إعلان

عيون "محمود كمال" جواز سفرك لأكثر من 17 دولة (حوار)

01:58 م الثلاثاء 02 فبراير 2016

محمود كمال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- علا محب:

قديمًا قالوا "السفر في الصغر جزء من التعليم وفي الكبر جزء من الخبرة" وقالوا أيضًا "في السفر سبع فوائد" و "السفر يقهر التحيز والتعصب وضيق الأفق"، كل ما سبق من كلمات قد يبدو جيدًا على الورق، ولكن الواقع يبدو أكثر تعقيدًا وهناك أمور كثيرة تجعل الراغب في هجر فراش بلده والترحال في بلاد الله الأخرى يراجع نفسه وأحواله.

ما زاد الطين بِله في أمر السفر، ما تطرحه وسائل التواصل الاجتماعي في كل لحظة على مستخدميها واستهداف بعض الشرائح بموضوعات مضمونها السفر مثل "ابحث عن أماكن جديدة" و"السفر لوحدك وأهميته" و"الخروج من بوتقة القاهرة الخانقة والبحث عن أماكن جديدة"، وثقافة السفر تبدوا جديدة على عدد ليس بالقليل من الشعب المصري الذي لم يغادر يومًا مستقره، ولم يسعى أو يستطع إلا القِلة القليلة من المصريين، خاصة الطبقة الاجتماعية القادرة والتي يمنكها تحمل تكاليف خوض هذه التجربة والخروج من عنق الزجاجة الى العالم الخارجي.

أما السواد الأعظم فالسفر بالنسبة لهم هو مرادف طبيعي للتجول داخل أرجاء جمهورية مصر العربية، وربما تكون تجربة ركوب الطائرة يقتصر على الذهاب إلى حدود الدولة المترامية في الجنوب إلى أسوان أو الشرق نحو شرم الشيخ.

وبم أن المشهد العام يعكس عدم قدرة الملايين من المصريين على رؤية البلدان الأخرى بأم أعينهم واكتساب خبرات جديدة، اتخذ فريق (مصراوي) قراره بتمكين هذه الملايين من مشاهدة العديد من البلدان التي تبعد عن مصر مئات الآلاف من الأميال ولكن بأعين مصري واحد ينتمي إلى الطبقة المتوسطة.

إنه الصحفي محمود مصطفى كمال، القائم على صفحة "No fixed Address"، والذى استطاع أن يسافر إلى عشرات الدول ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لكنه بدأ فى نشر صور للعديد من البلاد التي وطاتها قدماه، بل وبدأ في تشجيع الشباب على السفر ومساعدتهم في كيفية السفر بأقل التكاليف، وإلى نص الحوار

عرفنا بنفسك؟

أنا محمود مصطفى كمال أبلغ من العمر 28 عاماً، تخرجت في كلية الإعلام عام 2009، انخرطت فى مجال الصحافة منذ تخرجي، حيث عملت فى صحيفة الدستور والمصري اليوم وخضعت لتدريب فى برنامج "العاشرة مساء"، وبعد ذلك عملت فى قناة التحرير مع محمود سعد وإبراهيم عيسى. ثم استقلت من العمل بالصحف المختلفة وقررت إنشاء موقع خاص بالسيارات وهو "موقع التوكيل".

عملك لا يمت للسفر بصلة، فما هي قصة أسفارك المتعددة؟

"الحياة لا تقتصر على العمل فقط"، فأنا أحب الموسيقى ولدي اهتمام كبير بالمسرح والسينما، فهواياتي لا تنحصر فى مجالي، والسفر له طعم خاص ومختلف والتجارب التى يكتسبها الإنسان من السفر لا يمكن بأى حال اكتسابها من خلال العمل.

ما السبب الذي دفع لمقاطعة الروتين الحياتي واتخاذ قرار السفر؟

 

جملة أو فكرة "إحنا محور العالم" .. فنحن لسنا المحور ويوجد العديد من البلدان التى لا تعلم عنا شيئ، إلى جانب أن فكرة السفر كانت تلح عليا منذ زمن، ولكن كنت دائماً أؤجل الفكرة كغيرى من الشباب. ولكن عندما بلغت 24 عاماً قررت "إنى لازم أسافر، ومفيش تأجيل"

ما هى أول بلد وقع اختيارك عليها؟ ولماذا؟

تركيا أول بلد اخترتها وذلك لسهولة الحصول على تأشيرة الدخول "الفيزا" وزهد أسعارها، ثانيًا أن تركيا تجمع بين الشرق والغرب وبذلك تعطيني تجربة جيدة دون حدوث تصادم حضاري أو مشكلة فى التعاملات فى أول مكان أسافر إليه.

ما هو العدد الدول التي سافرت إليها؟

سافرت إلى تركيا، ألمانيا، البرتغال، أسبانيا، هولندا، بلجيكا، إيطاليا، المجر والتشيك والبحرين وقطر وسلوفينيا والإمارات وماليزيا وكمبوديا وفيتنام والنمسا وغيرهم.

ما أوجه التشابه بيننا وبين دول العالم المختلفة؟

الزحام من أكثر ما لفت انتباهي، فمثلا إسطنبول مزدحمة أكثر من القاهرة، ولكن الفرق الوحيد فى الالتزام. فعلى الرغم أنه يمكنك الانتظار بالساعات فى سيارتك ولكن كل سائق ملتزم فى القيادة دون إهدار الوقت فى مشاكل وإزعاج "الكلاكس" أو "الانحراف عن الحارة المخصصة لك فجأة". والغريب وعلى الرغم من هذا الزحام الخانق فلا يجرؤ أحد بالمساس أو استخدام الحارة المخصصة للطوارئ بعكس مصر " لو جاتلك أزمه من الساعة 3 لـ 5 احتمال تموت قبل ما توصل".

إيه الخبرات الأخرى التى اكتسبتها؟

"فى فرص تانية كتير..بمعنى لو الفرص قفلت فى مصر.. مش معناه الدنيا كلها قفلت". خاصة بعد الثورة معظمنا تأثر بتدهور سوق العمل، ومن خلال سفري تعرفت على العديد من الناس والمعارف فأصبح من السهل البدء من جديد فى دولة أخرى أو حتى اكتساب خبرات من الناحية الشخصية والمهنية.

هل تغيرت فيك أي عادات بعد تجربة السفر؟

نعم، بدأت ألجأ الى ركوب المواصلات بدلا من القيادة "اللى بتحرق دمى" وخاصة انى من قاطني الشيخ زايد، فبدأت اعرف طرق المواصلات الأسهل وفى تلك الفترة احاول قراءة رسائل على بريدي الإلكتروني أو حتى قراءة كتاب جديد.

هل تفكر فى الهجرة أو العيش بره مصر؟

هذه الفكرة تنتابني كثيرا، إلا أننى حاليًا أفكر فى السفر لمعايشة التجربة والرجوع مرة أخرى، "مينفعش نجمل الحقيقة..احنا مش أحسن بلد فى الدنيا..يوجد نماذج عديدة ناجحة فى مختلف بلدان العالم يمكن العمل معها والاستفادة منها.

كيف يمكنك توفير المال والوقت للسفر؟

إذا ما نظرنا فى "نتيجة الحائط" سنجد تقريبًا شهر فى السنة أجازة متفرقة بين الأعياد الدينية والقومية وغيرها، وعادة أختار إجازات العيد لأقوم بسفرياتي. أما المال أستطيع أن أقول أن تراك خبرات السفر يقلل من إنفاق المال مرة بعد أخرى، فمثلا ستعرف كيف تختار تذكرة طيران رخيصة والوقت المناسب لحجزها، كما أن معرفة الناس تسهل عليك مكان الإقامة ومعرفتك بمواقع رخيصة بعيدًا عن الفنادق باهظة الأسعار مثل Airbnb وغيرها.

ما هى البلد التى تنوى السفر إليها هذا العام؟

كانت وجهتي المقترحة الهند، ولكن مع تغير الظروف وبعض الخطط لا أعلم عن وجهتي الحقيقة لهذا العام؟

هل كنت تتوقع كل هذا النجاح على صفحتك "No fixed Address"؟

بدأت الصفحة لوضع تجاربي وصوري الشخصية، ولكن لم أتوقع هذا الكم من المتابعين والذين تأثروا بالفكرة وأرسلوا لي عن الأماكن التى سافروا اليها وكذا مخططاتهم المستقبلية في رحلاتهم، وعلى الرغم من ذلك هناك من يتفاعل "بطريقة يائسة" مثل "ملناش حظ وهكذا. وعلى الرغم من ذلك لم يصيبني الإحباط لأننى "كنت بفكر بنفس الطريقة من سنتين".

هل تعرضت لمضايقات بسبب الجنسية أو الديانه؟ وهل تظن أن الأحداث التي تمر بها مصر والدول المجاورة من العوامل التى تمنع سفر بعض العرب والمصريين للخارج‎؟

بالطبع ، تعرضت مرة واحدة عندما كنت أزور التشيك ولم أبالى بالأمر، فالعنصرية والتمييز فى كل مكان حتى فى مصر. الأشخاص المتعصبين فى كل مكان، وبالنسبة لتأثير الأحداث الجارية على مصير من يريد السفر فأستطيع القول أن هذه الأحداث ليست هى من تأثر فيهم ولكن يرجع الى طبيعتهم وفكرهم. وهذا لا يجب أن يوقفنا أبدا عن تحقيق أهدافنا.

فيديو قد يعجبك: