إعلان

رئيس مجلس إدارة رسالة: لسنا إخوان.. ونجحت في تغريم توفيق عكاشة (حوار)

07:05 م الخميس 30 أكتوبر 2014

حوار ـ هاجر حسني:

تصوير ـ محمود بكار:

شائعات كثيرة نالت الكثير من بعض الجهات والمؤسسات بل ومن أشخاص خلال الثلاث سنوات السابقة، منها ما ثبت صحته ومنها ظل قيد الانتظار لإعلان براءة من لاحقته وشوهت صورته في بعض الأحيان، جمعية ''رسالة'' كانت إحدى الجهات التي نالت من الحظ جانب، وكانت شائعة تمويلها للإخوان كفيلة بخفض نسبة التبرعات لـ 30% منذ أن أثيرت الأقاويل، والتي لم تنج رسالة من عواقبها حتى الآن كما أكد لنا شريف عبد العظيم، رئيس مجلس إدارة جمعية رسالة للأعمال الخيرية، والذي كان لنا معه هذا الحوار:

بدايةً.. ما السبب وراء انتشار شائعة تبعية رسالة للإخوان وتمويلها لهم؟

حتى الآن لا يوجد سببا واضحا لانتشار هذه الشائعة، ولكن الأسباب في الأصل تعود لأننا أصبحنا نصدق أي شئ يقال ولا نعمل عقولنا للتأكد منه، وبالتالي يكون من السهل انتشار أية شائعة، ويبدو أن هذا نوع غير نظيف من التسويق، والبعض كان يؤكد وجود جمعيات منافسة هي التي أطلقت هذه الشائعات، ولذلك يمكن أن يكون السبب خليط من هذا كله، أي انعدام الأخلاق وضعف التعليم الذي نتج عن نظام تعليمي داخل مصر لا يدعم التفكير وإعمال العقول، إلى جانب الثقافة السائدة عن عدم التقصي عن الشائعات قبل ترويجها.

لماذا رسالة تحديدا، رغم وجود جمعيات أخرى تعمل في نفس المجال؟

نحن جمعية متواجدة على أرض الواقع، لدينا آلاف المتطوعين متواجدين في الشارع وما يقرب من 200 ألف متطوع في العام الواحد، من الممكن أن تكون الشائعة تم ترويجها على رسالة لأن معظم الجمعيات الأخرى نسمع عنها في الإعلام فقط، ولا أقصد إهانة أي جمعية ولكن ما أريد أن أوضحه أن رسالة عبارة عن مركز شباب لديه متطوعين في جميع المحافظات، نحن نهتم بالأنشطة الميدانية ونعلن عن أنفسنا أمام كل الناس، والجمعية تضم متطوعين بمختلف أشكالهم وانتمائتهم السياسية والعقائدية، بل وجنسيات مختلفة أيضا، لأننا ببساطة نعبر عن مصر بصورة مصغرة.

هل توجد جهة معينة استفادت من ترويج هذه الشائعة؟

لا أستطيع أن أوجه الاتهام لجهة معينة، فالأقاويل تكاثرت في هذا الصدد، ولكن من الممكن أن نلوم الإعلام الهابط والصحافة الصفراء التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة وساعدت في ترويج الأقوال دون التأكد من صحتها، فنشرت على لسان أحد الأشخاص والذي روى أنه رأى مخازن للسلاح بمقراتنا بالمقطم والتي هي في الأصل دار أيتام ودار مسنين، فهو كلام غير معقول ونشرته أربع صحف مشهورة ولها قاعدة جماهيرية عريضة، ولم يأتي أيا من هذه الصحف للتأكد من صدق هذا الكلام رغم أن المكان كان مفتوحا للجميع ولكن هذا يؤكد مدى العمل الصحفي الهابط الذي تقدمه هذه الصحف.

أحد الباحثين ويدعى ''ماهر فرغلي'' أكد أن هناك أحد المتطوعين بالجمعية ينتمي لجماعة الإخوان ويساعدهم في التمويل من خلال التبرعات، ثم تراجع عن التصريح.. ما رأيك؟

هذا كلام فارغ، ليس هناك دليلا واحدا على ذلك، وجمع التبرعات والتصرف فيها ليس بالشئ السهل، وهناك 70 جهة رقابية تشرف على عمليات دخول الأموال للجمعيات من خلال البنوك، وهذا ما نعاني منه باستطاعة أي شخص أن يتفوه بكلام بدون دليل على القنوات الفضائية ثم يتراجع عنه بعد ذلك من خلال صفحات الانترنت، وهو ما يمثل المشكلة الأساسية فالكثير من الناس لم يقرأوا ويتابعوا هذه التكذيبات، فعرض المؤسسة الذي خاض فيه الكثيرون لا يختلف كثيرا عن عرض المرأة لأننا مؤسسة تقدم المساعدات لجهات عديدة، وهذا ما يدعو للخجل من وجود أشخاص كهؤلاء في بلدنا.

هل هناك بحوث تتم عن المتطوعين للتأكد من توجهاتهم السياسية والدينية؟

بالطبع لا، فكل ما نطلبه من المتطوعين أن يأتوا لفعل الخير بغض النظر عن توجهاتهم وميولهم السياسية والدينية بل والعرقية، وهذا ما يعد جريمة الآن في بلادنا لأنك لا تمنع أحد من التطوع حتى إذا كان منتميا للإخوان، ليس من واجبنا أن نمارس دور الأمن ونقصي من يريد التطوع، نحن لا نفعل ذلك ولن نفعله، من يريد فعل الخير فليأتي مهما كانت أفكاره وميوله، وإذا كان هذا يؤذي البعض فهذا ليس شأننا.

''مفيش دخان من غير نار''.. كيف ترى في هذه المقولة؟

ربما يكون السبب لاعتقاد الناس في ذلك هو أن لدينا متطوعين بالآلاف وربما يكون البعض منهم له توجه إخواني، ولكن هذا لا يعنيني في شئ، فإذا كان اخوانيا أو مسيحيا أو حتى يهوديا لن يغير ذلك من قاعدتنا في الترحيب بهم، نحن لدينا أيضا متطوعون أجانب من دول مختلفة كالمكسيك والبرازيل وغيرها يعيشون في مصر، وهذا لا يجعلنا محل اتهام بأننا نمول الإخوان أو غيرها وفي رأيي هذا شئ مضحك للغاية.

ما هي الصعوبات التي واجهت الجمعية عقب انطلاق الشائعة؟

هناك بالطبع صعوبات واجهت الجمعية تمثلت في التطوع والتبرعات، فالتبرعات انخفضت حتى 30% وفقدنا آلاف المتبرعين، لأن كل شخص من السهل أن ينقطع عن دفع التبرعات طالما هناك شك في هذه الجهة، بالإضافة إلى أنه لم يتأكد من الشائعة، فدائرة متبرعينا ضخمة وإذا تحدثنا عن 30% فربما تصل إلى 100 ألف متبرع، وهو ما حدث أيضا للمتطوعين حيث انخفضت النسبة إلا من بعض الشباب الذين كانوا يتأكدوا من انتماءات الجمعية بعد مشاركتهم بالأنشطة.

ما طبيعة الاجراءات التي اتبعتها وزارة التضامن لنشر براءتكم بعد ذلك؟

لم يكن هناك أبحاث ميدانية، لتأكدها من مدى سطحية الاتهامات، واكتفت بمراجعة الأوراق المالية، التي تتابعها في الأصل كل عام، فوزارة التضامن تعلم جيدا طبيعة عملنا وتعلم مصادر تمويلنا، وهذا ما تفعلة الوزارة مع رسالة وكل الجمعيات الخيرية والأهلية في مصر، ولم يكن هناك تفتيش على مخازن سلاح أو تفتيش لمقراتنا وأفرعنا.

وهل تحسنت قيمة التبرعات بعد تأكيد وزارة التضامن على براءة رسالة؟

للأسف.. المشكلة مازالت مستمرة، وإن كان هناك تحسن فهو طفيف جدا.

في رأيك.. لماذا لم تتحسن صورة رسالة حتى الآن رغم تبرئتها؟

هذا ما عهدناه في معظم الشائعات التي تنتشر، فدائما ما تنتشر الشائعات ولا تنتشر تكذيباتها بنفس القوة، بالإضافة لوجود إعلام هدفه هو المحتوى المثير فيهتم جيدا بهذه الشائعات ولكن في حال تم نفيها لا يجد في هذا النفي مادة جيدة لجذب القراء، ولذلك نجد في جميع الصحف صفحات للحوادث والقضايا ولا يوجد صفحات لعرض النجاحات في مختلف المجالات على سبيل المثال، نحن أيضا لم نجد من يهتم لمقابلتنا من هذه الصحف عقب اطلاق الشائعة للتأكد منها، ونحن نوجه الشكر إلى المؤسسات الإعلامية التي اهتمت بالقضية.

ما عدد الدعاوى التي أقامتها رسالة على الجهات التي اتهمتها بتمويل الإخوان؟

أقمنا 16 دعوى ضد جهات مختلفة، تم تغريم البعض منها توفيق عكاشة، بالإضافة إلى بعض الجهات التي اعتذرت وبالتالي تم اسقاط الدعوى، ودعاوى أخرى لم يبت فيها.

ما هي مصار تمويلكم، وهل خلفية المتبرعين السياسية إذا كانوا رجال أعمال تؤثر في ذلك؟

نحن نعتمد بشكل كامل على التبرعات سواء كانت أموال أو ملابس أو أوراق، وهذا ما يشكل دخل الجمعية بالإجمال بالإضافة إلى مركز طبي تابع للجمعية وهو أيضا يدر بعض الأموال، ونحن لا ننظر إلى خلفية المتبرع السياسية أو الدينية، لأنه في كثير من الأحيان تكون التبرعات من خلال فاعل خير لا يذكر اسمه، وهذه الفئة بالمناسبة تشكل أكثر من نصف المتبرعين الذين لا يذكرون أسماءهم.

هل نستطيع القول بأن هناك هجمة مدبرة على العمل الخيري؟

ربما.. فالبعض يرى أن الجمعيات الخيرية والمساجد تأوي الإرهاب وتدعمه، والأقاويل من قبيل أن المساجد تساعد على التطرف والجمعيات الخيرية قادرة على استقطاب الشباب وتشكيل فكرهم وعقولهم.

كيف يؤثر قانون الجمعيات الأهلية المستقبلي على طبيعة عملكم؟

في الحقيقة أنا لم أطالع المسودات التي أصدرت بخصوص قانون الجمعيات الأهلية، ولكن بشكل عام معظم هذه القوانين لا تساعد على انتشار العمل الأهلي والخيري لأن الافتراض دائما فيها هو سوء الظن تجاه المؤسسات المعنية بالأمر، وسبق أن عشت في كندا وأمريكا واختبرت هذا الاختلاف بين العمل الأهلي هنا وهناك، فنجد معوقات كثيرة تقف أمامنا كالحصول على تراخيص قبل البدء بأي نشاط، وعلى سبيل المثال في أحد الأعياد وزعت رسالة 22 طن من اللحوم كنا مطالبين بجمع 22 ألف توقيع من كل عائلة حصلت على كيلو من هذه اللحوم، ولابد أن نحتفظ بهذه الأوراق لمدة 5 سنوات للمراجعات الدورية، وهو ما يعد إرهاق للعاملين بالعمل الأهلي

كيف ترى فترة حكم الإخوان؟

إجابتي ببساطة هي أنه تمت استضافتي أثناء فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي على إحدى القنوات الفضائية مع الإعلامي معتز بالله عبد الفتاح، وأكدت أننا لسنا إخوان ولا ننتمي لهم بأي شكل من الأشكال، وهذا يعد رد صريح على هذه الأقاويل خاصة وأنني قلت ذلك وكان مرسي رئيسا، ورغم أنني لا أفضل التحدث في السياسة لأنها بعيدة عن عملنا تماما، إلا أنه من وجهة نظري الشخصية فترة حكم الإخوان كانت مليئة بالأخطاء.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: