إعلان

مجلة أمريكية: ترغبون في القضاء على داعش.. حافظوا على تونس

01:28 م الأربعاء 25 نوفمبر 2015

تونس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

خلال الفترة الماضية، أسقط تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" طائرة روسية في سيناء، مما تسبب في مقتل 224 شخص كانوا على متنها، ونظمت عملية انتحارية في بيروت قتلت 43 شخص، وشنت سلسلة من الهجمات على باريس راح ضحيتها 129 شخص، مما يؤكد أن القوات العسكرية يجب أن تكون جزء من التدخل الغربي للقضاء على التنظيم، ولكنها لن تكون كافية فيجب أن يكون هناك استراتيجية سياسية تعالج المشاكل التي ساعدت على ظهورها، بحسب ما ورد في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

تقول المجلة إن محاولة القضاء على داعش وتقسيمها إلى أشياء أصغر، ستتسبب في خلق جهاديين أكثر من قتلهم والقضاء عليهم، فداعش لديها أيدولوجية خاصة بها، تهدف إلى اغراء اعدائهم بالقيام برد فعل مبالغ فيه، من أجل استمالة الشباب للانضمام إليها.

وأرجعت ازدهار التنظيم إلى استغلاله للاضطراب الموجود في سوريا والعراق، لشعور المسلمين السنة بالقهر، فحاول ايهام الجميع بأنه يحمي السنة والبعثيين السابقين الذي تعرضوا للاضطهاد على أيدي الحكومات الشيعية في بغداد بعد الغزو الأمريكي، وزادت قوتهم وأقبل عليهم الكثير بعد تقديم الدعم للرئيس السوري بشار الأسد، وخاصة الجهاديين من شمال أفريقيا وجميع أنحاء الشرق الأوسط.

ترى المجلة أن الانتصارات العسكرية على داعش سيقوضها، ويضعف صورتها الذهنية القوية التي عملت على نشرها في جميع أنحاء العالم، وتحطيم فكرة كونه تنظيم لا يقهر، مشيرة إلى أن الرغبة في القضاء على داعش يجب أن يكون على المستوى الفكري أكبر، ويشمل ذلك تقديم بديل أيديولوجي خطير، ولحسن الحظ هناك بديل متاح وهو "تونس".

على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي مرت بها تونس، تؤكد المجلة أنها والتي يزيد تعداد سكانها عن 11 مليون نسمة، تعد النموذج الوحيد لنجاح ثورات الربيع العربي، حيث التزم التونسيون بمبادئ الديموقراطية، ويحاولون بناء مجتمع سليم، متفادين الفوضى السياسية والاقتصادية المنتشرة هناك، كما لعب حزب النهضة دورا حاسما في نجاح العملية السياسية، بعد استعدادها لتقاسم السلطة مع معارضيه، والسماح بحدوث منافسة سياسية حقيقية.

كما وجدت المجلة إن تونس بإمكانها نشر صورة حيوية للشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا، في حالة قدرتها على الاصلاح ونشر مبادئ الديموقراطية في كل مكان، حيث ستتمكن بذلك من التأكيد على أن الديموقراطية في الدول العربية حلم غير حصري، ولا يصعب تحقيقه.

وفي محاولة للتأكيد على ما تقول، أشارت الصحيفة إلى كون تونس من بين أوائل الدول التي تشن فيها داعش هجمات إرهابية خارج حدود خلافتها الإسلامية، ففي شهر مارس عام 2015 شنت هجوما في متحف بوسط البلد مما تسبب في مقتل 21 شخص، وبعد ثلاثة أشهر شن رجل مسلح هجوما على أحد الشواطئ التونسية فقتل 38 سائح، موضحة أن الهجومين استهدفا في كلا الحادثين الأجانب، حتى تهدد السياحة التونسية، وتؤثر على اقتصادها.

ودعت المجلة الحكومات الغربية لضرورة مساعدة تونس وتوفير كل المساعدات التي تحتاجها، حتى تستطيع القضاء على الفساد السياسي، وعمل اصلاحات اقتصادية، للقضاء على البطالة، وتحقيق التنمية، ومن الناحية الأمنية، على الأجهزة الخارجية مساعدة تونس على تحديث أجهزتها الأمنية، والتي عفا عليها الزمان، حتى لا تعيش نفس مصير ليبيا أو العراق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان