إعلان

تاج الدين: إلغاء التعليم المفتوح أحدث "بلبلة".. وتطوير 80% من مناهج جامعة القاهرة - (حوار)

10:22 ص الإثنين 06 يونيو 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- نورهان محسن:

تصوير- علياء عزت:

مصير التعليم المفتوح شهد في الأونة الأخيرة اضطرابات، بداية من تصريح بعض أعضاء المجلس الأعلى للجامعات بضرورة إلغائه بسبب عدم تأديته لدوره المحدد والذي أنشئ من أجله، في حين رأي آخرون ضرورة إدخال تعديلات عليه.

واستمرارًا لمناقشة مسار التعليم المفتوح في مصر، عُقدت مؤخرًا جلسة بالأعلى للجامعات، أكد فيها أمين المجلس الدكتور أشرف حاتم، إقرار إلغاء التعليم المفتوح بشكله القديم نهائيًا، مع استبداله بـ3 بدائل آخرى وهي "التعليم عن بعد، وبرامج التعليم الإلكتروني، والبرامج المهنية"، ولكن مؤخرًا وبالتحديد في 31 مايو الماضي، أعلن الدكتور أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي، أن التعليم المفتوح، لن يرفض قبول طلاب هذ العام، مؤكدًا أنه لا نية لإغلاقه، كما أشيع.

كل ذلك طرح التساؤل حول مصير التعليم المفتوح، لذا حاور "مصراوي" الدكتور سيد تاج الدين، مدير مركز التعليم المفتوح بجامعة القاهرة، وإلى نص الحوار...

مؤخرًا برنامج "التعليم المفتوح" قُسّم إلى شهادتين "دبلوم" و"بكالوريوس مهني"، كيف سيتم تطبيقهما؟

بالنسبة للوضع القائم بجامعة القاهرة لدينا بالفعل النظام الأكاديمي وهو حوالي 20 برنامجًا موجودًا في 7 كليات، وهي شهادة البكالوريوس والليسانس، و في بعض التخصصات تم إيقاف قبول طلاب جدد في هذا النظام طبقًا لقرارات المجلس الأعلى للجامعات، وجاري تطوير النظام الحالي، وعند إقرار الأعلى للجامعات أي قرار في هذا الشأن سنقوم بتطبيقه.

كما لدينا الدبلومات المهنية حيث تم طرح 9 برامج في هذا الشأن، تمت الموافقة عليها من قبل المجلس الأعلى للجامعات، وهى ليست دراسات عليا ولكنها دبلومة مهنية "منتهية"، لا تؤهل للماجيستير أو الدكتوراه وعليها إقبال ليس قليل، وهناك نظام ثالث وهو الدورات التدريبية وهي مطروحة بالفعل وتم إقرارها من قبل جامعة القاهرة.

والتعليم المفتوح هو نظام نقدر أهميته، ولكنه بالفعل حاد عن مساره الطبيعي الذي أنشئ من أجله منذ 25 عامًا، وكان لابد من وقفه لتطوير هذا التعليم.

لماذا التفكير في إلغاء التعليم المفتوح؟

الفكرة هي أن الجامعات ليست بها نفس المنتج، بل كل جامعة لها ظروفها وامكانياتها، وليس كل برنامج يطرح بالنظام التقليدي يجوز أن يطرح بالنظام الإلكترونى أو التعليم عن بعد، والجامعات تختلف في وجود نظام قوي في النظام الأكاديمي، وما حدث هو أنه بانتشار هذا النظام في أكتر من جامعة كان لابد من وقفة لكي نرى المقومات المادية والبشرية لكل مؤسسة تعليمية، وهل بالفعل تستطيع السير على النظام أم لا، وبالفعل هناك جامعات كثيرة لديها برامج مميزة، ولكنها تحتاج بعض التطوير.

أرى أن هذه الوقفة في مصلحة الدارسين، بحيث يكون لدينا في المرحلة القادمة نظام يُرضي المجتمع والدارس.

مناهج التعليم المفتوح كانت سببًا رئيسيًا في المطالبة بإلغائه، ما تقييمك؟

تأتينا الشكاوى والتي تتعلق بأن بعض المناهج قديمة، وبحاجة للتطوير، وهو ما سنقوم بالعمل عليه في الفترة القادمة بجامعة القاهرة، من تطوير الكتب والمناهج، وبالفعل حوالي 80% من مقرارات جامعة القاهرة تم تطويرها خلال الـ 3 أعوام الماضية، بالإضافة إلى ما يُذاع تلفزيونيًا على الدارسين، حيث يتم تقديم حوالي 2000 ساعة كل فصل دراسي، ولدينا أيضًا 8000 ساعة تلفزيونية موجودة وتُذاع على النايل سات على القناة التلفزيونية الخاصة بالمركز، وبالتالى يتم تطويرها على مراحل، ولكن ما زلنا في مرحلة التطوير.

ما أسباب تدهور التعليم المفتوح؟

أبرز الأخطاء أن الالتحاق بالتعليم المفتوح لم يكن له معايير واضحة في بدايته، وهو بدء من عام 1991 في جامعة القاهرة وكان بدايته بهدف إتاحة الفرصة للدارسين الذين لم يحصلوا على فرصة حقيقية في الدراسة، ومع الوقت تم قبول طلاب جدد من الثانوية العامة، ثم توقف قبولهم مرة أخرى وذلك بالفعل أثر في نظام التعليم المفتوح.

حيث أن بعض البرامج مصممة لنوع معين من الطلاب ولكن سمح لدخول نوعية أخرى من الطلاب فيها، وهو شيء غير مناسب لأن ما يطرح لدارس بالفعل في سوق العمل لا يصلح لدارس خريج ثانوية عامة جديد.

والمشكلة الثانية كانت في 2012 عندما تم معادلة شهادات التعليم المفتوح بمثيلتها في الجامعات النظامية، وتم مساواة هذا الخريج بذاك دون النظر إلى تطوير البرامج، وبالطبع حق للدارس أنه يحصل على منتج جيد، ولكن على كل جامعة أن تطور بحيث تكون الشهادة معبرة بالفعل عن المنتج.

ما عدد الدارسين بالتعليم المفتوح في جامعة القاهرة؟

المسجلين لامتحان دور يوليو 2016 حوالي 77000 طالب في هذا الفصل الدراسي، والسنة الماضية كان حوالي 60000 طالبًا، ووصلت في بعض السنوات خاصة منذ أربع سنوات حوالي 100000 طالبًا في العام.

وهل هذه الأعداد مناسبة لإمكانيات جامعة القاهرة؟

جامعة القاهرة تستطيع تلبية احتياجات الدارسين بها، حيث لدينا عدد كبير من الأساتذة، واستطاعوا العمل على تقديم منتج طيب يفيد المجتمع، وعددهم كافي لاحتياجات الدارسين، ولدينا ما يكفي من الموظفين المتابعين للوضع الإداري للدارسين.

أما بالنسبة للمقومات المادية فلدينا استديوهات تعمل على مدار 24 ساعة، بالإضافة إلى أحدث أنظمة البث المباشر، واستديو كامل للبرامج وفيه تدريب عملي للدارسين، بجانب 5 استديوهات تعليمية يتم فيها تسجيل المقررات التعليمية للدارسين، ومطبعة تقوم بطباعة ما لا يقل عن مليون كتاب سنويًا داخل مركز التعليم المفتوح بجامعة القاهرة، إضافة إلى كوادر وحواسب تكفي لخدمة 600000 طالبًا بالفعل.

ما هو مصير الطلاب الدارسين حاليًا بنظام التعليم المفتوح؟

مستمرون في الدراسة، حيث أنه لم يصدر أي قرار يمس الطلاب القدامى.

ما هي بدائل التعليم المفتوح؟

التعليم المفتوح موجود في العالم كله "ولن نعيد تدوير العجلة مرة أخرى"، والدارس في 2016 ممن لا يستطيع الحصول على المنتج التعليمي من جامعة القاهرة، يستطيع الحصول عليه في بريطانيا، أو ماليزيا، أو أمريكا، في أي مكان يتوفر حاليًا التعليم عن بعد، وبالفعل هناك جامعتين موجودين في مصر مصرح لهما بالعمل، إحداهما جامعة خاصة، والأخرى جامعة عربية وهى "الجامعة العربية المفتوحة".

وأتوقع في الفترة القادمة أنه يتاح تعليم مفتوح متطور بـ3 مسارات، إحداهما أكاديمي، وهو لابد أن يكون بمعايير واضحة على كل الجامعات، والمسار الثاني هو المسار المهني، وفي جامعة القاهرة المسار المهني المقتنعين به هو ما بعد البكالوريوس أو الليسانس، أمّا البديل الثالث هو الدورات التدريبية وهي متاحة للجميع، وأتوقع في خلال 2016 النظام المدمج أو الإلكترونى سيكون الأنسب للطلاب.

هل سيتم توفير جانب عملي لطلاب التعليم المفتوح في جامعة القاهرة الفترة القادمة؟

في بعض المقررات فيها مادة عملية، والبعض الآخر لا، ولكن أرى أن الفترة القادمة لابد أن تشهد وجود مشروع تخرج لكل برنامج، ووجود شق تطبيقي.

وما هي المعايير التي تراعيها اللجنة في مسألة تعديل أو تطوير أو حتى إلغاء التعليم المفتوح؟

التعليم بشكل عام في تطويره لابد أن ينظر لاحتياجات المجتمع وسوق العمل، فهناك معايير عالمية مثل طرح المقررات، وهي معايير تضعها اللجان المختصة، ومن المهم تحديد مواصفات الخريج، والهدف من كل برنامج، وهي معايير عامة لابد من توفرها.

هناك دول متقدمة تستخدم التعليم المفتوح، هل مصر انحرفت عن الدور الأساسي للبرنامج؟

مصر لا تتأخر في هذا الاتجاه، وأعطت الكثير، لكن لابد من التطوير، كما أننا بدأنا في هذا المجال قبل الكثير، وقناعتي أن ننتظر فصل دراسي أو فصلين، بحيث نصل لمنتج جيد، ولكن ما حدث لا يتعدى كونه "بلبلة"، نتيجة لعدم فهم البعض، ودورنا هو التوعية، وأن نوضح لهم مفهوم الشهادة المهنية، والأكاديمية، والمعايير، والتعليم الإلكتروني، ولا يجب أن نقلل من رغبة الدارس للتعليم، يكفيه أنه يريد أن يتعلم، وعلينا التفرقة بين الرغبة في التعليم، والقدرة على التعليم.

 

هل اللجنة تضع أمامها بعض النماذج الناجحة في برنامج التعليم المفتوح؟

بالتأكيد، ولكن دائما نكون حريصين أن يكون نموذج عالمي ناجح، ولابد من تصميمه وفقًا لخدمة واحتياجات مجتمعنا، "مينفعش يكون مجرد قص ولصق".

هل إلغاء أو تطوير برنامج التعليم المفتوح دخل حيز التنفيذ؟

الأمر مطروح للنقاش في الكليات، بحيث أن كل كلية ترى أي البرامج يتسق معها ويمكن تنفيذه، وكل البرامج في التعليم المفتوح المطروحة في جامعة القاهرة، مغايرة للشكل النظامي.

وما الفرق بين الشهادة الأكاديمية والمهنية؟

الشهادة الأكاديمية بها شق نظري وشق تطبيقي، أما بالنسبة للشهادة المهنية الشق الأكبر فيها مرتبط بالمهنة.

على سبيل المثال شهادة الـ MBA هي شهادة الماجيستير المهني في إدارة الأعمال وهذه الشهادة مرتبطة ارتباط وثيق باحتياجات سوق العمل.

ما تعليقك على المعترضين على الشهادة المهنية ووصفهم لها بأنها عديمة الفائدة؟

المعترض على الشهادة المهنية غير مدرك أهميتها، واليوم لا نجبر أحد على الشهادة المهنية، موجود الأكاديمية والمهنية، ولا أحد يمارس الوصاية على الدارس، وعلينا دور مهم وهو أن نوضح للناس ما هي قيمة الشهادة المهنية، فالمهم ليس اسم الشهادة ولكن محتوى الشهادة.

"التعليم الإلكتروني، والتعليم عن بعد"، كيف يتم تطبيقهما بشكل جيد لخدمة التعليم المفتوح؟

لدينا أساتذة متميزين في كل الجامعات، ويستطيعوا العمل على ذلك بشكل ناجح، ولكن بعض الجامعات ينقصها المقومات المادية، وعدم وجود من يوفر لهم التعليم الإلكتروني بشكل جيد، وفي هذه الحالة على الجامعات أن تتعاون فيما بينها أو أن يقدم المجلس الأعلى للجامعات يد العون لهم في هذا النمط من التعليم لتطبيقه، ولكن ليس لدينا مشكلة في الموارد البشرية.

أما بالنسبة للطلبة فهناك اتهام موجه لهم وهو وجود أمية إلكترونية بشكل كبير، ولكني أرى أن هذا الكلام مرفوض؛ فالعالم كله اليوم يعمل بشكل رقمي.

البعض يرى أن إلغاء التعليم المفتوح سيسبب خسائر مادية للمنظومة، ما رأيك؟

لم تكن ذلك وجهة نظر جامعة القاهرة، فهي جامعة تعمل على خدمة الطالب، ولا تهدف للربح، صحيح أننا نحقق فائض مادي من التعليم المفتوح، لكن لم يكن الهدف من التعليم المفتوح هو العائد المادي.

هل هناك احتمالية لإلغاء الدراسة في كليات التعليم النظامي لحين تطوير المادة العلمية؟

شيء وارد، لابد من التطوير في كل شيء، ورؤيته إذا كان مناسب للمجتمع أم لا، وإذا كان غير مناسب يتم وقفه لحين تطويره.

فيديو قد يعجبك: