بدون طيار من طراز "براديتور" التي تتعاقد عليها الإمارات مع أمريكا أوشكت على الاكتمال، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن تلك الطائرات غير مسلحة لكنها مجهزة بأجهزة مسح بالليزر تمكنها من تمييز الأهداف الأرضية بصورة جيدة.

وختمت الصحيفة إذا تمت الصفقة فإنها ستكون أول صفقة طائرات بدون طيار أمريكية يتم بيعها لدولة خارج دول حلف الناتو.

فيديو قد يعجبك: