إعلان

منفذا هجومي أورلاندو ونيس كان لهما تاريخ من العنف الأسري

12:04 م السبت 23 يوليو 2016

صورة حديثة لعمر متين الذي كان يعمل حارس أمن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(بي بي سي):

في أعقاب عمليات القتل الجماعي التي وقعت مؤخرا ونفذها مهاجمان منفردان في أورلاندو بالولايات المتحدة ونيس بفرنسا، ظهر المزيد من التفاصيل عن تاريخ كلا المهاجمين وهويتهما.

كلا المهاجمين كان لديه سجل من أعمال العنف الأسري والاكتئاب وشكوك حول هويتهما الجنسية.

محمد لحويج بوهلال كان طالبا في الهندسة ارتكب جرائم بسيطة

وفي الوقت الذي يواصل فيه تنظيم الدولة الإسلامية تبنيه للهجمات على الغرب، فإنه قد روج أيضا لمجموعة من سياسات الهوية والقواعد المتعلقة بالنوع.

هذه الرسالة لا تتعلق كثيرا بتمكين الأشخاص من خلال الدين، لكنها تتعلق بجذب أشخاص مضطربين ومهددين بحاجة نفسية للسيطرة وإجابات بسيطة.

"إرهاب حميم"

وكشفت بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "اف بي آي" عن عمليات إطلاق النار الجماعي بين عامي 2009 و2015 أن 57% من ضحايا هذه الهجمات كانوا أزواجا سابقين أو من أفراد العائلة.

وأوضحت البيانات أن 16 في المئة من منفذي هذه الهجمات الجماعية واجهوا اتهامات بالتورط في عنف أسري.

يشار إلى العنف الأسري أحيانا بمصطلح "الإرهاب الحميم" ويُعرف بأنه "استخدام الإيذاء البدني بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الأساليب التي تهدف إلى تحقيق السيطرة على الشخص الآخر في العلاقة ومواصلة هذه السيطرة عليه".

وكلا المهاجمين اللذين نفذا هجومي أورلاندو ونيس وكذلك الشخص الذي فجر ماراثون بوسطن بأمريكا وعدد من المهاجمين المنفردين البارزين الآخرين جميعهم كان لديه سجلات من "الإرهاب الحميم" قبل فترة طويلة من تنفيذ هجماتهم الأوسع نطاقا.

والد مهاجم نيس محمد لحويج يقول إن ابنه كان يعاني من انهيار عصبي

كان لدى عمر متين، منفذ هجوم أورلاندو الذي قتل فيه 49 شخصا وجرح فيه 53 آخرين في نادي ليلي للمثليين، تاريخ من سوء المعاملة للآخرين.

وحينما كان متين في السنة الثالثة من المرحلة الابتدائية (ثمان سنوات)، اشتكى المدرسون من تجاوزات لفظية وجسدية من جانب متين بحق طلاب آخرين، وبعضها كانت عنيفة وذات طبيعة جنسية أحيانا.

استمرت هذه النزعات لإساءة معاملة الآخرين حتى مرحلة الزواج. وتحدثت زوجة متين الأولى وتدعى سيتورا يوسفي بشكل صريح عن تعرضها للإيذاء البدني والنفسي على يد زوجها والذي شمل الضرب المستمر والسيطرة على أموالها والعزلة عن الأصدقاء والعائلة.

وكان لدى محمد لحويج بوهلال، منفذ هجوم نيس الذي قتل فيه 84 شخصا وجرح فيه أكثر من 300 آخرين في 14 يوليو الجاري، تاريخ من العنف الأسري أيضا.

وكان لحويج معروفا للسلطات باعتداءه على زوجته وسوء معاملتها. وفي أعقاب هجوم نيس، وصف أقارب لحويج بأنه كان مكتئبا ومضطربا وعدوانيا على نحو متزايد بعد أن تركته زوجته قبل عامين.

وذكرت عائلته أيضا أنه كان يزور أطباء نفسيين في تونس قبل أن يغادرها إلى فرنسا عام 2005. وعانت الأسرة من نوبات غضب كان يلجأ خلالها لحويج إلى الصراخ وتحطيم الأشياء.

لا يجب في كل الأحيان تصنيف الأشخاص الذين يرتكبون أعمال عنف أسري بأنهم إرهابيون محتملون مشتبه بهم.

لكنه ليس من المثير للدهشة، بالنظر إلى مواصفات المتورطين في أعمال العنف الأسري، بأن أولئك الذين لديهم القدرة على تبرير العنف ضد أقرب الناس إليهم يمكنهم أن يعتبروا نزعات العنف العنيفة الأخرى أمرا طبيعيا.

هوية النوع والميول الجنسية

هناك أيضا إشارات إلى أن عمر متين ومحمد لحويج بوهلال كانت لديهما ميول مثلية أو ازدواجية جنسية.

ورغم أن "اف بي آي" أعلن بأنه لا يوجد دليل مادي على الميول المثلية لمتين، فإن العديد من شهود العيان ذكروا بأنه كان يزور أندية ليلية للمثليين منذ فترة طويلة بصورة تجاوز ما يمكن اعتباره من باب "المراقبة".

160722135945_orlando_nice_attackers_feature_640x360_bbc_nocredit

وأفادت تقارير بأنه استخدم موقع "جاكد" لمواعدة المثليين وطلب من أحد أصدقائه المثليين الخروج معه في أحد الأيام.

وفي المقابل، تشير تسجيلات على الهاتف المحمول لمحمد لحويج إلى وجود ميول للازدواجية الجنسية بشكل أكثر وضوحا، وأنه كان يستخدم مواقع لمواعدة رجال ونساء على حد سواء وتخزين مجموعة من الصور والفيديوهات لرجال ونساء مارس معهم الجنس مؤخرا.

وعلى ما يبدو فإن تاريخ الرجلين من الاكتئاب والعنف الأسري وهويتهما الجنسية الخفية تتناقض مع النهج الرجولي الصارم لأيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية المعادية للمثليين جنسيا. لكن هذه الفلسفة بالضبط هي التي ينجذب إليها الأفراد المهمشون والضعفاء.

تقدم التنظيمات المتطرفة العنيفة والإرهابية، من جماعات النازية الجديدة إلى شبكات المتطرفين الإسلاميين، تبريرا أيديولوجيا لإخضاعهم المرأة وإساءة معاملتها.

توفر هذه الشبكات أيضا قاعدة ليس فقط للإساءة المنهجية للنساء، بل لكل هؤلاء الذين لا يقبلون بتفسيراتها الصارمة لقواعد النوع.

محمد لحويج بهلول كان لديه تاريخ من العنف الأسري وهوية خفية للازدواجية الجنسية

وفي إطار هذا التفسير المنغلق والأصولي للعالم، فإن كل هذا الخلط والفارق البسيط للهوية والميول الجنسية والانتماء يجري تبسيطه في بناء من الخير والشر، والصواب والخطأ.

تسمح هذه الرواية للأشخاص الذين يشعرون بالإحباط والاكتئاب والاضطراب والتهميش بأن يشعروا بقدرتهم على السيطرة على أنفسهم وتمنحهم دافعا لتحقيق هدف أسمى على ما يبدو.

وبالنسبة لأولئك الذين يشككون في هويتهم أو يشعرون بوجود تنافر مع ميولهم الجنسية، فإن تنظيم الدولة الإسلامية يظهر لهم على ما يبدو طريقا واضحا للتمسك بأدوار الجنسين.

وبالنسبة للأشخاص الذين يتبنون بالفعل فلسفة تمييز عامة ونزعات عنيفة، فإن هذه التنظيمات المتطرفة تحتضن هذه الميول العنيفة بل وتمجدها.

تشجع هذه التنظيمات على توسيع هذه النزعات باتجاه ارتكاب هجمات جماعية ضد أولئك الذين تعتبرهم "شرا".

لكن في حالة مرتكبي الهجمات بشكل منفرد أو ما يطلق عليها "هجمات الذئب المنفردة"، فإن هذه الإشادة وهذا التشجيع يأتي في الغالب من بعيد دون وجود اتصال مركزي أو أي اتصال على الإطلاق.

يستفيد تنظيم الدولة الإسلامية من إلقاء اللائمة عليه في زيادة النزعات العنيفة والمتطرفة للأشخاص المضطربين، إذ أن ذلك يساعد في دعم تكتيكات الحرب غير المتماثلة لهذا التنظيم في الخارج في الوقت الذي يخسر فيه مقاتلين وأراض في سوريا والعراق.

دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتعزيز الهجمات ضد تنظيم الدولة في الخارج، لكن ذلك لن يكون له تأثير يذكر لمنع التهديد لأوروبا.

ووجود نهج متعدد الجوانب لا يشمل فقط تبادل المعلومات بين السلطات المحلية والوطنية لكن أيضا يعزز من قدرات الصحة النفسية ومقدمي الخدمات الاجتماعية هو وحده الكفيل بالحيلولة دون هذه الهجمات المنفردة والتصدي لها.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: