إعلان

زيارة القومي لحقوق الإنسان لـ''العقرب''.. الداخلية ''بريئة'' والاعتراضات تضرب المجلس

12:01 م الخميس 03 سبتمبر 2015

المجلس القومي لحقوق الإنسان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت ـ هاجر حسني:

لم تكن زيارة المجلس القومي لحقوق الإنسان لسجن العقرب، الأربعاء الماضي، زيارة عادية كمثيلاتها من الزيارات، فبمجرد أن أعلن المجلس تقرير الزيارة خلال المؤتمر الصحفي بدأ سيل من الانتقادات يوجه للمجلس وتقريره، ولم يقتصر الانتقاد على أشخاص من خارج المجلس فقط ولكن من أعضاء المجلس أيضا.

وكان المجلس نظم زيارة إلى سجن طرة شديد الحراسة بـ ''العقرب''، وأرسل وفد ضم كلا من حافظ أبوسعدة ومحمد عبدالقدوس، الدكتور صلاح سلام، ومن أمانته العامة: نبيل شلبي، إسلام ريحان، معتز فادي، باللواء حسن السوهاجي مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون وممثلين قطاعي مصلحة السجون وحقوق الإنسان بوزارة الداخلية، وذلك بناء على شكاوى وردت للمجلس من أهالي عدد من قيادات الإخوان بالسجن من سوء معاملة إدارة السجن من حيث مدة الزيارة ومنع دخول الأغطية والأطعمة، منع بعض السجناء من التريض.

وطلب وفد المجلس من مسئولى وزارة الداخلية وقطاع مصلحة السجون تمكينه من الإطلاع على دفاتر زيارات السجن، وأمانات السجن ودفتر التعامل مع كانتين السجن، وكذلك فحص الملفات الصحية لعدد من السجناء أصحاب الشكاوى المقدمة للمجلس، وفى النهاية طلب الوفد لقاء السجناء أصحاب الشكاوى المقدمة للمجلس، والاطلاع على مرافق السجناء للوقوف على مدى تطورها.

وقال الدكتور صلاح سلام عضو المجلس، إنه بإطلاع وفد المجلس على دفتر أمانات السجن خلال الفترة من 1/1/2015 حتى 25/8/2015 ، اتضح من السجل عدم صحة الشكوي الخاصة بإغلاق الكانتين وترك أمانات للسجناء من واقع حركة الإيداعات المالية ''أمانات السجناء'' والمنصرف منها من خلال التعامل مع كانتين السجن.

وعلى صعيد الزيارات وإدعاءات المنع منها، أكد أنه تبين لوفد المجلس من فحص دفاتر زيارات السجن، خاصة خلال الفترة التي حددها الشكاوى المقدمة للمجلس أي خلال الفترة من شهر مايو حتى الآن، واتضح من فحص سجل زيارة أحد السجناء ''تنفيذ'' من مقدمي الشكوى للمجلس، أنه مكن من الزيارة وفقا للتواريخ المحددة في الشكاوى.

كما أطلعت البعثة على الملفات الطبية لعدد من أصحاب الشكاوى المقدمة للمجلس المتضمنه عدم توفير الرعاية الصحية لهم وهم: مراد محمد محمد على محمد خيرت سعد عبداللطيف الشاطرجمال عبدالفتاح على العشريأسامة يس عبد الوهاب، عصام عبدالرحمن محمد سلطانأيمن عبد الروؤف على هدهد.

وتأكدت للبعثة بالإطلاع على ملفاتهم الطبية توفر العناية الطبية اللازمة سواء داخل مستششفى السجن أو خارجها، حيث يوجد بالملفات تقارير تفصيلية ونتائج التحاليل وتقارير الإشاعات والفحوصات المختلفة التي أجريت لهم، حيث خضع السجين محمد خيرت سعد عبداللطيف الشاطر مؤخرًا خلال أغسطس 2015 للعديد من الفحوصات والتحاليل والإشاعات الطبية على نفقة مصلحة السجون بمستشفيات جامعة القاهرة، ولقد اتضح ذلك من خلال التقرير الطبي، الذي أوضح حالته وضرورة إتباع المريض لتعليمات الأطباء والالتزام بالعلاج الدوائي مع المتابعة.

وعلى صعيد ثان، انتقل الوفد إلى زيارة كانتين كافيتريا السجن للوقوف على حقيقة الإداعاءات التي أشيعت حول غلق الكافيتيريا ومنع السجناء من الحصول منها على الأطعمة، كذلك التأكد من الدفاتر التي اطلع عليها الوفد بشأن أمانات السجناء وآلية التعامل بالكوبونات مع كافيتيريا السجن واتضح للوفد توفر كافة المواد الغذائية الجافة منها والمطهى بها وآلية التعامل من خلال مندوب يتوجه إلى كافة العنابر لمعرفة احتياجات السجناء لإحضارها لهم.

زار الوفد المستشفى والعيادات الملحقة بها والتي تضم عيادات أسنان وجلدية وانف وأذن وحنجرة وجراحة عامة ومسالك بولية وعظام وعلاج طبيعي ونفسية ورمد وغرفة استقبال لعلاج الحالات الطارئة تحوى أسرة وانابيب اكسجين واجهزة ضغط وسكر وتنفس بالاضافة الى معمل التحاليل والاجهزة المتوفرة به ، كما تبين وجود جدول مواعيد وأسماء الأطباء الاستشاريين المتعاقد معهم من خارج السجن ، وأنهى الوفد زيارته للمستشفى بالاطلاع على الصيدلية ونوعية الأدوية المتوفرة بها والسؤال على حجم التعامل معها واكثر الأنواع طلب للحالات المرضى من السجناء.

من جانبه، أعلن محمد فايق، رئيس المجلس، خلال المؤتمر الذي عقده المجلس لإعلان هذا التقرير، موافقة وزير الداخلية خلال اتصال هاتفي به أثناء انعقاد المؤتمر الصحفي على توصيات التي تقدم بها الأعضاء، تقرير زيارات دورية كل شهر لوفود المجلس القومي لحقوق الإنسان بما يتفق وخطة عمل المجلس في متابعة أوضاع السجون والسجناء للنهوض بها على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى إعادة النظر في القرار الأمني المخطر به النيابة العامة بشأن الزيارات العادية، حتى يسمح بزيارات منتظمة لأسر السجناء بالسجن و ذلك بالتقدم بطلب للمصلحة.

كما وجه مساعد الوزير بعمل مظلة على الجهة المقابلة للبوابة الخارجية لمنطقة سجون طرة بحماية لأسر المنتظرة للزيارة وذلك بناء على طلب الوفد، تقرر توفير أسِرّة و مراتب جديدة لكافة السجناء بسجن طرة شديد الحراسة خلال ثلاثة اسابيع عوضا عن الاسرة والمراتب المتهالكة. التأكيد على اتاحة مدة الزيارة للأسر و للمحامين كاملة وفقا للائحة السجون.

وقال فايق، إنه يستطيع أن يعلن الآن أن سجون مصر خالية تماما من التعذيب المنهجي، لافتا إلى أن الفترة القادمة ستشهد زيارات من المجلس لأماكن الاحتجاز.

وعقب الزيارة أصدر الصحفي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، محمد عبد القدوس، بيانا صحفيا، حول زيارة وفد المجلس لسجن العقرب، حيث تضمن البيان 6 ملاحظات، أكدها عبد القدوس.

وقال عبد القدوس في بيانه: ''اعتذرت عن حضور المؤتمر الصحفي الذي دعا إليه المجلس القومي لحقوق الإنسان، لتقديم التقرير الخاص بزيارة سجن العقرب، لأن لي وجهة نظر مخالفة، حول ما جاء في هذا التقرير وملاحظات عدة''.

وقال: ''أبلغنا المجلس القومي لحقوق الإنسان بالاستعداد لزيارة سجن أبو زعبل يوم الأربعاء 26 أغسطس الماضي الموافق 11 ذو القعدة، وقبل الانطلاق بدقائق قال لنا السيد رئيس المجلس إن الزيارة ستكون لسجن العقرب، وكنا قد طلبنا زيارته أكثر من مرة، لكن الرد كان دوماً (ممنوع لأسباب أمنية).

وتابع ''عندما انطلقنا إلى هناك كان واضحا جدا أن سجن العقرب تم إعداده تماما، استعدادا لزيارة وفد حقوق الإنسان، وهو تقليد قديم معروف في السجون، بأن تأخذ زينتها وتتجمل عند علمها بزيارة مسؤول أو تفتيش أو وفد حقوقي''.

وظهر واضحا جدا في مطبخ السجن (فأنا رد سجون)، وأعلم تماما طعام السجن المقدم، لكن ما شاهدناه: طعام فاخر وأكل لذيذ لا يوجد إلا في الفنادق الكبرى، ولا يعقل أن يوجد داخل أي سجن''.

وحول منع الزيارات، أوضح عبد القدوس، أنه تلقّى شكاوى عدة من أسر سجناء الرأي، بأن باب الزيارة كان مغلقا طيلة الأشهر الماضية، خاصة بعد اغتيال النائب العام السابق، مضيفا ''أبلغت المجلس بذلك، وكان هناك تلاعب واضح يتمثل في أخذ تصريح الزيارة وإثباتها في دفاتر السجن ثم منع العائلة صاحبة التصريح من الدخول، فيبدو وكأن الزيارة قد تمت! لكن إدارة السجن نفت تماما أن يكون هناك منع في أي وقت للزيارات، وهذا يتنافى مع الواقع!''.

ولفت إلى أن إدارة السجن قدمت للوفد ما يثبت قيام أسرة أحد السجناء بزيارته ولم تذكر اسمه.

وتابع عبد القدوس ''ما أعلمه أنه قبل أيام تم فتح باب الزيارة رسميا من جديد، ولا تتجاوز بضع دقائق وخلف ساتر زجاجي ويمنع سلام الأطفال أو إدخال أطعمة، وهي ذات الشكاوى التي كانت موجودة قبل إغلاق الزيارة منذ أشهر وأبلغت بها المجلس''.

وواصل عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، قائلا: ''قدمت إدارة السجن للوفد عدة تقارير تتعلق بالرعاية الصحية للسجناء، والجدير بالذكر أن هناك عدة سجناء ماتوا في المستشفيات بعد نقلهم من سجن العقرب لسوء حالتهم الصحية، منهم فريد إسماعيل وعصام دربالة.. وغيرهم، ولفت نظري عند فحص ملفات الرعاية الصحية للسجناء التقارير الخاصة بـ''خيرت الشاطر''، حيث تم إبلاغنا بأن الأشعة التي أجريت له في مستشفى خاص، تكلفت 35 ألف جنيه، وهو رقم مبالغ فيه جدا ولا يصدقه عقل''.

وحول شكاوى المحبوسين من المحاكمات، أوضح أن القيادي بجماعة الإخوان أحمد أبو بركة، أبلغ الوفد أن هناك مصيبة أكبر من سوء المعاملة بالسجون، وتتمثل في المحاكمات الظالمة وفبركة الاتهامات، ووضع هؤلاء الذين تتم محاكمتهم في أقفاص زجاجية لا يسمعون شيئا، مما يدور في الجلسة.

وحول التعذيب الذي نفاه تقرير ''القومي لحقوق الإنسان'' أكد عبد القدوس أن ''المجلس'' تلقى مئات الشكاوى من تعذيب وسوء معاملة في بعض أقسام الشرطة، أما داخل السجون وفي سجن العقرب فلم يثبت وجود تعذيب بدني على السجناء، والثلاثة الذين قابلناهم عند الزيارة لم يكن عليهم أي آثار، لذلك لم يتحدثوا معنا عن وجود حالات من التعذيب داخل السجن.

وكان أسر سجناء العقرب اشتكوا من تجريد السجناء من الأغطية والملابس والأدوية، كما منعوا العديد من المرضى من الانتقال لمستشفى السجن لإجراء فحوص طبية، ومنهم نائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان.

فيديو قد يعجبك: