إعلان

البابا تواضروس: الجهاد الروحي والإحساس بالمسئولية سبيل نجاح الإنسان

11:58 م الأربعاء 10 فبراير 2016

البابا تواضروس الثاني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - مصراوي:

ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء الأربعاء، صلاة العشية في كنيسة العذراء ومارمرقس في أكتوبر بحضور نيافة الأنبا دوماديوس أسقف أكتوبر، وأوسيم ولفيف من الأباء الأساقفة والكهنة وألالاف من المواطنين.

وألقى البابا، محاضرته الأسبوعية عن "فضيلة الألتزام" من خلال تأمل فى الآيه" اسهروا، اثبتوا فى الإيمان. كونوا رجالاً. تقوا. لتصير كل أموركم فى محبة"، موضحًا أن وصية كونوا رجالاً موجهة لجموع المؤمنين وليس الرجال فقط. ولها عدة جوانب في الحياة اليومية.

وأشار البابا تواضروس، إلى أن أهميتها فيي الحياة اليومية تكمن في "النضوج"، حيث أن الإنسان الناضج يشبه الشجرة الناضجة الثابتة التى لا تتأثر بالعواصف، وهي عكس النبتة الصغيرة التى تحركها الرياح يميناً ويساراً، ثم "الشجاعة" أي لابد للإنسان أن يتكلم بالحق دون خوف، قائلًا: "شجاعا فى أسرتك، مجتمعك وكنيستك وبالشجاعة يصير الإنسان صامداً".

بالإضافة إلى "الإحساس بالمسئولية" وشبهه بالطالب الذي يشعر بالمسئولية تجاه دراسته. أو الإنسان الذى يشعر بالمسئولية تجاه مجتمعه، و"الجهاد الروحي" بحيث يكون إنسان ملتزم منضبط فى جهاده الروحى باستمرارية دون تهاون أو برود أو كسل.

وشدد على أهمية "الالتزام"، بقوله: " كن ملتزماً فى حياتك وكلامك وتعهداتك، فالالتزام هو أحد مفاتيح النجاح فى حياة الإنسان، فيكون ملتزماً بكل كلمة يقولها، بكل وعد أو نذر، ملتزماً بالقانون والوصية. يحترم وقت العمل والخدمة".

وذكر البابا في محاضرته، أن الإنسان الملتزم يمتلك عدة صفات وهي يشعر دائماً بالجدية، وإنسان محترم، ويملك قوة الشخصية فى علاقاته مع الآخرين، ويعشق الطاعة أي يعيش طاعة الوصية، النظام والقانون، وأن يعشق الحرية المنضبطة، ضاربًا مثالًا بالقول: "كلنا نعرف أن نهر النيل يسير بين ضفتين الشرقية والغربية ولولاهما لأصبح النيل مجرد مستنقع. الضفة الشرقية تمّثل القانون الإلهى، والغربية تمثل القانون الاجتماعى، وهذه هى الحرية المنضبطة وهكذا هو الإنسان المنضبط".

وتابع: "هناك إناس يفتقدوا الحرية المنضبطة مثل الملحدين والوجوديين وغيرهم، الذين يدعوا أنهم يعيشوا فى حرية وهم أبعد ما يكون عنها، مثال أيضاً من ينادوا بزواج نفس الجنس ويزعموا أن ذلك من الحرية وحقوق الإنسان ويتناسوا حق الله.

وأكد أن الالتزام يعطى الترابط والقوة لأى مجتمع، ودلل على ذلك قائلاً: "من أهم أمثلة الالتزام فى العهد القديم هو أبونا إبراهيم الذى كان يعيش فى وسط وثنى بالكامل، وعندما دعاه الله خرج تاركاً أرضه وعشيرته. وعندما طلب منه الله أن يذبح ابنه، لم يتردد لحظة، وقام بكل نشاط ليقدم ابنه ذبيحة لله".

وضرب صفات للإنسان غير الملتزم بأنه كسول، وضعيف الشخصية، ولايعترف بأخطائه بل يفلسفها ويبررها، وإنسان حياته بلا ثمر، وذكر مثال على ذلك بقوله: "مثل شمشون الجبار أحد قضاة العهد القديم الذى لم يكن ملتزماً فى سلوكه أو علاقاته، وكانت النتيجة أنه وقع وضاع وصار مثال للإنسان الذى حياته بلا ثمر".

وأنهى البابا حديثه قائلاً: "أيها الحبيب.. ضع آية "كونوا رجالاً" أمامك دائماً. فكن ملتزماً بقانونك الروحى، وصلواتك، وحياتك، وعملك، وأسرتك، خدمتك ووطنك الذى تعيش فيه. لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد أمين".

فيديو قد يعجبك: