إعلان

مصراوي يتذكر ضحايا المطافئ تحت أنقاض ''عمارة السلام'' وقت الثورة

11:25 ص الخميس 29 يناير 2015

ضحايا المطافئ تحت أنقاض عمارة السلام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير ـ حسن الهتهوتي:

الصورة لم تكن كلها سوداء.. لكن، تجاهل كثيرون الجزء الأبيض، فبدت الشرطة كما لو كانت شبحًا مخيفًا يأكل الوطن.. الجميع ثار عليها، واتهامات بالخيانة تارة، وبالإجرام تارة أخرى.

الجزء الأبيض في الصورة، على الرغم من تزامنه مع بداية اندلاع أحداث ثورة يناير، إلا أنه ''مات عمدًا'' وتجاهله كثيرون، فلم توليه وسائل الإعلام اهتمامًا يرتقي بقيمة الحدث وقتها.. ربما لانشغالها بالأحداث السياسية في البلاد، أو لحسابات أخرى تمثلت في موقف الشعب من الشرطة.

كانت المظاهرات والاحتجاجات والدماء تسيل في ربوع مصر، ضد نظام مبارك، وكانت التعليمات للشرطة بالتصدي لها، لكن، على الجانب الآخر، كانت القطاعات الخدمية بوزارة الداخلية تعمل كما هي.. تفتح أبوابها للمواطنين ليل نهار، وكان من بينها إدارة الحماية المدنية التي تلقت بلاغًا بنشوب حريق بعقار بمدينة الحرفيين بمنطقة السلام.

لم يتهاون رجال الحماية المدنية وقتها، وتعاملوا مع البلاغ بمنتهى الجدية، وبسرعة شديدة.. انطلقوا نحو مكان البلاغ.. وبعد وقت قصير كان أمامهم المشهد.

عقار قديم، مكون من 11 طابق، تلتهمه النار.. الحسابات تقول إنه لا يحتمل دفع المياه، وإنه قد يسقط أثناء محاولة إخماد الحريق.. لكن نداء الواجب كان أغلى على رجال الإطفاء من أنفسهم، وانقضوا سريعًا نحوه، وبعد محاولات وجهد كبير، قطعوا شوطًا كبيرًا في مهمتهم للسيطرة على الحريق.. لكن حدثت الكارثة!.

لم تحتمل الجدران القديمة، سخونة النيران، ودفع المياه.. وانهارت.. كان وقتها 5 رجال إطفاء بداخله.. كلهم أصبحوا في تحت أنقاض الـ 11 طابقًا.

''الداخلية بلطجية''.. هتافات كانت تشهدها ميادين مصر.. تزامنت معها صرخات الأهالي وزملاء الضحايا، حزنًا على الشرطة!.

محاولات استمرت لساعات في رفع الأنقاض.. لكنها انتهت بمشاهد مؤلمة.. انتشل رجال الدفاع المدني، زملاؤهم جثثًا.

''أمين شرطة أحمد عبد الحميد مصطفى، مساعد شرطة عبد الحكيم عبد الوهاب إبراهيم، عريف أحمد الصاوي أحمد، عريف أشرف شعبان علي، جندي2 حسين علي عبد الله فرج''.. أسماء سجلهم المحضر رقم 1010 إداري السلام لسنة 2011.. أُحيل للنيابة التي أمرت بدفن الضحايا، فشارك زملائهم في الوداع.. وعادوا مرة أخرى إلى عملهم بالحماية المدنية في القاهرة، وكانت المظاهرات مازالت تهتف.. ''الداخلية بلطجية''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: