إعلان

الرئيس السيسي لـ''كونا'': لهذه الأسباب قولت ''مسافة السكة''

01:46 م السبت 01 نوفمبر 2014

الرئيس عبد الفتاح السيسي

الكويت -(أ.ش.أ)

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تنظر بكل تقدير وإعزاز للمواقف المشرفة والمساندة من أغلب دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها دولة الكويت، بعد ثورة الشعب المصري في 30 يونيو، حيث لم يتوان الأخوة في الخليج للحظة واحدة عن تأييد تطلعات الشعب المصري نحو الاستقرار والتنمية ونبذ من حاولوا تغيير هويته الثقافية والاجتماعية، مشيرا إلى أنه بالتالي فإن ارتباط مصر بمحيطها الخليجي هو ارتباط قوي وثيق.

ونوه - فى حواره مع رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لوكالة الأنباء الكويتية ''كونا'' الشيخ مبارك الدعيج الإبراهيم - بأن مصر تعمل على دعم التواصل مع الأشقاء في الخليج عبر التشاور والتنسيق، مشددا على أن التعاون المصري - الخليجي يمثل الأرضية المناسبة التي يمكن البناء عليها من أجل دعم العمل العربي المشترك، مؤكدا أنه عندما تسمح الظروف بقيام تعاون عربي أشمل فإن مصر لن تتردد بل ستكون من أوائل المبادرين لطرح رؤى تزيد من أواصر التعاون البناء الذي يجمع مختلف الشعوب العربية في البناء والتنمية.

وبالإشارة إلى رده على سؤال حول موقف مصر إذا تعرض أمن إحدى الدول العربية للخطر، ب''مسافة السكة'' وما أحدثته هذه الكلمات الموجزة والسريعة من طمأنينة كبيرة فى نفوس الشعوب العربية، قال الرئيس السيسي ''على الرغم من أننا نحارب معركتنا الداخلية ضد إرهاب غاشم عنيف متعدد الأوجه إلا أننا لا ننسى البعد الإقليمي، ونجري مشاورات شبه يومية مع العديد من الزعماء العرب ولدينا أيضا نفس الزخم من الاتصالات مع العالم الخارجي.. ونسعى إلى تجنيب المنطقة المزيد من التصعيد والقلاقل نريد أن تستقر الأوضاع في المنطقة العربية، وأن تحافظ كل دولة على قوامها الجغرافي والسكاني حتى تستطيع النهوض من جديد''.

وأضاف ''أن أمن منطقة الخليج هو خط أحمر لا ينفصل عن الأمن القومي لمصر، وأن ما يصيب مواطن كويتي أو سعودي علي سبيل المثال إنما يتألم له أخوه المصري وينتفض من أجل مساندته ودفع أي خطر عنه''.

وتابع ''على الرغم من كل المخاطر المحيطة بمنطقتنا العربية وبشعوبنا وكذا انتشار العنف في بعض أنحاء الوطن العربي وتقطع أوصال الوطن الواحد وإمكان الانحدار نحو المجهول، إلا أنني أقولها بصراحة ووضوح أنه لابد لنا جميعا من أن نقرأ ونستلهم العبر من ماضينا وحاضرنا كي نصنع مستقبلنا بيدنا لا بيد غيرنا.. ولابد أن نعي أن مصدر قوتنا هو اتحادنا في الرأي والقول والعمل، وما نراه بالفعل في العديد من البلدان العربية التي تتعرض لخطر داهم يفرض علينا كشعوب عربية أن نقف صفا واحدا من أجل تحقيق الانتصار في صراع الوجود الذي نخوضه''.

وعن مستقبل العلاقات العربية الإيرانية، قال السيسي ''إن أي علاقة بين طرفين لا يمكن أن تصاغ أو أن يتم تطويرها في اتجاه ما من جانب واحد.. ويتعين أن تتوافر لهذه العلاقة مجموعة من العوامل التي تمنحها القدرة على النمو والاستمرار والازدهار، ويأتي في مقدمتها توافر الإرادة السياسية''.

وأضاف ''هل تحتل أي من الدول العربية أراضي إيرانية؟ وهل تستخدم الدول العربية الاختلاف المذهبي وأقول (الاختلاف) وليس (الخلاف) أداة للتدخل في شئون دول أخرى.. لدينا في مصر يقوم الأزهر الشريف بتدريس المذهب الجعفري إلى جانب مذاهب أهل السنة والجماعة.. هذا هو مفهومنا عن الاختلاف ''تعايش وتعارف''.. وهل تستقوي أي دولة عربية ولنأخذ مصر مثالا بإمكانياتها العسكرية على جيرانها؟.. أعتقد أن إجابات هذه الأسئلة وهي بديهية كفيلة بالرد على سؤالك.. وفي كل الأحوال يستطيع الطرف الآخر أن يبرهن على حسن النوايا ويعلم جيدا ما الذي عليه اتخاذه إذا أراد تطوير هذه العلاقات''.

وبشأن القضية الفلسطينية وهل تأثرت سلبا بثورات الربيع العربي؟، قال الرئيس السيسي ''القضية الفلسطينية هي قضية العرب المحورية وستظل محتفظة بمكانتها التقليدية في صدارة السياسة الخارجية المصرية، ومن ثم فإن ما تجابهه مصر من ظروف داخلية وما تواجهه من أوضاع إقليمية لم يثنها عن حقن دماء الأشقاء في فلسطين، وبالتالي فإن مكانة القضية ذاتها لم تتغير أما بالنسبة لظروف المنطقة فقد منحت بعض الأطراف الخارجية والداخلية قدرة على التأثير في المعادلة الفلسطينية وتسبب ذلك في اعتداءات إسرائيلية على قطاع غزة وآخرها ما حدث في الصيف الماضي''.

وأضاف ''أن مصر بذلت جهدا كبيرا لاحتواء الموقف عبر طرح مبادرة رفضت في البداية من قبل أطراف فلسطينية، ثم احتضنت بعد ذلك جهود تقريب المواقف، والتي أسفرت عن وقف العمليات العسكرية التي تعرض خلالها الشعب الفلسطيني الشقيق لمحنة إنسانية قاسية.. واستكملت مصر جهودها بتنظيم مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي كلل بالنجاح، وتم توفير 5.4 مليار دولار لصالح جهود إعادة الإعمار''.

وشدد الرئيس السيسي أن مصر تنطلق في ذلك من واقع مسئوليتها في الحد من إراقة كل نقطة دم عربية.. وهي ترى أن الشعب الفلسطيني وقع عليه ظلم جسيم يجب أن ينتهي وأن يحيا كسائر شعوب الأرض مستقلا مستقرا آمنا مطمئنا داخل حدود دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مناشدا جميع الأطراف ولاسيما الشعب الإسرائيلي بالتفاعل الإيجابي مع بنود المبادرة العربية، حيث أن ما يمكن إنجازه اليوم أفضل بكثير مما يمكن إصلاحه بالغد.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: