إعلان

مفتي الجمهورية : دار الإفتاء على مدار تاريخها لم تكن تابعة لضغوطات معينة

10:13 م الأحد 31 أغسطس 2014

z8

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أكد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن فتاوى دار الإفتاء المصرية تعبر عن المجتمع المصري والحراك الذي يحدث فيه على جميع المستويات، كما أن دار الإفتاء على مدار تاريخها لم تكن تابعة لضغوطات معينة، وأن ما يصدر عن دار الإفتاء صادر عنها بصفة مستقلة تماما فهي ترجمة لواقع المجتمع المصري والإسلامي، لأنها تستقبل تساؤلات الناس ليس من داخل مصر فقط، ولكن من مختلف بلدان العالم وبلغات مختلفة، وهو ما يؤكد مكانة الدار وثقة الناس فيها في مصر والعالم أجمع.

وأضاف فضيلة المفتي - في تصريحات صحفية نقلها بيان لدار الإفتاء اليوم الأحد - أن "وظيفة المفتي تتعلق في الأساس ببيان الحكم الشرعي، ويعاونه في ذلك العديد من الإدارات داخل دار الإفتاء التي أصبحت مؤسسة علمية إفتائية بحثية تتبع المنهج الوسطي الأزهري الرصين في كيفية إسقاط الحكم الشرعي من حيث إدراك الواقع وتكييفه مع النصوص الشرعية المتعلقة بها، وهو ما يربط النص بالواقع ويجعله متفاعلا معه".

وأشار إلي أن دار الإفتاء تستقبل ما يزيد على 1500 فتوى يوميا عبر إداراتها المختلف، ومنها إدارة الفتوى الشفوية، وإدارة الفتوى الإلكترونية التي تستقبل الأسئلة عبر الموقع الإلكتروني للدار، وكذلك إدارة الفتوى الهاتفية التي تستقبل اتصالات المستفتين وترد عليها.

وحول الفتاوى التي يوليها فضيلة المفتي اهتماما وينظرها بنفسه، أوضح أنه ينظر الفتاوى ذات الأهمية والخصوصية الكبرى بالتعاون مع لجنة علمية مشكلة من علماء دار الإفتاء، حيث أنها تحتاج إلى دراسة متأنية ومناقشات عديدة حتى يتم إصدار الرأي الشرعي فيها.

وعن انتخاب مفتي الجمهورية أو تعيينه، قال فضيلة المفتي إنه "في الحالتين يجب أن يتم اختيار الكفء لهذا المنصب الشريف"، مؤكدا أن جميع من تولوا منصب الإفتاء في مصر قامات علمية كبيرة.

كما رأى أن على المفتي وعالم الدين بصفة عامة ألا ينتمي لحزب سياسي أو يتحزب لفئة معينة وألا يرجح حزبا على آخر حتى لا يشعر أحد بأن مؤسسة الإفتاء تميل إلى جهة دون أخرى، لكن يمكن أن يتدخل المفتي في الشأن العام لرعاية شئون الأمة إذا ما كان هناك اعوجاج في منظومة الأخلاق.

وحول دعوة الإفتاء للمشاركة في الاستحقاق الديمقراطية، أكد مفتي الجمهورية أن هناك فرقا بين أن نقول "انزل وقل نعم أو لا" وبين أن ننشر ثقافة المشاركة والاستفتاء والاختيار الديمقراطي الحر، ونحن في مرحلة جديدة نحتاج فيها إلى ترتيب البيت، ومنها نشر مثل هذه الثقافة.

ونوه بثقته في وعي الشعب المصري، والتجربة دلت على أن هذا الشعب إذا رأى أن هذا الأمر مفيد فإنهم يقبلون عليه مثلما حدث في الاستفتاء على الدستور الأخير ولذلك خرجوا بكثرة دون توجيه من أحد.

وأشار فضيلته إلى أن دار الإفتاء وغيرها من المؤسسات الدينية في مصر تعمل جميعها تحت مظلة الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، حيث تتعاون فيما بينها في نشر المنهج الوسطي، وهذا ما اتضح خاصة في الفترة الأخيرة في المواقف الموحدة للأزهر والمؤسسات الدينية التابعة له من القضايا الكبرى حيث يتم دراستها بالتعاون سويا.

كما أشار إلى أن دار الإفتاء قامت برصد الشبهات التي تطعن في ثوابت الدين، وقامت بالرد عليها علميا، ولكنها لم تفضل أن تخوض في عراك إعلامي بعيدا عن المنهج العلمي، مؤكدا أن الرد العلمي هو الطريق الأمثل للرد.

وجدد مفتي الجمهورية على ضرورة التأكيد على مبدأ احترام أحكام القضاء، موضحا أن دار الإفتاء تقع عليها مسئولية بيان الحكم الشرعي فقط في أحكام الإعدام عبر أوراق القضية دون النظر إلى شخصية المتهمين، ولا يتطرق إلى ذهن المفتي حينها أدنى علاقة بما يحدث خارج أوراق القضية من حراك إعلامي أو سياسي.


وحول كيفية ضبط الفتوى، أوضح أن ذلك يمكن أن يتم وفق عدة إجراءات أولها أن يكون من يقوم بالإفتاء على قدر كبير من العلم، لأن العلماء اشترطوا شروطًا كثيرة حتى يكون الشخص مؤهلا للإفتاء.

وطالب مفتي الجمهورية المسلمين جميعا ألا يسألوا إلا من هو أهل للإفتاء وذلك عبر المؤسسات الرسمية مثل الأزهر ودار الإفتاء لما لهما من تاريخ طويل وعلم غزير ومصداقية عالية، مشيرا إلى أن دار الإفتاء أنشأت فرعين لها في أسيوط والأسكندرية وتسعى لإنشاء فروع أخرى في مختلف المحافظات.

وأكد أن أجهزة الإعلام عليها مسئولية أخلاقية كبيرة ولابد من وجود ميثاق شرف يضبط هذه المسألة خاصة أنهم في الفترة الأخيرة أظهروا أشخاصا غير مؤهلين للفتوى، مؤكدا أن دار الإفتاء على استعداد تام لظهور علمائها على شاشات الفضائيات لتصحيح المفاهيم والإجابة عن تساؤلات الناس.

المصدر - وكالة أنباء الشرق الأوسط

فيديو قد يعجبك: