إعلان

اللاجئون السوريون ودروب الآلام والموت

07:31 م الجمعة 28 أغسطس 2015

هناك سيل من اللاجئين السوريين يتدفق على القارة الا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(بي بي سي)

يحمل السوري ما تيسر له من متاع وما بقي لديه من ذكريات جميلة ويترك خلفه وطنه الذي بات نصف سكانه، أي ما يزيد على عشرة ملايين شخص إما مشردا أو لاجئا بعد أن ضاقت به سبل مقاومة الجوع والعوز والسماء التي تمطر موتا.

يترك السوري خلفه أرضه التي باتت أسوأ مكان يمكن أن يعيش فيه الإنسان على وجه الأرض، يبحث عن أية وسيلة تنقله إلى المنافي، عله يجد بعض الأمان والكرامة ومنزلا يأوي إليه مع أطفاله.

يركب السوري الزوارق المطاطية ومراكب الصيد وما تيسر من سبل لينتقل إلى القارة الأوروبية. الموت في عرض البحر يترصده بأية لحظة وهو يعانق أطفاله ويعد الدقائق حتى تطأ قدمه الأرض الأوروبية، فيما يقضي العديد منهم نحبه ويلتهمه البحر وينتهي حلمه بالموت غرقا بدلا من الموت بصاروخ أو برميل يهبط من السماء في بلده.

وحين يصل إلى أي بلد أوروبي تبدأ مرحلة جديدة من رحلة الآلام، متنقلا من بلد إلى آخر سيرا على الأقدام وهو يحمل أطفاله الصغار إما على ظهره أو يحشرهم بأحضانه إن توفرت له وسيلة أخرى.

وحين يبلغ به الإجهاد والتعب مبلغه، يفترش الأرض في الحدائق والطرقات لعله يستعيد بعض القوة ويلتقط أنفاسه فيهرع إليه أصحاب الضمائر حاملين إليه بعض الماء والطعام وما تيسر من لعب أطفال ليشعرهم أن الإنسانية لم تمت بعد.

لا يهم السوري الفار من الموت وهو يهيم على وجهه ما يدور في أروقة صناع القرار وما تتمخض عنه الاجتماعات وقرارات المجالس والمؤتمرات، لأنه أيقن بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب والدمار ومقتل مئات الآلاف من أبناء بلده، أن لا مكان لأحلامه وأوجاعه وهمومه على طاولات المساومات والصفقات.

في طريقهم إلى بلدان المنفى الأخير افترش سوريون منهكون الحدائق العامة في العاصمة الصربية بلغراد والبعض وجد هناك متسعا من الوقت ليحلق ذقنه بعد أن هرع سكان المدينة إليهم حاملين ما أمكن من مساعدات وقبل كل شي أشعروهم أن هناك أناسا يشعرون بآلامهم ويدركون ماذا يعني الفرار من ويلات الحرب.

السيدة الصربية يلينا ميليتش بادرت باستضافة أسرة في منزلها لمدة يوم ونصف حيث نام الأطفال في أسرة بعد الاستحمام ونشرت صور الأطفال والأسرة السورية على صفحتها على الفيسبوك فانتشرت الصور على نطاق واسع وهرع المزيد من الناس إلى مد يد العون للنازحين المنتشرين في محطات وحدائق المدينة.

تقول يلينا "إن تناول الطعام مع هؤلاء الناس وقضاء الوقت والتحدث إليهم هو ما يحتاجونه، هذا ما يعطيهم إحساسا بالكرامة الإنسانية".

وتضيف "حالما يصل اللاجئون إلى وجهتهم النهائية يبعثون لنا رسائل شكر وهذا لا يقدر بثمن بالنسبة إلينا".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: