إعلان

"صراع الإخوان".. قصة أول تمرد بين قيادات الجماعة بسبب السلطة

07:05 م الجمعة 29 مايو 2015

المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبدالله قدري :

لم يكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع يبرح محبسه في ملحق مزرعة سجن طره مع المئات من قيادات جماعة الإخوان الذين تم القبض عليهم عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، حتى تفجرت أزمة القيادة داخل صفوف الجماعة، وتفاقمت الأزمة بين جيل الشباب والشيوخ حينما أصدر الأمين العام للجماعة الدكتور محمود حسين بيانًا من قطر أكد فيه أنه لا زال في منصبه، وأنه طبقًا للوائح المعمول بها داخل الإخوان فإن محمود عزت النائب الأول للمرشد يقوم بمهام مرشد الإخوان.

لم يرق لقطاع كبير من شباب الإخوان هذا البيان، لاسيما بعدما سبقه مقال للمتحدث الرسمي لجماعة الإخوان الدكتور محمود غزلان على موقع "نافذة مصر"، أكد فيه أن شباب الإخوان بدأوا ينفلتون من السلمية، وقال نصًا "السلمية ونبذ العنف من ثوابتنا التي لن نحيد عنها أو نفرط فيها، وهي الخيار الأصعب لكنه الأوفق". كان ذلك المقال وما تلاه من بيان الأمين العام للجماعة كاشفًا لأزمة حادة تشهدها الإخوان بين الشباب والشيوخ الذين يريدون تطويق "العمل الثوري" لشباب الجماعة، والالتفاف على القيادة الجديدة التي جرى انتخابها في فبراير الماضي داخل مصر.

الأزمة الحالية بين قيادات الجماعة ليست الأولى من نوعها، ففي أعقاب اغتيال مؤسس جماعة الإخوان ومرشدها الأول الشيخ حسن البنا، واختيار المستشار حسن الهضيبي مرشدًا عامًا خلفًا له، جرى صراع محموم بين المرشد الجديد والتنظيم الخاص الذي أسسه البنا.

كان الهضيبي -المرشد الجديد- يعلم خطورة بقاء التنظيم الخاص على منصبه، لاسيما أن رئيس هذا التنظيم عبدالرحمن السندي كانت أوامره مطاعة وقراراته نافذة على التنظيم، أحسّ الهضيبي بخطورة وجود كيان موازِ لسلطة المرشد، فقرر التخلص منه بشكل تدريجي.

عمل الهضيبي ومساعديه على استمالة سيد فايز القيادي في التنظيم الخاص ليطلعهم على أسراره، ودخل الهضيبي في صراع مع التنظيم الخاص حينما قرر إعادة تشكيله وتعيين أحمد حسنين بديًلا للسندي، وإلحاق التنظيم بالمكاتب الإدارية التابعة لمكتب إرشاد الإخوان، وبذلك أصبح التنظيم الخاص يقع تحت مسؤولية المكاتب الإدارية لجماعة الإخوان.

وجد هذا القرار تأييدًا واسعًا من قيادات كبيرة داخل الإخوان، إلا أن السندي وأنصاره وقفوا ضد القرار، ووصل بهم إلى أن حاصروا منزل الهضيبي وأساءوا إليه، وحدث أن وقعت اشتباكات بين مؤيدي الهضيبي والسندي أمام منزل المرشد، الأمر الذي أدى إلى انعقاد الجمعية التأسيسية لجماعة الإخوان واتخذت قرارًا بفصل السندي من الجماعة.

كانت هذه الواقعة في مطلع خمسينات القرن الماضي، وبعد أن درات الأيام والسنون دورتها، تفجرت أزمة القيادة مرة ثانية بين جيل الشباب والشيوخ، وكلًا منها يكيل للآخر اتهامات استخدام العنف والتسبب في تخبط الجماعة، إلا أنه يبدو أن القيادة الجديدة التي تم انتخابها في فبراير الماضي، تبدوا مهيمنة على صناعة القرار وعلى منصات الإعلام والمواقع الإلكترونية الناطقة باسم الإخوان.

فيديو قد يعجبك: