إعلان

صورة طفلة سورية تظهر "فشل الإنسانية"

04:42 م الأربعاء 01 أبريل 2015

الطفلة السورية هوديا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

ذكرت صحيفة الاندنبدنت البريطانية، أن صورة الطفلة السورية الصغيرة التي ترفع يديها وتعلن استسلامها، عندما وجه أحد المصورين عدسة كاميرته إليها لكي يحصل على صورتها، أثارت جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم.

تقول الصحيفة – في تقرير على موقعها الإلكتروني- إن هذه الصورة، والتي تظهر فيها الفتاة تعض على شفتها، لكي تمنع نفسها من البكاء، أظهرت فشل الانسانية في إيقاف الحرب الأهلية، وإنهاء الأزمة السورية.

وأوضحت أن الصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد اسبوع واحد من وضع المصورة الصحفية نادية أبو شعبان لها على حسابها بموقع تويتر في الرابع والعشرين من مارس الماضِ، ليقوم أكثر من 14 ألف شخص بنشرها، ويكتبون عليها الآلاف التعليقات.

أشارت الصحيفة إلى توقع الطفلة أن المصور يحمل سلاحا، وليست كاميرا، ولكن قلة المعلومات حول الصورة، جعل بعض المشاهدين يتوقعون أنها مزيفة، أو لم أنها قديمة.

لإيقاف القيل والقال، نقلت الصحيفة حوارا مع عثمان ساغيرلى مع شبكة "بي.بي.سي"، والذي التقط الصورة في شهر ديسمبر العام الماضي، في مخيم عتمة للاجئين، بالقرب من الحدود التركية، والذي يعمل حاليا في تنزانيا.

بحسب ساغيرلي، فإن الفتاة تدعى هوديا، وتبلغ من العمر أربعة أعوام، أُجبرت هي وعائلتها المكونة من والدتها وشقيقيها على مغادرة منزلهم في حماة، بعد بدء الحرب، وعند محاولته لتصويرها في المخيم، اعتقدت إن الكاميرا سلاح فرفعت يديها فورا، لتلعن عن تسليمها لنفسها.

تابع ساغيرلي قوله "أدركت بعد التقاطي للصورة إنها مرعوبة، فنظرت إلى الكاميرا، لأجدها تعضّ على شفتها، رافعة يديها لأعلى، تحاول منع نفسها من البكاء"، مشيرا إلى اندهاشه مما فعلت، لأن الأطفال عادة يصابون بالخجل عندما يشاهدون الكاميرا، فيختبئون، أو يبتسمون لها.

طوال الخمسة وعشرين عاما الماضيين، الذي عمل فيهم ساغيرلي مصورا صحيا لجريدة "تركيا"، يؤكد للـ"بي.بي.سي"، إن ما يعكس الآلام الحرب،  هي عيون الأطفال الصغار، الذين يفصحون عما بداخلهم بمنتهى البراءة.

وفقا للصحيفة، فأن الصورة نٌشرت لأول في مقال بصحيفة "تركيا" في يناير الماضي، والتي تحدثت عن أحوال العائلات واللاجئين السوريين، الذين غادروا سوريا، بعد الحرب، وأوضحت أن والد هوديا قٌتل إثر انفجار في حماة.

يذكر، أن حماة تعرضت للقصف والدمار، منذ شهر ديسمبر عام 2012، وخاصة بعد زيادة المعارك بين الجيش السوري، والمعارضة السورية، مما تسبب في حدوث الكثير من المجازر، ووفاة مئات المدنيين، والذين وصل عددهم لحوالي 200 ألف شخص.

كما غادر الأراضي السورية حوالي 3.9 مليون شخص، وذهبوا لتركيا، والأردن، والعراق، ومصر، محاولين العثور على مستقبل أفضل، وفرصة ثانية لبدء حياة جديدة،  إلا أن ما وجدوه في المخيمات، بحسب الصحيفة، قضى على أخر أمل لهم.

لفتت الصحيفة لظهور مخيم عتمة الذي تعيش فيه هوديا، وعائلتها، على الحدود التركية بعد داية الصراع في عام 2011، ويضم حوالي 30.000 شخص.

فيديو قد يعجبك: