إعلان

السيسي يبدأ بعد غد زيارة للصين يشهد خلالها التوقيع على ٢٥ اتفاقية

10:03 م السبت 20 ديسمبر 2014

الرئيس عبد الفتاح السيسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بكين- (أ ش أ):

يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بكين مساء بعد غد "الاثنين" في زيارة رسمية للصين تستغرق ثلاثة أيام يجري خلالها مباحثات هامة مع المسئولين الصينيين وتشهد الزيارة الارتقاء بمستوى العلاقات من الاستراتيجية إلى الاستراتيجية الشاملة .

وقال السفير مجدي عامر سفير مصر لدى بكين - في تصريحات بمناسبة الزيارة المرتقبة للسيسي - إن العائد كبير من إطلاق مصر والصين شراكة استراتيجية شاملة وهي المرتبة التي تحظي بها عدد محدود جدا من دول العالم في العلاقات مع الصين .

ولفت إلى أن ذلك سيتبعه رفع مستوى العلاقات بين البلدين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما سينعكس مباشرة على المواطن سواء في شكل فرص عمل تفتحها الاستثمارات الصينية الجديدة في مصر ، أو الخدمات المباشرة من المشروعات المقرر التوقيع على اتفاقات تنفيذها بمنح وقروض ميسرة من الصين في قطاعات الكهرباء والطاقة والنقل والطرق وغيرهم .

ونوه السفير المصري بالتجاوب السريع من جانب البلدين لإقامة مثل هذه الشراكة خاصة عقب ثورة ٣٠ يونيو .. مؤكدا على أن العلاقات بين مصر والصين تاريخية ، مشددا على أن الصين تعتبر مصر من بين الدول التي تربطها علاقات فريدة .

وأوضح السفير عامر أن برنامج زيارة الرئيس السيسي للصين يتضمن الاجتماع بالرئيس الصيني تشي جين بين، ورئيس الوزراء لي كا تشان ، ورئيس البرلمان وان تشي شان .

وأضاف أن السيسي سيعقد لقاءين يوم الثلاثاء المقبل ، الذي يعد رسميا أول أيام الزيارة ، مع ممثلي القطاع الخاص الصيني يبدأه بمقابلة هامة مع رؤساء أكبر ٢٠ مجموعة اقتصادية صينية متعددة الأنشطة تعمل في جميع المجالات السياحية والزراعية والتكنولوجيا والبنية التحتية والبترول والاتصالات ، ومن بينها "أفيك" و"هواوي" و"تشاينه هاربين" ، ومن بين هذه الشركات من لها استثمارات في مصر وترغب في التوسع ، وأخرى ترغب في فتح استثمارات للمرة الأولى ، فضلا عن مقابلته في نفس اليوم مع ممثلي ١٠٠ شركة كبرى ، إلى جانب لقاء خاص مع أكبر ٢٥ شركة متخصصة في مجال السياحة ، كما سيلتقي السيسي أيضا يوم الأربعاء المقبل برؤساء أهم ٤٠ جامعة صينية .

وأعلن السفير المصري لدى بكين أنه سيتم خلال الزيارة إطلاق مجلس للأعمال المصري الصيني لإحياء طريق الحرير للاستفادة من مبادرة الرئيس الصيني لإحياء طريق التجارة القديم من الصين إلى إفريقيا ، والتي ستحدث طفرة كبيرة في العلاقات التجارية والاستثمارية والثقافية ، كما ستشهد الزيارة أيضا الاتفاق على إقامة العديد من المشروعات المشتركة في مصر .

وحول العجز الكبير في ميزان التبادل التجاري بين مصر والصين ، قال عامر إن هناك عجزا تجاريا رهيبا بين أي دولة مع الصين ، ووصفها بـ "المشكلة المزمنة" ، فالعجز التجاري مع أمريكا مثلا وصل إلى ٣٠٠ مليار دولار ، مشيرا إلى أن هناك وسائل أخرى لعلاج هذه المشكلة مثل زيادة حجم السياحة الصينية الوافدة إلى مصر ، وجذب استثمارات صينية جديدة .

وأشار إلى أن مصر والصين ستوقعان نحو ٢٥ اتفاقية خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى بكين ، والتي ستركز بشكل كبير على الجانب الاقتصادي والاستثماري فضلا عن اتفاقيات في المجالات السياسية والثقافية والتعليمية .. موضحا أن بعض هذه الاتفاقيات ستكون حكومية وعددها نحو١٠ اتفاقيات بين وزارات الثقافة والبحث العلمي وستكون عبارة عن برامج تعاون وليست استثمارية ، والاتفاقيات الأخرى ستكون استثمارية مع شركات القطاع الخاص الصيني .

وأوضح السفير المصري أن من أبرز المشاريع التي سيتم توقيعها ستكون في مجال الطاقة ، وتتكون من ثلاثة أقسام ، أولها توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والمتجددة وطاقة الرياح، وثانيها تحديث شبكة الكهرباء المصرية من جانب الحكومة الصينية حيث ستقوم شركة صينية ، والتي تعتبر الأكبر في العالم وتدير ٧٠٪ من شبكة الصين ، بإصلاح وتحديث الشبكة المصرية ورفع قدرتها، والقسم الثالث يتمثل في إنشاء محطات لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم ، حيث تعتبر الصين من أبرز الدول الرائدة في استخدام الفحم لتوليد الكهرباء من خلال التكنولوجيا متطورة بدون آثار بيئية ، وهو ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة الأخيرة لوزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر للصين ، مشيرا إلى أن معظم هذه المشروعات سيتم خلالها ضخ أموال صينية من خلال الاستثمار وجزء ضئيل منها سيكون في شكل قروض ، لتنفيذها خلال ٣ سنوات ، خاصة مع التعريفة الجديدة التي أقرتها مصر وسمحت للمستثمر والحكومة المصرية بالحصول على المكاسب المرجوة .

وأضاف أن من أبرز الاتفاقيات التي سيتم توقيعها إنشاء القطار فائق السرعة والذي سيربط بين الإسكندرية وأسوان ، فضلا عن إنشاء خط سكك حديدية مكهرب سيربط بين مدينة السلام وبلبيس ومدينة السويس ، وستمنح الصين مصر قرضا طويل الأجل لدعم وإنشاء هذه المشروعات بخبرات صينية ، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي في عدم قدرة مصر على جذب شركات صينية للاستثمار في هذا القطاع هو الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة له ؛ مما يجعل الشركات الخاصة لا تستطيع المنافسة وتحقيق أرباح .. لافتا إلى أن قطاع الطاقة في مصر تحرر من هذه العقبة بعد التحريك الأخير للأسعار ؛ مما جعله أكثر جذبا للشركات الصينية وغيرها لتنفيذ مشروعات بمصر .

وقال عامر إنه سيتم توقيع اتفاقيات أيضا في مجال الزراعة والري خاصة في مجال الآبار العميقة، مؤكدا أن أكبر الشركات الصينية أعربت عن استعدادها للمشاركة في تنمية محور قناة السويس ، وان معظم الدول تنتظر المخطط العام للمشروع .. مشيرا إلى أن الصين مهتمة إلى أقصى درجة بمشروع تنمية محور قناة السويس نظرا لإنها أكبر دولة مستفيدة من قناة السويس من حيث عدد مرور سفنها للقناة ، وجزء كبير من تجارة الصين يمر من هناك ، حيث أن بكين ترغب في إقامة مشروعات للتخزين وبناء سفن وترانزيت للبضائع وتموين للسفن .

وأوضح السفير المصري أن الصين كانت لها موقفا واضحا وبشدة تجاه مصر ، فهي الدولة الآسيوية الوحيدة التي أوفدت مبعوثا خاصا عن الرئيس الصيني ليشهد حفل تنصيب السيسي رئيسا للبلاد ، مشيرا إلى استعداد القيادة الصينية والمصرية إلى التجاوب مع أي جهود لرفع مستوى العلاقات .

وقال إن وزير الخارجية سامح شكري زار الصين مرتين خلال ستة أشهر عقب ثورة ٣٠ يونيو ؛ مما يعد مؤشرا واضحا على توجه مصر لأحداث توازن مع القوى الكبرى في العالم ، كما زار وزير خارجية الصين مصر في أغسطس الماضي ووجه دعوة إلى الرئيس السيسي لزيارة بكين ، كاشفا عن أن الرئيس الصيني سيزور مصر العام المقبل .

وأضاف السفير المصري بالصين أن الفترة التي عاشتها مصر منذ عام ٢٠١١ وحتى منتصف عام ٢٠١٣ ، والتي تخللها فترة تولي الإخوان للحكم ، شهدت اضطرابا مع معظم دول العالم ، وفي أفضل الأحوال جمدت العلاقات مع مصر خلال هذه الفترة لمعرفة ماذا سيحدث في الوضع السياسي وترقب نتائج التفاعلات الكبيرة في المشهد المصري .

وأوضح أن الأمور تغيرت واختلفت عقب ثورة ٣٠ يونيو ، وعقب وضوح الرؤية السياسة للقيادة المصرية والشعب المصري والتي اتسمت بالتوازن، وعلاج لما حدث قبل ثورة يونيو ، فأصبح في مصر قيادة رشيدة وعادت الأمور إلى نصابها الصحيح عقب فترة من الاضطراب وعدم الوضوح .

وقال السفير المصري لدى بكين إن الصين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن ، تدعم مصر في ترشحها للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن ، وتدعم مصر في كافة المؤسسات الدولية ، وإن هناك تنسيقا مستمرا بين القيادات المصرية والصينية حول جميع القضايا الدولية بينها التغير المناخي ونزع السلاح في العالم والشرق الأوسط .

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: