إعلان

ذكرى هجمات 7/7 العاشرة: هل بريطانيا أكثر أمنا؟

08:25 م الثلاثاء 07 يوليه 2015

ذكري هجمات 7/7

لندن (بي بي سي)

بعد مرور 10 سنوات على مقتل 52 شخصاً وإصابة العشرات في لندن جراء سلسلة من الهجمات التي استهدفت القطارات والحافلات في المدينة. اليوم، وبعد مرور عقد مضى من الزمن، هل نحن أكثر أمناً مما كنا عليه؟

الجواب: نعم و لا.

فمنذ التفجيرات التي ضربت لندن، أجريت تحسينات هائلة في طريقة عمل الشرطة وقوات الأمن وزعماء الجاليات وعامة الناس في مواجهة التهديدات المتمثلة بالإرهاب الدولي.

وتعتقد السلطات البريطانية أنه من الصعب على الإرهابيين تنفيذ اعتداءات في وقتنا هذا كتلك التي نفذوها في 7/7 من دون أن يكشف أمرهم. إلا أن هذه التهديدات الإرهابية أضحت اليوم أكثر تنوعاً ومن الصعب إيقافها أو منعها.

وفيما يلي لائحة مبسطة تظهر لنا إن كنا نحن في بريطانيا في مأمن أو لا من اعتداءات إرهابية.

تحسينات أمنية

ضاعف جهاز الأمن البريطاني الداخلي (MI5) عدد موظفيه ليصل إلى 4 الآف موظف خلال العشر سنوات الماضية. وعمل الجهاز الأمني على اختيار موظفيه من مختلف الأقليات والطبقات الاجتماعية والأديان ومن الأماكن التي يمكن أن تنمو فيها هذه التهديدات وتزدهر.

ويعمل جهاز MI5 بشكل مقرب مع خدمة الاستخبارات السرية وجهاز رئاسة الاتصالات الحكومية البريطانية "GCHQ" لاستخدام المعلومات الاستخباراتية المتوفرة من جواسيس منتشرين في أصقاع العالم وتعقب الاتصالات من أجل وضع اليد على المخططات الإرهابية وهي في مراحلها الأولى.

ووجهت العديد من الانتقادات والاتهامات إلى الحكومة البريطانية بسبب الكم الهائل من المراقبة للأفراد والتضييق على حريات الأفراد.

ويرى رافاليو باتوتشي، الخبير في الفكر الجهادي وصاحب كتاب "نحب الموت، كما تحبون الحياة" أنه بعد متابعته لسير عمل الشرطة وجهاز الأمن البريطاني خلال اعتداءات 7/7 وجريمة قتل لي ريغبي في ووليتش في 2013"، فإن عمليتين ناجحتين قد نفذتا خلال الـ 15 عاماً، الأمر الذي يعتبر نسبة جيدة".

وأضاف باتوتشي أنه: "لا بد من الإشارة إلى أننا نتعامل مع تهديد متحرك ومتمحور، يصعب في بعض الأحيان على الأجهزة الأمنية وضع يدها عليه".

الدور السوري

يعتقد أن متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" يشجعون الجهاديين البريطانيين العائدين إلى بلادهم على تنفيذ اعتداءات.

وأخفق أغلبية أعضاء الحكومة البريطانية بتقدير الخطر الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية" في مقره في سوريا.

وقدرت آخر الاحصاءات، أن عدد المقاتلين الأجانب الذين انضموا للقتال إلى جانب تنظيم "الدولة الاسلامية" أو العيش في كنفه، قد يصل إلى 20 الف مقاتل، وهذا العدد اعلى بكثير من الذين سافروا إلى أفغانستان لتلقي التدريبات في مخيمات تنظيم "القاعدة".

وأشارت التقديرات الرسمية إلى أن عدد البريطانيين الذين انضموا للتنظيم في سوريا هم 700 شخص، وقد عاد نصفهم إلى بريطانيا، ومن المرجح، أن تكون التقديرات أعلى من ذلك بكثير.

وليس كل بريطاني عائد من سوريا، بحاجة إلى أن يكون تحت المراقبة، فالبعض منهم يعاني من خيبة الأمل والبعض الآخر مصدوم وبحاجة إلى جلسات علاج نفسي.

ويعتقد مسؤولو مكافحة الإرهاب في بريطانيا أن قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" يبذلون جهود مكثفة في سوريا لإقناع البريطانيين بتنفيذ اعتداءات في المملكة المتحدة، وفي بعض الأحيان، يحض اتباعه الذين لم يسافروا إلى سوريا على تنفيذ هذه الاعتداءات.

وقال أمين دين، وهو عضو سابق في تنظيم "القاعدة" ويعمل اليوم مستشاراً في شؤون الشرق الأوسط إنه "منذ اعتداءات 7/7، أضحى العديد من الأماكن مصدراً محتملاً للتهديد".

وأضاف "يمكن أن تكون اليمن، أو شمال افريقيا أو الصومال وفي الفترة الأخيرة سوريا والعراق إحدى هذه المصادر، إذ أنه يمكن أن يكون هناك جماعات ومنظمات متعددة تخطط لتنفيذ اعتداءات".

تعدد طرق الاعتداءات

وتتخوف السلطات البريطانية من تنفيذ اعتداءات مشابهة لتلك التي نفذت في تونس وأطلق عليها اسم هجمات "الذئب الوحيد".

ولطالما اتسمت عمليات تنظيم "القاعدة" بأنها ضخمة ومنسقة كما أن اعتداءاتها منظمة مثل التفجيرات الانتحارية في 7/7 و9/11 وتفجيرات مدريد وبالي تعد أمثلة على ذلك، كما أن تخطيط تفجير الطائرة في عام 2006 انضم لهذه اللائحة لولا افشال هذه العملية.

ولا يزال هناك جهاديون في اليمن وسوريا وباكستان يخططون لتنفيذ اعتداءات في الدول الغربية ولعل اولى هذه الدول: بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والدانمارك.

ومن أكثر التهديدات التي تتخوف منها بريطانيا، الاعتداء على مجموعة من المواطنين العزل في مركز تجاري مزدحم من قبل مجموعة من الاشخاص المدججين بالسلاح، إلا أنه من الصعب جداً الحصول على اسلحة اوتوماتيكية في بريطانيا مقارنة بالدول في قارات أخرى، إلا أن الوضع يمكن أن يتغير.

وتقول MI5 إن " نحو 2000 - 3000 شخص "تحت المراقبة" وهم أشخاص يعرف عنهم تبنيهم لآراء متشددة أو على علاقة مع متشددين، إلا أنهم لم يرتكبوا أي جرم قانوني".

ويصبح دور جهاز الأمن البريطاني الداخلي أكثر تحدياً عندماً يقوم شخص يحمل أفكاراً متطرفة بقتل الجندي لي ريغبي في منطقة ووليتش.

ويفرق جهاز الأمن البريطاني بين من هم "تحت المراقبة" ومن هم "تحت المجهر"، إلا أن مراقبة هذا الكم الهائل من الأشخاص طوال الوقت، سيتطلب منظومة استخباراتية شبيهة بتلك التي كان معمولاً بها في المانيا الشرقية سابقاً.

ونوه ايمن دين إلى أن "احباط المخططات الارهابية الآن، أضحى أصعب بكثير من قبل، لأن تحركاتهم المتمركزة في المدينة والتي كان يخطط لها في السابق في بقاع العالم، أضحت تنفذ من قبل "ذئاب وحيدة"، وليس لهم علاقة مع غيرها من الخلايا الأخرى".

"التشفير"

في عام 2005، كان الارهابيون يتواصلون مع بعضهم بواسطة الرسائل الالكترونية والأجهزة الخليوية.

أما اليوم، فتعددت الاختيارات وتنوعت بين الرسائل المشفرة في الألعاب الالكترونية على الانترنت.

ولدى جهاز رئاسة الاتصالات الحكومية البريطانية "GCHQ" سلطات فعالة لوضع يدها على مثل هذه المحادثات إبان تحضيرها إلا انه يجب عليه معرفة ما الذي يبحثون عنه.

وقال أحد الخبراء إن "الأمر شبيهة بالبحث عن إبرة في كيس من القش، أو البحث عن نوع من الإبر في كيس من الإبر".

وفي بعض الأحيان، قد يكون الأمر مجرد تنبيه خاطئ أيضاً.

مستوى التهديد

يعتبر مستوى التهديد في بريطانيا الآن "خطيرا جداً".

وهذا يعني رسمياً ، أن الاعتداءات الارهابية "محتملة جداً " في البلاد، وقد ينفذها جهادي واحد يحمل معه سكيناً حادة في إحدى الشوارع الرئيسية في البلاد، أو يكون اعتداءاً مشابهاً للاعتداءات 7/7 .

وترتكز هذه المعلومات على اخبار استخباراتية من JTAC ، من المركز التحليلي الثنائي للإرهاب، إلا أنه ليس صحيحاً مئة في المئة.

واستطاع جهاز MI5 توقيف عدد كبير من الأشخاص منذ اعتداءات7/7 في لندن.

ومع أن بريطانيا، لديها وجود عسكري بسيط جداً في العراق وأفغانستان كان أحد الاسباب لشن الجهاديين هذه الاعتداءات منذ عقد تقريباً، إلا أن درجة التهديد بارتكاب مثل هذه الاعتداءات تضاعفت.

إلى متى يمكن أن تستمر هذه التهديدات؟

يقول الجهادي السابق ايمن دين إن "التهديدات بشن اعتداءات ارهابية موجودة منذ جيل تقريباً"، مضيفاً " ليس هناك أي سبب ألا تستمر هذه التهديدات لجيل آخر أو جيلين".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: