إعلان

مسعفون يحكون لمصراوي مشاهد "الموت والفزع" أمام الكاتدرائية

02:41 ص الإثنين 12 ديسمبر 2016

مسعفون الكاتدرائية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد جمعة:

جلس محمد صبري داخل سيارة الإسعاف يلتقط أنفاسه بعد ساعات من الانشغال بنقل ضحايا انفجار الكنيسة البطرسية بكاتدرائية العباسية إلى المستشفيات. أكثر من 70 حالة حملتها 17 سيارة إسعاف سعيًا لانقاذ حياتهم رغم تيقنهم من وفاة بعضهم فور وقوع الانفجار.

وفقًا لمصادر أمنية وكنسية، فإن مجهولا ألقى قنبلة داخل في قاعة الصلاة بالكنيسة البطرسية ما أدى إلى تحطم محتويات القاعة، ووقوع أضرار مادية في مبنى الكاتدرائية، المقر الرئيسي للبابا تواضروس الثاني الإسكندرية. في تلك الأثناء تلقى "صبري" اتصالا من غرفة عمليات هيئة الإسعاف بالتوجه إلى مقر الكنيسة ومتابعة الموقف هناك. يقول لمصراوي من داخل سيارته "استلمنا البلاغ حوالي الساعة 9.57 دقيقة، ووصلنا عقب الانفجار بـ 5 دقائق لأننا كنا قريب في غمرة".

5 دقائق وربما تزيد قليلًا حتى وصول سيارات الإسعاف كانت كفيلة بأن يتدخل المارة لإنقاذ المصابين الذين لطخت دمائهم جدران المبنى التاريخي. يُضيف "اللي كان بيقدر كان بيطلع المصابين، كان فيه ناس تحت الخشب، و90% من اللي شفناهم كانوا سيدات وأطفال، وبمجرد ما وصلنا، كانت الناس تحط الحالات في العربية ونروح المستشفى ننزلهم ونرجع بسرعة".

يقول المسعف إن السيارة كانت تحمل أكثر من 3 حالات في محاولة لسرعة إنقاذهم ولكبر عدد المصابين. يوضح حجم الإصابات بقوله "الإصابات اختلفت بين سحجات أو قطع في الوجه، أو تهتك في البطن، أو كسور مضاعفة. حالات تصعب عليك لما تشوفها، وسيدات وأطفال الدم ينزف منهم. الموقف خارج عن أي وصف!".

وفي آخر إحصاء لوزارة الصحة، فإن 24 شخصًا لقوا حتفهم جراء الحادث، وأصيب 49 آخرين تم نقلهم إلى مستشفيات دار الشفاء والدمرداش والزهراء الجامعي والإيطالي.

بجوار محمد صبري السائق حسام (اسم حركي)، يؤكد أن الأهالي لم تشتكي من تأخر الإسعاف لأنهم وصلوا بسرعة "الناس اللي كانت هنا قالوا الإسعاف مكملش 5 دقائق".

جمع الأشلاء كانت إحدى مهام رجال الإسعاف، فالموجة الانفجارية تسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، كما أن الشظايا المتناثرة أصابت الكثير ببتر أعضائهم. يُضيف محمد صبري "فيه أشلاء جثث اتدمرت خالص، وبالذات اللي كانوا بجانب القنبلة. فيه قطع بشرية وجدناها في محيط المكان من قوة التفجير، وجلد بشري دون باقي الجسم، وتهتك شبه كامل في الجمجمة لبعض الحالات".

إلى جواره يستريح المسعف الشاب حازم. امتعض بسؤاله عن مشاهداته في صباح الأحد "أنا شفت مشاهد كتير قبل كده، بس مش بالبشاعة دي. كمية أشلاء كبيرة، دراع بشري، وبقايا دم ولحم في ملابس، بخلاف مناظر المتوفين والمصابين. حقيقي الله يكون في عون أهلهم". مشيرًا إلى أن المعمل الجنائي حصل على الكثير من هذه الأشلاء لتحليلها.

الوضع بحسب حازم اختلف في الأهداف النوعية لمرمى الإرهاب. "البلد بتحارب الإرهاب بس موصلتش للبني أدم اللي بيصلي أو مستشفى أو مدرسة أول مرة نشوف الكلام ده. اتعاملنا في مثل هذه الأجواء قبل ذلك، ولكنها أول مرة في مكان له قدسية". يُضيف "بطبيعة عملي بنشوف كل يوم أحداث ومشاهد قتل أو إصابة، واللي حصل في أيام الثورة بكم الشغل ده صفر على الشمال بالنسبة للكنيسة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان