إعلان

شيخ الأزهر يوجه رسائل سياسية وفقهية وثقافية لمسلمي أوروبا والعالم من باريس

11:19 ص الثلاثاء 24 مايو 2016

أحمد الطيب شيخ الأزهر

كتب - عبير القاضي وعبد الرحمن أحمد:

دعا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مسلمى أوروبا أن يعوا جيدا أنهم مواطنون أصلاء في مجتمعاتهم وأن المواطنة الكاملة لا تتناقض أبدا مع الاندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية.

وقال الطيب، خلال افتتاحه فعاليات الملتقى الثاني للحوار، الذى يعقد حاليا بالعاصمة الفرنسية باريس الثلاثاء، إنه آن الأوان لننتقل من فقه الأقليات إلى فقه الاندماج والتعايش الإيجابي مع الآخرين، مشددا على أنه لا ينبغي أن تكون بعض القوانين الأوروبية التي تتعارض مع شريعة الإسلام حاجزا يؤدي إلى الإنعزال السلبي والانسحاب من المجتمع.

وأشار شيخ الأزهر، إلى أنه ينبغي أن تكون نظرتنا الجديدة للغرب موضوعية ومبنية على مبدأ التأثير والتأثر، منوها إلى أنه لم يعد أي من الشرق والغرب اليوم بمعزل عن الآخر فكلاهما يؤثر في الأخر ويتأثر به.

وأكد، أن العولمة مثلت مرحلة جديدة على طريق الصراع العالمي ولابد من استبدالها بـ"العالمية"، وأدت إلى تدمير هوية الشعوب وخصاصها التي خلقها الله عليها.

ولفت الإمام الأكبر، إلى أن العالمية عبر عنها شيوخ الأزهر في القرن الماضي بانها الزمالة العالمية أو التعارف كحل لانقسام العالم وتكريس الثنائيات الحادة التي تنتهج الصراع وتشعل الحروب، مؤكدا أن عالمية الإسلام تنظر إلى العالم كله على أنه مجتمع واحد تتوزع فيه مسئولية الأمن والسلام على الجميع.

ونوه، إلى أن العدل والمساواة والإخوة بين البشر هي حدود كونية لله على هذه الأرض، كاشفا أن العالمية تفرض علينا أن نعيد نظرتنا في فهمنا للغرب لتوظيف المشترك الإنساني.

وطالب شيخ الأزهر جميع صانعي القرار والمؤثرين فيه بتحمل مسئولياتهم لصد الإرهاب العالمي، ومحاولات تهويد القدس، مشيرا إلى أن حل القضية الفلسطينية يمثل مفتاح المشكلات الكبرى التي تعيق إلتقاء الشرق بالغرب وتباعد ما بين الشعوب وتؤجج صراع الحضارات.

وأكد الطيب، أن هناك أفعال تسئ للمسلمين والذي تصدر صورة سيئة وغير حقيقية للمسلمين، وتسييس الاسلام في اوروبا واستغلالها في الانتخابات، وطالب بأن تكون قضية الاندماج الايجابي من أولويات المؤتمر، داعيا المسلمين في أوروبا أن يعوا جيداً انهم مواطنون أصلاء في مجتمعاتهم، مشددا على أن المواطنة الكاملة لا تتناقض مع الاندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية".

وأوضح شيخ الازهر، أنه "يجب أن تعم مبادئ التأثير والتأثر والفهم المتبادل وترسيخ قاعدة (لهم ما لنا وعليهم ما علينا في كل المجتمعات)"، مشيراً إلى أن على الدعاة والأئمة في أوروبا انه قد آن الآوان ان ننتقل من فقه الاقليمي الي فقه الاندماج، لان الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والاشخاص، وأن دين الله يسر، والمشقة تجلب التيسيير ولا تحريم مع الاضطرار، ولا دين لمن لا أمانة له".

يذكر أن شيخ الأزهر حاصل على الدكتوراه من باريس ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وترجم عددا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية وعمل محاضرا جامعيا لمدة في فرنسا.

فيديو قد يعجبك: