إعلان

شيخ الأزهر: الإلحاد تقليد لموضات غربية

12:31 م الإثنين 20 أكتوبر 2014

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف – أن الإلحادَ هو الانحرافُ عن الحقِّ إلى الباطل، وعن الهُدَى إلى الضلال، وعن الاستقامة إلى الاعوجاج، وعن الأديان إلى الشرك والكفر والمادية، قال تعالي: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا}.

وقال فضيلته: إن الإلحاد تقليدٌ لموضاتٍ غربيةٍ، وكثيرٌ من الشباب أصبحَ لا يتورع عن إعلان إلحاده، وبعضُهم يتباهى به، وفى اعترافهم بهذا الهوس إدانةٌ لهم، ودليلٌ على جهلهم بالمعنى الحقيقى لكلمة الإلحاد.

ونفى شيخ الأزهر ما ورد من تصريحات نشرت، أمس، حول الإلحاد، وحذَّرَ فضيلتُه الشبابَ من أن تنطلى عليهم مثل هذه الظواهر الوافدة على أمتنا، مؤكِّداً أنَّ الإلحاد ظاهرةٌ قديمةٌ أُلْبِسَتْ ثوب التفكير العميق والفلسفة والمنهج العلمي، وقد أخذ فى الغرب شكلا مُمَنْهَجاُ ومُنَظَّماً، مضيفاً أنه ظاهرة يُنْفَقُ عليها من بعض الجهات، وأصبحت عمليةً منظَّمةً لتفتيت عضد الأمة الإسلامية.

وأوضح فضيلتُه أنَّ الملحدين لا يعترفون بدينٍ ولا بوجود الله، وليسوا على قدر من الثقافة والعلم والدين والفكر، وإنما هم سطحيُّون فى أفكارهم نظراً لدراساتهم التطبيقية المادية، مشدِّداً على أن الإلحاد مرضٌ يحتاجُ إلى مُعَالجةٍ من خلال الحوارِ مع الشَّبَاب المثقف.

وقال شيخ الأزهر في حديث تليفزيوني بالقناة الأولى والفضائية المصرية: إن ظاهرة الإلحاد دخيلة على المجتمع المصري والعربي، معربًا عن أسفه من إعلان بعض الشاب أنه ملحد أو أنه يترأس جمعية وأن عددهم مليون أو 2 مليون إلى آخر ما سمعناه وقرأناه في وسائل الإعلام وهو شيء مؤسف ومحزن أن يعلن شباب عن نفسه انه ملحد، وذلك لأن الإلحاد هو الانحراف عن الحق إلى الباطل والقرآن الكريم استعمله في 3 مواضع بهذا المعنى فهو اعتراف منه بأنه منحرف عن الحق والطريق المستقيم.

وقال فضيلة الإمام الأكبر: إن الإلحاد، أخذ شكلاً ممنهجًا في الغرب منذ القرن الثامن عشر، وأخذ شكل مذهب فكري ألبس ثوب الفلسفة والتفكير العميق والمنهج العلمي وكأنه مذهب إلحادي وهذا مستمر في الغرب حتى الآن، وما عندنا هو تقليد أسهمت فيه وسائل التواصل الالكترونية وهناك جمعيات الحادية تنشر هذا الإلحاد في  العالم وتنفق الكثير لتحويل الشباب إلى الإلحاد وأصبح عملية ممنهجة لأنه ينشر جيلاً ضعيفًا يسهل السيطرة عليه وهم يعرفون أن يسددوا سهامهم، وأضاف: إن الإلحاد الآن موضة من الموضات وليس نابعًا عن تأميل ولا دراسة لما ذهب إليه الملحدون أو المذاهب الفلسفية المادية التي تنكر وجود الله والملائكة وعالم الغيب، هي فقط تؤمن بالمادة ولا يعترفون بغير ذلك.

وقال شيخ الأزهر: إن القرآن الكريم يقرر أن الدين فطرة في الإنسان {فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التي فطر الناس عليها}، والحديث القدسي يقول: "وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم  - أى انحرفت بهم - عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم"، وعلماء الحديث هنا قالوا: إن الشياطين هنا أعم من أن يكونوا شياطين الجن بل هم أيضًا من شياطين الأنس كالآباء والمعلمين المضلين، والملحد يستقي هذا الفكر من شياطين الإنس الذين ينحرفون بهم عن الدين، وكلمة حنيف هو المستقيم على الطريق، وإذا عدنا إلى تفسير كلمة ملحد نجد أنه المنحرف عن الطريق، وقال: إن الملحدين كل أسلوبهم بذاءات وقذف وسب وتطاول لأنه علميًّا وفلسفيًّا وعقليًّا لا يستطيع أن يصمد لأنه ضد الفكرة والمنطق والعقلانية.

وأوضح شيخ الأزهر أن ظاهرة الإلحاد تدمر شباب مصر، مشيراً إلى أنها من التحديات الكثيرة التي تواجه البلاد، وأضاف فضيلة الإمام الأكبر: أن مصر بلد متدين، وهناك هيئات ومؤسسات في البلاد معنية بهذا الأمر،  وتدعو الأزهر لتمثيله في الندوات؛ بسبب انتشار هذه الظاهرة التي لاشك أنها ستدمر شباب مصر المتدين منذ 7 آلاف عام، مؤكداً أن الإلحاد ليس موضوعاً هامشيًّا، وهذا أمر تدعو إليه الظروف التي تمر بها مصر الآن لأن هناك تحديات كبيرة مثل الإرهاب، والأزهر ليس بعيدًا عن هذا التحدي.

وأضاف: ونحن بصدد عقد مؤتمر دولي بالأزهر يجمع فيه علماء المسلمين من شتى بقاع الأرض والمسيحيون الشرقيون لأنهم يعانون من الإرهاب والأقليات التي تجبر على التهجير، والأزهر ليس بعيدًا عن هذا التحدي  الخطير الذي تعيشه الأمة العربية، وسندعو العالم الغربي أن يتحمل مسئوليته بجدية لمواجهة هذا الداء.

فيديو قد يعجبك: