إعلان

الهروب من "سجن المستقبل".. "عوار أمني" هزّ الداخلية (تقرير)

04:09 م الثلاثاء 25 أكتوبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

كتب – فتحي عمر:

"هل هناك علاقة بين الحركة الأخيرة المحدودة التي أجراها اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية صباح الاثنين، لبعض قيادات مديرية أمن الإسماعيلية وأحداث الهروب من سجن المستقبل منتصف ليلة الجمعة الماضي؟"

إجابة اللواء طارق عطية مساعد أول الوزير للعلاقات والإعلام جاءت مقتضبة؛ حيث قال إن الاجراءات تأتي "تصحيحا لأوضاع أمنية، وإفاقة أمنية مبنية على أسس في العمل الشرطي"، بحسب تصريحه لمصراوي.

تحقيقات النيابة العامة أكدت وجود شبهة تورط وتواطؤ واهمال لطاقم حراسة السجن، بين أفراد شرطة تقاضوا أموالا لتسهيل عملية الهروب وإدخال بنادق آلية، وقيادات شرطية تراخت وقصرت في اداء عملها الأمني بقوة وصرامة، واهمال جسيم أدى إلى ترهل في الاداء وروتين سيطر عليه أفراد وامناء شرطة. وهي أزمة تكررت كثيرا في الفترة الأخيرة.

 "كلاكيت تاني مرة"

 مصادر أمنية مسؤولة بوزارة الداخلية قالت لمصراوي، إن عملية الهروب من سجن المستقبل ليست أول مرة، بل حدثت قبل ذلك في يوليو 2014 واتهم فيها أميني شرطة تقاضيا رشوة وأدخلا زيا مدنيا وسيارة خاصة لموقع بالسجن غير مخصص لدخول السيارات الخاصة.

وقالت المصادر، إن أميني الشرطة نجحا في تهريب مسجونين: خالد سيد، وسليمان أبوزيد أحدهما محكوم عليه بالإعدام وأخر بالمؤبد.. وأحيل في الواقعة مأمور السجن ومعاون المباحث للمحاكمة واتهما بالتقصير في أداء الواجب.

ورغم اتخاذ أجهزة الأمن لاجراءات أكثر صرامة وتعليمات مشددة منذ ثورة 25 يناير على السجون وعقب أحداث الهروب الكبير من سجن وادي النطرون، إلا أن الأوضاع في سجن المستقبل كشفت "عوارا أمنيا"، وقد وجهت النيابة العامة إلى بعض القيادات تهم الإهمال الجسيم والتقصير والتراخي وأمرت بحبس بعضهم.. فهزت الواقعة وزارة الداخلية، وخرجت قرارات النقل.

بني سجن المستقبل في التسعينيات من القرن الماضى في مدينة المستقبل، التي تبعد نحو 10 كيلومترات غربى مدينة الإسماعيلية كوحدة ترحيلات قبل نقل السجناء إلى سجن عمومى لقضاء مدد الحكم.

واكتسب السجن اسمه الحالي نسبة إلى مدينة المستقبل التي تحتضنه، لكنه تحول في الفترة ما بعد 30 يونيو، إلى مقر إقامة السجناء الجدد بعد ارتفاع عدد المحبوسين بتهم الانتماء لجماعة الإخوان.

هروب في سيارة الخضراوات

وفي واقعة مماثلة تمكن سجين منذ شهرين، من الهرب من سجون برج العرب بالإسكندرية، داخل إحدى سيارات نقل الخضروات والمواد الغذائية. تم وقف المسؤول عن الباب الخلفى للسجن عن العمل، والتحقيق مع مسؤولين بالسجن وما زال جارياً.

"ليست ظاهرة"

يقول اللواء حسام لاشين مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني إن تلك الوقائع لا تعد ظاهرة ولكنها "عناصر ذات نفوس ضعيفة تفتقر إلى الإحساس بالمسؤولية وتتنازل عن كرامة وظيفتها وتقوم بأعمال تضر بكيان وكرامة الجهاز وهيبته وتورط الداخلية بشكل غير لائق في وقائع تعرقل جهود المخلصين."

أضاف لاشين لمصراوي أن هناك آليات لتحجيم تلك الوقائع؛ ففي وزارة الداخلية عدة أجهزة رقابية تقوم بالمتابعة مثل الإدارة العامة للتفتيش والرقابة ومباحث الأمن العام والأمن الوطني وكل جهاز لديه فرع رقابي لجميع العاملين بالوزارة.

وأوضح الخبير الأمني أن هناك آلاف التقارير بجهاز التفتيش والرقابة ضد ضباط يتم توقيع الجزاءات والاجراءات المناسبة تجاه المخطئين والمتقاعسين، مشيرا إلى أن جميع المؤسسات وهيئات الدولة بها انحرافات.

واتهم لاشين قيادات الداخلية بالتقصير والإهمال في حادث سجن المستقبل، متسائلا: كيف يتم احتجاز مساجين شديدي الخطورة بسجن مركزي تابع لمديرية الأمن ضعيف التأمين والرقابة.

وقال إن جميع قيادات مديرية أمن الإسماعيلية تتحمل مسؤولية ما جرى.

فيديو قد يعجبك: