إعلان

بالصور.. 28 يناير ذكرى يوم غضبت فيه مصر

07:25 م الأربعاء 28 يناير 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد الشمسي :

تصوير - كريم أحمد :

وترى الشمس إذا توهجت، دار في الخُلد، أنها تنثر أطياف أشعتها الدافئة على أرض المحروسة، صبيحة يوم 28 يناير 2011، أو كما يُعرفها مُعجم "الثوار"، جمعة الغضب، الأمن بملابسه السوداء، استعد للمعركة، اصطف وتراص في مشهد مُهيب، آذان الظهر موعدهم، عدد من المساجد ستخرج منها المظاهرات، حاصرتها قوات الأمن من كل وجهةٍ، فرغ المُصلون من صلاتهم، نزعُ إيماني تخللهم، بأنه اليوم الفاصل.

"السلام عليكم ورحمة الله.. السلام عليكم ورحمة الله"، كلمة فرغ منها المُصلين، ليأتي الرد مُغرقًا المتظاهرين عبر خراطيم الماء، فيما التحفوا هم بما في أيديهم، يقترضون صبرًا، ويهتفون إيمانًا "ارحل"، لم تشفع مياه "الأمن" في اشباع ظمأ حناجر المتظاهرين المُلتهبة.

تم قطع جميع الاتصالات، تلاه تشويش على شبكة الانترنت، حتى يعجز المتظاهرين على التواصل مع بعضهم البعض، ظنت الدولة منها أنها فرقتهم، ولكن هتافًا واحدًا جمعهم من جديد "يسقط يسقط حُسني مبارك"، ليتردد صدى الهتاف بين أروقة الميادين، وتحت زخات ماء "الأمن"، ولسعات الخرطوش على وجنتاهم، والطلقات الحية داخل أجسادهم، والدماء تسيل.

على كوبري قصر النيل، اندلعت الانتفاضة، حجارة المتظاهرين أمام فوهات المدافع، كر وفر، مُدرعة تجوب الكوبري الضيق يمينًا ويسارًا هربًا من بطش الثوار بها، قذيفة غازية تعلو عاليًا فتسقط مدوية على رؤوس المتظاهرين، فلا يعبئوا، المتظاهرون استبدلوا أُكسُجين الصدور بالغازات المُسيلة للدموع، استنشاقها صار يُكسبهم حماسةً لا خضوعًا، بالحجارة وحدها ركعت المدرعات، وانسحبت الشرطة، وصار الثوار أصحاب الميدان.

شابٌ يقف بلا وازع خوفٍ امام مُدرعة بشارع قصر العيني، بطل آخر مجهول يسطر بالمشهد تاريخ النضال، وشهيد في منطقة أخرى يروي بدمائه العطرة أرض الميدان، الجميع يقف مشدوهاً، الدم المُنسال على الأرض لا يُفرقه الأسفلت، يحمل أحدهم صورة "ارحل.. واتركنا لنعيش"، ويقبض آخر بكاميرته يوثق الحدث، ويتداخل مُتظاهر آخر في الصورة، أملا في صورة جماعية تجمعه ورفقاء الميدان، ويُداعب آخرون الرئيس "مبارك": "انت زعلت يا ريس.. ده احنا كنا بنهذر.. انت زعلت يا ريس.. دي الكاميرا الخفية".. اليوم 28 يناير 2011، ذكرى يوم غضبت فيه مصر.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: