إعلان

شيخ الأزهر: القتال في الإسلام لصد العدوان والدفاع عن النفس

08:07 م الخميس 17 مارس 2016

الدكتور أحمد الطيب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - (أ ش أ):

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على حقيقة تاريخية هي "أن المسلمين لم يشهروا السيوف في وجوه غيرهم بسبب معتقداتهم أو أديانهم، اللهم إلا إذا تحول الغير إلي عدو يقاتل المسلمين، فهاهنا القتال بسبب الاعتداء وليس بسبب الدين".

وقال شيخ الأزهر - أمام ملتقى "مقومات السلام في الأديان" بجامعة مونست الألمانية، اليوم الخميس - إن "الإسلام تكفل بحماية حرية الاعتقاد، مستدلا بقول الحق سبحانه وتعالى ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ ﴾،﴿فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ﴾، وحديث النبى محمد صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَرِهَ الْإِسْلَامَ مِنْ يَهُودِيٍّ وَنَصْرَانِيٍّ، فَإِنَّهُ لَا يُحَوَّلُ عَنْ دِينِهِ".

وأوضح شيخ الأزهر، أن "الإسْلَام يَتَّفِق مَع الرِّسَالَات السَّابِقَة عَلِيْه في أُصُول العَقَائِد وأُمَّهَات الأَخْلَاق، ويَرْتَبِط بها ارتباطًا عضويًّا، فَالإِيمَان بالأنبياء والرُّسُل السَّابِقِين وبِمَا أُنْزِل عَلَيْهم مِن الكُتُب السَّمَاويَّة جزء لا يتجزأ من إيمان المسلم بِمُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-وبالقُرآن".

وأكد أن "مَا شرعه الله من الدِّين لِمُحَمَّدٍ هَوُ نَفْس مَا شرعه لِنُوح وإبرَاهيم ومُوسَى وعِيْسَى عَلَيْهم جَمِيْعًا أفضَل الصَّلَاة والسَّلَام، وهَذَا مَا يُفَسِّر لنَا انفِتَاح الإسْلَام عَلَى الأدْيَان السَّمَاويَّة السَّابِقَة عَلَيْه وبِخَاصَّةٍ: المَسِيْحِيَّة، مِمَّا نَعْلَمُه جَمِيْعًا وَلَا نَحْتَاجُ إلى بيَانه لظُهوره ووضُوحه."

وشدد شيخ الازهر ِأَنَّ "الإسْلَام لَيْسَ دِينًا مُنْفَصِلًا عَن الأَدْيَان السَّمَاويَّة السَّابِقَة عَلَيْه كَالمَسِيْحِيَّة واليَهُودِيَّة والإبْرَاهِيمِيَّة، بَل يُعَلِّمُنَا القُرآن أَنَّ الدِّين الإِلَهِيِّ دِيْن وَاحِد اسْمُه الإسْلَام، بِمَعْنَى: الخُضُوع لله تعَالَى وعِبَادَته، وإسْلَام الوَجْه إِلَيْه، وَأَنَّ مَا يُسَمَّى بِالأدْيَان في مُحَادثَاتنا هُوَ: رِسَالَات إِلَهِيَّة تُشَكِّل حَلَقَات مُتَّصِلَة في سِلْسِلَة الدِّين الوَاحِد".

وبيّن شيخ الأزهر، أنَّ مَشِيْئَة الله في خَلْقِه قَضَت أنْ يَخلقهم مُختَلِفين في الدِّين والعَقِيدَة والَّلون والُّلغة والجِنس، وأنَّ هَذا الاختِلاف لا يتبَدَّل وَلَا يَزُول، وهذا يقتضى أن تكون العلاقة بين هذه القبائل والشعوب هي علاقة «التعارف» التي تعني: التعاون المتبادل".

وأضاف أن "القرآن الكريم نص على هذه العلاقة وعبَّر عنها بلفظة «التعارف» ، لافتا الى أنه "لا يُتصور أن يخلق الله الناس مختلفين في الأديان، وفي الوقت نفسه يبيح لهم أن تتحول العلاقة بينهم إلي علاقة صراع أو قتال أو علاقة حرب، فهذا تناقض بين حرية التعدد في المعتقد، ومصادرة هذا الحق في حالة القتال الذي ينتهي إلي حمل الناس على عقيدة واحدة".

وأعرب الإمام الأكبر عن استغرابه الشديد لِهَذا الدَّمَار الَّذي حَلَّ بأغْلَب دول المَنْطِقَة، مشيرا إلى أن "التَّخَلُّص مِنَ الأنظِمَة الدِّيكتَاتُوريَّة لَا َيتطَلَّب قَصْف الشُّعُوب الآمِنَة بالطَّائِرات، وهَدْمَ البُيُوتِ عَلَى رُؤوسهم ورؤوس نِسَائهم وأطفَالهم"، لافتا إلى أن "الطَّوائِف العِرقِيَّة والمَذْهَبيَّة طَالَمَا تعَايشَت في هَذِهِ المَنْطِقَة في أمَانٍ وسَلَام دهرًا طويلاً".

وبيّن أن "الأديَانُ والمَذَاهِبُ لَيْسَت وَلِيدَة اليَوم، وإنَّمَا هِيَ قَديمَة قِدَم هَذِهِ الأديَان والمَذَاهِب، وَقَد عَاشَت هِيَ الأُخرَى في سَلَام تَحْت ظِلَال الحَضَارة الإِسْلَامِيَّة، لَمْ تُرزأ في مُعتَقداتها، وَلَا مُقدَّرَاتها، بَلْ كانَت عُنْصر ثَراء وتَمَاسُك في بنيَان المُجْتَمَع ولُحْمَته ونَسِيجِه المُشْتَرك".

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: