إعلان

مستشار المفتي يوضح الفرق بين "القنوت والقنوط"

04:37 م الأربعاء 29 يوليو 2015

الدكتور مجدي عاشور - المستشار العلمي لمفتي الجمهور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

قال الدكتور مجدي عاشور - المستشار العلمي لمفتي الجمهورية - إن بين كلمتي «القنوتُ» «القنوط» تضادًا في المعنى، فالقنوت يحمل معنى الرجاء، والقنوط دائرٌ معناه على اليأس أو أشدِّ اليأس.

وأضاف د. عاشور خلال لقائه ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على فضائية "الناس": مصدرٌ من الفعل الثلاثي اللازم "قنتَ"، وتأتي في اللغة على عدّةٍ معانٍ، منها الدُّعَاء وَالْقِيَام، والخشوع وَالصَّلَاة، والخضوع وَالسُّكُوت، وَإِقَامَة الطَّاعَة، واستشهد بحديث أنسٍ رضي الله عنه "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا يَلْعَنُ رِعْلاً وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ"، متفق عليه، والمعنى يدعو عليهم في صلاته، وحديث جابرٍ رضي الله عنه مرفوعاً "أَفْضَل الصَّلَاة طُول الْقُنُوت" أخرجه مسلمٌ، والمعنى: طول القيام على ما ذكره النووي، أو طول الدعاء على ما رجَّحه غيرهُ.

وذكر القنوت في القرآن الكريم في عدة مواضع كلُّها تدور على المعاني السابقة، منها قوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}.. [آل عمران : 43]، أي: أطيعي ربكِ، أو داومي على طاعة ربِّكِ، وكذلك قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا}.. [الأحزاب : 31]، وأوضح مستشار المفتي أن قوله جلَّ وعلا: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}.. [البقرة : 116]، المعنى: خاضعون له، مسخَّرون تحت تدبيره، وقوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}.. [البقرة : 238]، أي خاشعين أو ساكتين لا تتكلموا في صلاتكم، مضيفًا: "فكل المعاني التي تكور عليها كلمة "القنوت" هي معاني خيرٍ مطلوبةٌ منا بنص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة"، وأفاد بأن "القنوط" فيدور معناه في اللغة على اليأس، أو شدةِ اليأس، وانقطاع الأمل عن الخروج من الحالة التي يكون الانسان عليها، ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: "وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ" متفقٌ عليه، والمعنى ما يئس الكافر رحمة الله تعالى فأقبل عليه تائباً لينال الجنة.

وجاء في قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.. [الزمر : 53]، معناها: يا محمد قل للعصاة من عبادي الذين تمادَوا في الذنوب وأسرفوا على أنفسهم باقتراف كلِّ ما دعتهم إليه شهواتهم: لا تَيْأسوا من رحمة الله؛ فإن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده الرحيم بهم الذي يرحم ضعفهم واستكانتهم، وتابع: وكذلك قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}.. [الشورى : 28]، أي من بعد ما اشتدَّ يأسهم من نزوله.

فيديو قد يعجبك: