إعلان

شمال اليونان ..  أحضان الطبيعة التى لم تعبث بها يد الإنسان

شمال اليونان .. أحضان الطبيعة التى لم تعبث بها يد

شمال اليونان .. أحضان الطبيعة التى لم تعبث بها يد الإنسان

12:28 م الأحد 28 يونيو 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

(د ب أ) :

على الرغم من الشهرة العالمية الكبيرة، التي تتمتع بها الشواطئ اليونانية على البحر المتوسط، إلا أن الجبال الواقعة شمال اليونان لا تزال غير مكتشفة إلى حد كبير؛ حيث يمكن للسياح الاستمتاع بالتجول في القرى الجبلية بمقاطعة زاجوريا، التي تمتاز بالمنحدرات الصخرية الشديدة والأديرة المنعزلة في ميتيورا، ولا تزال المناظر الطبيعية الخلابة في هذه المناطق على صورتها الأولى؛ حيث لم تعبث بها يد الإنسان.

وقد عاد شارلامبيوس كوتسوريدس إلى هذه المنطقة الساحرة بعد حياة متنوعة من المدن الغربية، ويعيش حالياً في قرية بابيغو، التي تقبع فوق الجبال في شمال اليونان، ويمتلك حالياً مطعماً وتتولى زوجته إدارة أحد الفنادق في قرية صغيرة عند سفح جبل تيمفي. وبفضل روعة المناظر الطبيعية هنا لم يفكر في العودة إلى حياته السابقة، على الرغم من أن الحياة هنا لا تزال صعبة حتى الآن بسبب الظروف المناخية وعزلتها عن مظاهر الحضارة الحديثة. وتحيط القمم الجبلية العالية بالقرى الصغيرة المنتشرة في مقاطعة زاجوريا، والتي يبلغ عددها الإجمالي 46 قرية، منتشرة ومختفية بشكل جيد على التلال والمرتفعات الصخرية. وأوضح المرشد السياحي أن الأشخاص كانوا يأتون إلى هنا، إذا أرادوا الاختفاء عن الأنظار، سواء كان ذلك هروباً من القانون أو الأعداء أو حتى الزوجات. وتعتبر قرية بابيغو الصغيرة بمثابة نهاية العالم، ولكنها تزخر بالعديد من مسارات التجول، التي تحيط بها المناظر الطبيعية الخلابة.

ولا تزال القرى الصغيرة بمقاطعة زاجوريا محتفظة بتصميمها وشكلها القديم؛ حيث أوضح المرشد السياحي أن هذا الأمر يرجع إلى عدة أسباب مختلفة، منها أن الأتراك لم يأتوا إلى هذه المنطقة من قبل أثناء الحروب؛ نظراً لأن المنطقة تفتقر إلى ما يمكن سلبه منها، وبالتالي لم يتم تدمير أي شيء في هذه المنطقة الجبلية. وفي السابق كان يتعين على موظفي الدولة تكبد مشقة رحلة يوم كامل على ظهر الخيول من أجل تحصيل الضرائب من السكان، وكان هذا الأمر صعباً ومجهداً للغاية. ويقوم السكان حالياً بزراعة الأرض قدر استطاعتهم.

الكانيون اليوناني
وتعتبر الجولة السياحية، التي تمتد لمسافة 23 كلم في وادي فيكوس بمثابة رحلة صغيرة حول العالم؛ حيث ينحدر مسار التجول عبر 14 من الانحناءات حتى يصل إلى نهر فيودماتيس، ثم يصعد الطريق مرة أخرى بشكل منحدر إلى أن يصل إلى قرية أريستي الساحرة، ثم بعد ذلك يظهر منعطف حاد في اتجاه الوادي. وأوضح المرشد السياحي أن "الكانيون اليوناني" أكثر انحداراً من جراند كانيون الشهير، وينحدر الوادي بعمق يصل إلى 900 متر، ولكن المساحة الفاصلة بين الحافتين تبلغ 1100 متر فقط. ويمكن للسياح حالياً التجول في هذه المنطقة من جميع الجوانب.

ويمر الكثير من الطرق والمسارات، التي تربط بين القرى في مقاطعة زاجوريا، فوق الأنهار والجداول المائية وتسير بمحاذاة المنحدرات أو تخترق الأراضي الوعرة غير المأهولة. ولذلك تزخر المنطقة بالعديد من الجسور الحجرية، التي تتكون من اثنين أو ثلاثة أقواس. وأوضح أخيلياس بابافيثيموي، صاحب شركة صغيرة لتنظيم الجولات السياحية، أن هناك شبكة كاملة من الجسور تنتشر في المنطقة؛ كونها السبيل الوحيد كي يتمكن السكان من التنقل من مكان إلى آخر.

وتقع المنحدرات الصخرية والأديرة في ميتيورا على مسافة 150 كلم تقريباً من قرية بابيغو، وقد وصل الرهبان الأوائل إلى هذه المنطقة خلال القرن الحادي عشر الميلادي، وقاموا خلال القرون التالية بتشييد الأديرة الخاصة بهم في مواقع يكاد يكون من المستحيل البناء عليها؛ حيث قاموا بنحت الأديرة في الجبل وإقامتها على الصخور المفردة مثل دير يبابانتي، وقد رغب الرهبان من خلال ذلك العيش في عزلة وتقشف وزهد وبعد عن مظاهر الحياة الرغدة.

ولكن الإحساس بالعزلة يختفي عندما يشاهد المرء أعداداً غفيرة من السياح تتجول في المنطقة والمباني الأثرية، التي تندرج ضمن قائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو. ولم يعد هناك الكثير من الرهبان في ميتيورا بسبب الصخب، الذي يسببه السياح، ولذلك ارتحل معظم رجال الكنيسة باتجاه الشرق ويعيشون حالياً في جبل آثوس المقدس؛ حيث يرغب الكثير منهم في العودة إلى حياة التقشف.


يمكنك متابعة أهم وأحدث المقالات على الفيس بوك عبر صفحة مصراوى هو وهي

إعلان