إعلان

بالصور - أجمل مومياء في العالم

أجمل مومياء في العالم ،فتاة رائعة الجمال التي يزدا

بالصور - أجمل مومياء في العالم

03:02 م الأحد 05 أبريل 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لباب، يقشعر بدنه من الخوف والفزع؛ حيث يجد تماثيلاً عملاقة لأشخاص ينحدرون من أصول المورو، مثل جني مصباح علاء الدين، تنظر إليه نظرة مخيفة تنذر بالشر. ويمثل هذا الباب نهاية المدينة العتيقة في باليرمو وكذلك نهاية المنطقة الأثرية التي تُعد محمية ثقافية. وفي هذه المنطقة الأثرية يجد السياح إشارات مرور ولافتات إرشادية تهدي طريقهم، كما أنهم يجدون معاملة طيبة وقدراً من التساهل.

وفي عام 1534 شيَّد الرهبان الكبوشيون ديراً خاصاً بهم على مساحة كبيرة أمام أبواب المدينة غربي باليرمو. وفوق مدخل هذا الدير يجد السائح عبارة «Ingresso Catacombe» والتي تعني "مدخل سراديب الموتى". ويعد الرجل العجوز الذي يقوم بتحصيل رسوم الدخول هو الإنسان الوحيد الحي الذي يجده السائح هنا، وفيما عدا ذلك يقابل السائح أمواتاً.

ويتحسس السائح خطواته أثناء نزوله السرداب، ويعبر في طريقه منعطفاً ثم ممراً إلى أن تتبدى المومياوات أمام عينيه. وحينئذ تتملك السائح دهشة كبيرة، حيث لا يرى المومياوات ترقد في توابيت تحميها وتحفظها، وإنما منتصبة وواقفة في صفوف إلى جوار بعضها البعض كما لو كانت جيشاً من الأرواح. وإجمالاً يضم سرداب الموتى 2000 مومياء مازال معظمها يرتدي ملابس تتنوع ما بين بذلات سوداء وفساتين ذات كرانيش وأردية كهنوتية وأزياء موحدة أصبحت رثة وبالية على مر السنين.

ويقشعر بدن السائح، حينما يكتشف أن الموتى يتواجدون في مراحل تحلل مختلفة؛ حيث لا يرى على ياقات ملابس العديد من الموتى سوى جمجمة ذات محاجر أعين سوداء وأنف بارزة على نحو قليل وأسنان ظاهرة للعيان، في حين مازالت بعض الرؤوس الأخرى تكتسي بجلد بني متجعد تحيط به بضع خصلات من الشعر الأسود. وتجف جثث الموتى أكثر مما تتحلل في ظروف طقس خاصة تتمثل في تيار هواء مستمر وجدران مشيدة من حجر التوف المسامي والتي تمتص الرطوبة.

وقد اكتشف الرهبان الكبوشيون هذا التأثير عام 1599، وهو العام الذي تعود إليه أقدم مومياء، ألا وهي مومياء الراهب "سيلفسترو دا جوبيو". ومنذ ذلك الحين بدأ الرهبان تعليق الموتى على الحائط ليوجهوا للأحياء تحذيراً مفاده :"ما نحن فيه الآن، ستصبحون عليه عما قريب. وما أنتم فيه الآن، كنا نحن عليه فيما مضى". وبعد فترة من الوقت حظت طريقة التحنيط هذه بإعجاب أثرياء باليرمو؛ حيث وجدوا أنها تقدم لهم الفرصة لزيارة أحبائهم الذين فقدوهم في مثواهم الأخير.

وشهدت طريقة التحنيط هذه إقبالاً كبيراً لدرجة دفعت الرهبان إلى توسيع نظام السراديب وترك الجثث في بادىء الأمر مُعلقة فيما يُعرف باسم غرفة التجفيف لمدة ثمانية إلى عشرة أشهر تقريباً إلى أن يتم تخصيص مكان ثابت لها. ويتم تنسيق الموتى بشكل جميل؛ حيث يتم ترتيبهم تبعاً للجنس (رجال ونساء)، والوظيفة (قسيس أو معلم). وهذا يعني أن طريقة التحنيط هذه لا تجعل الجميع سواسية في الموت، وإنما تحافظ على المقام الدنيوي.

وفي القرن التاسع عشر تم حظر تقديس الموتى، غير أنه استمر لبضعة عقود بعد ذلك. وفي الوقت الحاضر تعد مومياء الطفلة "روزاليا لومباردو" ابنة العامين التي راحت ضحية لوباء الأنفلونزا الإسبانية عام 1920 أبرز المومياوات في سراديب الموتى. ولحزنه الشديد على رحيلها كلف والدها الجنرال "ماريو لومباردو" الذي كان يتمتع بقدر من النفوذ آنذاك المُحنط الشهير "ألفريدو سالافيا" بتحنيط ابنته لتكون معه بجسدها فقط على الأقل.

وعند التحنيط أبدع الكيميائي وصنع منها "أجمل مومياء في العالم"؛ حيث تحدو الزوار رغبة عارمة في إخراج الفتاة رائعة الجمال التي يزدان شعرها بربطة وردية اللون من تابوتها الزجاجي وأخذها بعيداً عن الهياكل العظمية المخيفة الموجودة في هذا المكان الموحش.

وإذا ذهب السائح لزيارة سراديب الموتى خلال فترة ما قبل الظهيرة في يوم وسط الأسبوع، فقد يكون بمفرده تماماً مع الموتى في هذا المكان الذي يطبق عليه صمت القبور والذي يكسره في بعض الأحيان ضجيج بسيط قادم من عالم الأحياء عبر أحد منافذ الهواء.

يمكنك متابعة أهم وأحدث المقالات على الفيس بوك عبر صفحة مصراوى هو وهي

إعلان