إعلان

"مصر مش هتكون ديل لحد".. ماذا قصد الرئيس بتوجيه هذه الرسالة للبشير؟

10:05 م الأربعاء 24 مايو 2017

الرئيس عبد الفتاح السيسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - مروة شوقي:

"إحنا دولة رشيدة ومحترمة وليها وجه واحد، ومصر عمرها ما هتكون ديل لحد"، عبارة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر بقصر الاتحادية عقب لقاء المستشار النمساوي اليوم الأربعاء، تعليقًا على تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير، التي اتهم فيها مصر بدعم متمردي دارفور بعربات ومدرعات.
وأكد السيسي، أن مصر لا تقوم بهذه الإجراءات الخسيسة، ولا يمكن أن تتأمر على دولة السودان، مشددا على إيمانها بمبدأ عدم التدخل في شئون الآخرين.
"مصراوي"، استطلع آراء عدد من الخبراء السياسيين حول الرسائل التي أراد السيسي توجيهها للسودان بقوله "مصر عمرها ما هتكون ديل لحد".
رسالة مبطنة

يقول أيمن شبانة، أستاذ العلاقات الإفريقية بجامعة القاهرة، إن رسالة الرئيس "مصر مش هتكون ديل لحد"، يوجهها إلى بعض الجهات التي لم يرد ذكرها بشكل صريح، معتبرا أن الرئيس أرسل رسالة بالتلميح للبشير أن مصر دولة تحكم أفعالها تجاه الدول مصالحها الوطنية والقومية، ودعاه إلى تحمل مسئولياته وإعمال صوت العقل والتصرف بشكل استراتيجي".
وتساءل شبانة، عن مصلحة مصر في إشعال صراع على حدودها الجنوبية مع السودان، بعد مهاجمة الرئيس السوداني عمر البشير لمصر واتهامها بضلوعها في الهجمات الإرهابية في دارفور.
وقال إن مصر لم تمارس أنشطة إجرامية، كما أن جيشها دفاعي ولس هجوميا حتى يتم توجيه الاتهامات له، مضيفًا: "ما يهمنا هو قطاع السودان بمعيار المصالح والعلاقات الوطيدة".
وعن أهداف البشير من الهجوم على مصر، قال أستاذ العلاقات الإفريقية إنه ينتهج سياسة الهروب إلى الأمام والتي يستخدمها كغطاء على مشاكله الداخلية بإثارة الأزمات الخارجية، وتعويض نقص شعبيته في الداخل بافتعال مشاكل مع الخارج، علاوة على أنه بفعلته يهدف إلى مغازلة قطر.

ولم يكن هجوم الرئيس السوداني على مصر هو الأول، ففي أوائل الشهر الجاري اتهم البشير القاهرة باحتلال أراض سودانية "حلايب وشلاتين"، لافتًا إلى أن دولته تتحلى بالصبر إزاء هذا الاحتلال-على حد زعمه-.
تجنيب مصر الصراع

رأى السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على استحالة التآمر ضد السودان، دليل قوي على ترفع مصر عن الدخول في مباريات صراع لا طائل من ورائها إلاّ توتر العلاقات بين البلدين، وحرص مصر على الحفاظ على استقلالها في علاقاتها مع الدول.
وقال "حسن" لـ"مصراوي"، إن مصر والسودان لهما مصالح مشتركة، ولن ينالها تصريحات البشير المتناقضة، مضيفًا:" مواقف البشير تتسم بالارتباك فتارة يقول إن حلايب وشلاتين أرض سودانية محتلة، وتارة أخرى يؤكد أن مصر هي العمق الاستيراتيجي للسودان وأن هناك مصالح تربط بين السودان ومصر".
وأعزى مساعد وزير الخارجية الأسبق، ما يقترفه البشير بحق مصر، إلى ما يعانيه من مشاكل داخلية ومشاكل اقتصادية، علاوة على رغبته في صنع بطولات شخصية قبل تركه قيادة البلاد مع انتهاء فترة ولايته، ليظهر أنه المدافع الشرس عن السودان.
وأكد السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أمس الثلاثاء، في بيان أصدرته الوزارة، أن مصر تحترم سيادة السودان على أراضيه، ولم ولن تتدخل يوما في زعزعة دولة السودان الشقيقة أو الإضرار بشعبها.
دبلوماسية متزنة

من جانبه، قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تعليق الرئيس عبدالفتاح السيسي، على مزاعم الرئيس السوداني عمر البشير، يمتاز بالدبلوماسية المتزنة، فهو يحاول الحيلولة دون جر مصر لحرب هي في غنى عنها، بسبب تصريحات رعناء من قبل البشير.
وأكد "اللاوندي" أن العلاقات المصرية السودانية علاقات جيدة، إلا أن البعض يحاول تعكيرها لوضع عصى في عجلة التنمية والنهضة والتصالح بين الدولتين، وهو ما عناه السيسي بتأكيد رفضه التدخل الخارجي في العلاقات بين مصر والسودان.
وقال خبير العلاقات الدولية، إن رفض الإدارة الأمريكية حضور البشير قمة ترامب في المملكة العربية السعودية، جعلته يزج بمصر طرفًا في العداء، وعلق اللاوندي قائلا: "أن يلقي بمصر طرفًا في صراع أمر مرفوض، لأننا نقدر الشعب السوداني ونهتم بأمره وهو ما أكده الرئيس في تعليقه".

فيديو قد يعجبك: