إعلان

على مائدة سيد المرسلين

01:56 م الإثنين 26 يناير 2015

على مائدة سيد المرسلين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوَّه :

تعمر موائدنا بفضل الله تعالى ألوانًا شتى من الطعام والشراب، مع ذلك قد يمتعض أحدنا لأنه لم يجد صنفًا معينًا على مائدة طعامه رغم وجود أصناف أخرى لا يجد نصفها الفقراء الذين يتضورون جوعًا.

فدعونا لنجلس سويًا على مائدة سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لنرى كيف كان طعامه، وكيف كان يتناوله.

لم يكن رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم مولعًا بالطعام والشراب، ولم يكن تناوله الطعام لدى عملية عضوية بحتة، بل كان تحقيقًا للطبيعة البشرية، ولكي يتقوى على عبادة الله ونشر رسالة الإسلام.

ولم تكن مائدة الحبيب صلوات لله وسلامه عليه تحوي الكثير من أصناف الطعام والشراب، بل كان طعامه متواضعًا جدًا، يأخذ منه ما هو ضروري وما يحتاج إليه فقط، ولا يملأ بطنه إلا بقدر حاجته للطعام، وهو ما حثنا عليه بأن نقلل من الطعام والشراب ما لم يكن لحاجة فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "ما ملأ ابنُ ءادمَ وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدمَ لقيماتٍ يُقمنَ صلبه فإن كانَ لا بد فاعلاً فثُلُثٌ لطعامه وثُلُثٌ لشرابه وثُلُثٌ لنفسه".

ومن زهده وآدابه عليه الصلاة والسلام وعلى آله كان لا يرد طعامًا أبدًا مهما كان هذا الطعام، فإن اشتهاه أكله، وإن لم يشتهه اكتفى بأن يتركه دون أن يتكلم عنه أو يرفضه، فلم يكن يعيب طعامًا أبدًا، بل حتى لم يكن يقول إن هذا الطعام حار، أو هذا مالح، وفي هذا يقول سيدنا أبو هريرة: "ما عاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم طعامًا قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه".

وتقول أمنا عائشة رضي الله عنها: "ما شبع آل محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم مُنذُ قدم المدينة من طعام البُر – يعني القمح - ثلاث ليال تباعًا حتى قُبض"، وقالت: " توفي النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم حين شبعنا من الأسودين التمر والماء".

وتحكي بنت عمه أم هانئ فتقول: "دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أعندك شيء؟ فقلت: لا، إلا خبز يابس وخلّ، فقال: هات، ما أَقْفَر بيتٌ من أُدْم فيه خَلّ".

ولم ينس النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يرسي جملة من الآداب والذوق لمن يجلس على المائدة ليأكل، فقد كان عليه الصلاة والسلام وعلى آله منظومة فريدة في الذوق والآداب وكان يعلمها الصغير والكبير من أمته تعليمًا دقيقًا، فيقول لغلام ربيب له - ابن زوجته أم سلمة - هو عمر بن أبي سلمة: "يا غلام! سَمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك"، إنه يعلمه هنا منذ صغره أن يذكر اسم الله قبل أن يتناول طعامه، فيبدأ ببسم الله، ثم يؤكد عليه أن يأكل بيمينه، وأن يأكل مما يليه فلا يتعدى على طعام غيره، ولا يمد يده إلى آخر الإناء.

كما كان ينهى عن التصرفات الغير لائقة والتي تدل عن قلة الذوق أثناء تناول الطعام مثل التجشأ بصوت مرتفع، والنفخ في الطعام والشراب، فقد تجشأ رجل بحضرته صلى الله عليه وآله وسلم فنهاه، وقال له: "كُفَّ عنا جشاءك"، كما نهى عن النفخ في الطعام والشراب، وأمر أن يتنفس الإنسان خارج الإناء ثلاثًا إذا أراد أن يشرب، وأن يشرب على ثلاث مرات، ونهى أن يشرب المرء من فم القربة أو الزجاجة حتى لا ينقل مرض أو عدوى إلى غيره.

فيديو قد يعجبك: