إعلان

من وصايا النبي: إحفظ الله يحفظك

10:58 م الإثنين 23 فبراير 2015

من وصايا النبي: إحفظ الله يحفظك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوَّه :

إرساء قيم الإيمان وحفظ حرمات الله وحقوقه في قلوب الصغار قبل الكبار من الأمور التي حرص عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأنها من لوازم الإيمان، فنجد في أحاديث معلم البشرية صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله مثال حي على هذه التنشئة الإسلامية الفريدة للأجيال المؤمنة في عهد النبوة، بما يحتويه هذا المثال على وصايا عظيمة، وقواعد مهمة، لا غنى للمسلم عنها صغير كان أو كبير .

وفي وصية طويلة جاءت في حديث رواه عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: كنت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فقال: "يا غلام، إني أُعلِّمك كلمات: احفظ الله يحفظْك".

وكانت هذه هي أولى الوصايا التي احتواها هذا الحديث الشريف لسيدنا عبدالله بن عباس حيث كان لا يزال غلامًا صغيرًا، وهي وصية جامعة ترشد المؤمن بأن يراعي حقوق الله تعالى، ويلتزم بأوامره، ويقف عند حدود الله فلا يتعداها، ويراقب الله فيمنع جوارحه من استخدامها في غير ما خلقت له، فإذا قام بذلك كان الجزاء من جنس العمل، مصداقًا لما أخبرنا الله تعالى في كتابه حيث قال:{هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}..[الرحمن:60]، وقوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}..[البقرة : 40].

وحفظ الله للعبد يدخل فيه نوعان من الحفظ أحدهما: حفظ الله للعبد في دنيه وإيمانه بحفظه من الشبهات المضلة ومن الشهوات المحرمة بالحيلولة بينه وبين ما يفسد عليه دينه، كما قال سبحانه: {كَذٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوء وَٱلْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُخْلَصِينَ}...

أما النوع الثاني من حفظ الله لعباده المخلصين حفظٌ له في مصالح دنياه، كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله، قال جل وعلا: {لَهُ مُعَقّبَـٰتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ}، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الملائكة يحفظونه بأمر الله، فإذا جاء القدر خلوا عنه".

وقد أكد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه المعاني في وصيته، فقال: "إحفظ الله تجده تجاهك"، فمن حفظ حدود الله ورعى حقوقه أحاطه الله بحفظه، ومَنَّ عليه بتوفيقه وتسديده، وعاد عليه بتأييده وإعانته، يقول تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}.

فاحفظوا الله يحفظكم وتكونوا في حصنه المصون في الدنيا والآخرة ويكن لكم في أموركم كلها، فمن يتقي الله فهو حسبه، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب.

 

اشترك في خدمة مصراوي للرسائل الدينية القصيرة.. للاشتراك ... أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: