إعلان

كاتبة مصرية تحرم تعدد الزوجات والكتاب والسٌنة يحسمان الأمر

04:15 م الثلاثاء 14 نوفمبر 2017

كاتبة مصرية تحرم تعدد الزوجات والكتاب والسٌنة يحسم

كتب - محمد قادوس:

صرحت الكاتبة المصرية فريدة الشوباشي فى أحد الصحف المصرية بأن تعدد الزوجات حرام شرعا، فقالت: "أنا ضد التعدد، وكل الظلم والافتراء الذي يقُال على كتاب الله، فقال الله تعالى فى سورة النساء فى العديد من الأيات منها: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَة}.. [الآية 3] ويقول أيضًا: {وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ}.. [الآية 129]، وأنا رأيي أن تعدد الزوجات "ربنا حرمه، فالرجل إنسان والست إنسانة فطالما الرجل ينفع ينام مع اثنين فالست تنفع تنام أيضا مع اثنين".

فلا يجب الإستقطاع من آيات الكتاب الكريم لما يتناسب مع الأهواء والمعتقدات الشخصية، فهذا كلام الله الذى قام على تفسيره العديد من العلماء الأجلاء والذين بذلوا الكثير من الجهد والوقت فى فهم وشرح كلام الله حسب مراد الله.

فتعريف الزواج فى الشريعة الإسلامية هو أن يتمّ من خلال عقد شرعيّ بشروط وكيفيّة معينتين، وبموجبه يحلّ استمتاع كلّ من الزّوجيّن بالآخر بالمودة والرحمة، وذلك ما ذكره الحديث الشريف: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنِّساء خيرًا؛ فإنّهن عوان عندكم، استحللتم فروجهنّ بكلمة الله".. [روى البخاري ومسلم].

نستعرض من خلال السطور التالية الرد على ما قالته الشوباشي على تحريم تعدد الزوجات بالدليل من الكتاب والسنه:

- قال تعالى في كتابه العزيز: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}.. [النساء : 3].

وما رواه البخاري في صحيحه بسنده عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ؛ فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الرَّوْحَاءِ حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَفِيَّةَ ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ".

فهذا نص في إباحة التعدد فقد أفادت الآية الكريمة إباحته، فللرجل في شريعة الإسلام أن يتزوج واحدة أو اثنتين أو ثلاثاً أو أربعاً، بأن يكون له في وقت واحد هذا العدد من الزوجات، ولا يجوز له الزيادة على الأربع، وبهذا قال المفسرون والفقهاء، وأجمع عليه المسلمون ولا خلاف فيه.

تعدد الزوجات:

جعل الله تعالى الزواج سكناً للزوجين وأمناً ورحمةً، وقد أباح الإسلام الزواج بأكثر من زوجة مراعاةً لمصلحة كل من الرجال والنساء على حد سواء، ويعرف تعدد الزوجات بأنه الجمع بين أكثر من زوجة بما لا يزيد عن أربع زوجات في وقت واحد.

ولقد جاء الإسلام السمح بالتشريعات المنظمة للسلوك الإنساني الصالح لكل العصور والمجتمعات فوجد فيها عادات اجتماعية وأعراف قد استقرت؛ فأقر منها ما يوفقه وألغى منها ما يناقضه وهذب غيرها لتنسجم مع أحكامه وأهدافه، وكان تعدد الزوجات من العادات المستقرة التي هذبها الإسلام وجعلها أمراً مباحاً وفق ضوابط وشروط محدده فهو لم يأمر بها بإطلاق ولم ينهى عنها بإطلاق.

أسباب تعدد الزوجات:

لتعدد الزوجات أسباب خاصة وذلك عندما لا يكتفي الرجل بزوجة واحده لتمتعه بقدرة عالية على المعاشرة ويخشى على نفسه من الوقوع في الزنا، وكذلك كراهية الرجل للمرأة بسبب النزاعات والمشاكل المستمرة التى يستحيل معها العشرة.

كما يمكن فى حالة أخرى وهى تعرض الزوجة لمرض شديد يمنعها من أداء واجباتها الأسرية وتربية الأطفال أو إصابتها بتشوهات بالمظهر ويكره الزوج طلاقها وفاءً، وكذلك يباح التعدد للزوج فى حالة كون المرأة عقيما؛ ورغبة الرجل في الانجاب، فالإنجاب غاية رئيسية من غايات الزواج فزواجه من زوجه أخرى قد يحقق له رغباته وفي نفس الوقت يراعى فيها زوجته الاولى ويضمن لها كرامتها وحقوقها.

ومن حكمه تعدد الزوجات أسباب عامّة تكثير النسل، فمن سنن الله سبحانه وتعالى في الكون أنْ جعل التّكاثر في الأرض سنة لإعمارها، وعبادة الله وحده لا شريك له من خلال سبيل واحد هو الزّواج الشّرعيّ بالكيفيّة التي أمر الله بها في جميع الشّرائع السّماويّة.

فيديو قد يعجبك: