إعلان

هكذا يصنع الأزهر رجاله.. كيف تصبح "أسامه الأزهري" في عشرين عاما؟!

01:38 م الخميس 21 مايو 2015

هكذا يصنع الأزهر رجاله.. كيف تصبح "أسامه الأزهري"

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نيرة الشريف :

في المناظرة التي أجراها برنامج ممكن للإعلامي خيري رمضان بين إسلام البحيري من جهة والشيخ أسامه الأزهري والحبيب علي الجفري من جهة أخري، في تلك المناظرة ظهر الأزهري بمظهر رجل الدين المثالي - كما اعتبره كثيرون- رجل الدين الذي يسمع طرفه الآخر حتى الكلمة الأخيرة، وحينما يبدي رأيه يقوله مدللا عليه بالأسانيد والحجج، رجل الدين المطلع علي العلوم والثقافات المختلفة، طرح الأزهري، وغير منكفئ علي كتبه الصفراء فقط، أمامه بدت صورة البحيري كشاب متحمس بلا دراسة كافية ولا علم كاف لإضفاء القوة علي آرائه، وهو ما يطرح الأسئلة حول الأزهر، كيف ينشئ رجاله؟ ما المراحل العلمية والفكرية والعقائدية التي يمر بها الطالب الأزهري لكي يصل إلي نتيجة أنه خريجا أزهريا.

علي الرغم من كثير من مواقف الأزهر التي تبدو للبعض غير موفقه، إلا إنه ينتج طلابا علي نسق علمي قلما تجده إلا في الأزهر، سواء ارتضينا بمادته التعليمية وآراؤه العامة أو لم نرتض، فالأزهر هو من قدم لنا الطهطاوي، ومحمد عبده، والمراغي، وطه حسين، وعلى عبد الرازق، ومصطفى عبد الرازق، وخالد محمد خالد وكان مع ذلك متهما بالجمود وضيق الأفق، ففي خطاب مفتوح وجهه تلميذ من تلاميذ الإمام محمد عبده هو الشيخ محمد الأحمدي الظواهري للخديو عباس حلمي أعلن فيه أن الثقافة التي يقدمها الأزهر "مبنية على التقليد وضيق الفكر".

"ربما يختلف البعض أو يتفقون مع آراء الأزهر حول الأمور المختلفة، لكن ما نتفق عليه هو أن الأزهر هو المؤسسة – تكاد تكون- الوحيدة، التي تقدم دراسة دينية نظامية بنفس نسق الدراسة الأزهرية، وتنتج طلابا بهذا القدر من العلم، وعلي الرغم من وجود جهات تقوم بالمهمة نفسها، وتُدرس المقررات الدراسية ذاتها، في المملكة العربية السعودية وفي جامعة الزيتونة بتونس، إلا إن الأزهر يظل هو قبلة أهل السنة." هكذا يبدأ دكتور أحمد زارع، المتحدث باسم جامعة الأزهر، حديثه عن الأزهر والتعليم الأزهري.

يتحدث زارع عن "صناعة" الطالب الأزهري منذ المرحلة الابتدائية حتى تخرجه من الجامعة قائلا "في الابتدائي يدرس الطالب الأزهري القرآن الكريم والسنة النبوية، وفي المرحلة الإعدادية يدرس مواد العقيدة التي تنشئه علي استيعاب الاختلاف والتعامل معه، ثم يبدأ في تعلم مواد الفقه، وهي تلك التي تزرع بداخله أن يملك دليلا وحجة علي كل دعوة يقولها أو رأي يتبناه، فهذه المواد تعلمه أن لكل شيء دليل، ويعرف كيف يقوم بانتقاد أي شخص دون تجريح لذاته."

يضيف زارع "بعد هذا يتعلم الطالب الأزهري تحديد المفاهيم، فلكل لفظ مفهوم لغوي ومفهوم اصطلاحي، وهذا يفيد في بنائه العقلي، وفي فهمه وإدراكه للأمور المختلفة، فمن خلال هذه المقررات تتشكل لديك شخصية لها قدرة علي قبول الاختلاف مع الآخر والنقد المهذب المصحوب بدليل، كل هذا بالطبع بالإضافة إلي الجانب العلمي الذي يقوم فيه بدراسة مجموعة مختلفة من العلوم، يتفق فيها مع طلاب المدارس غير الأزهرية، وبالتالي يكون لدي الطالب فهم ديني، وتعلم علمي بمقتضي الفهم الديني الذي درسه."

هذا المنهج التعليم في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي، ويتحدث زارع عن مرحلة التعليم الجامعي قائلا "في الجامعة يدرسون تخصصات مختلفة، فكلا يدرس التخصص الذي أختاره، فهناك تخصصات اللغة العربية والفقه والدعوة وأفرع الشريعة المختلفة، وهناك دراسة القانون والطب والصيدلة وغيرها، ففي التعليم الجامعي هو يدرس العلوم المدنية التي يختارها، بالإضافة إلي جرعة مكثفة من الثقافة الدينية، ولديه في كل عام جامعي عدد محدد من أجزاء القرآن الكريم يقوم بمراجعتهم ويُمتحن فيهم، بحيث يتم حفظه النهائي للقرآن الكريم مع نهاية تعليمه الجامعي."

وعن قدرة الأزهر عن إنتاج رجل دين موثوق في علمه وقوة حجته فيقول "قد يدرس الطالب كل هذا ثم لا يصبح رجل دين جيدا حسب قدرته، لكن ما نؤكده أن منظومة الأزهر التعليمية قادرة علي تربية العلماء إذا كان لدي الطالب القدرة علي ذلك، وما يؤكد إنفراد الأزهر بهذه المنظومة التعليمية هو وجود طلاب لدينا من مختلف بقاع العالم، وهو ما يفيد الطلبة جميعا علي اختلاف جنسياتهم، ان يختلطوا بثقافات مختلفة."

فيديو قد يعجبك: