إعلان

مصراوي يحاور الرجل المتهم بإهدار هيبة "أساتذة الجامعة"

03:44 م الأربعاء 02 ديسمبر 2015

الدكتور صلاح أحمد فؤاد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار-علا محب:

"هيبة أستاذ الجامعة" هذه العبارة من أولى الكلمات التى تتردد فى أذاننا منذ دخولنا الحرم الجامعى، وعلى الرغم من عدم فهم بعضنا معنى الجملة وما ينطلى من ورائها إلا أننا لربما اعتبرناها من المسلمات، فنادراً ما يتطرق الأساتذة لمناقشات مع الدارسين، ونادراً ما يتقبل أساتذة الجامعه آراء طلابهم وطالباتهم بسهولة.

بالطبع لا يمكن أن يتم إغفال مكانتهم الرفيعة والتى لها كل تقدير واحترام، ولكن هل هذه الهيبة المفترضة والتي لا حدود ملموسة لها قد أحدثت فجوة حقيقية بين الطالب والأستاذ؟ هل هذه "الهيبة" جعلت من الطلبة منفذين أكثر من دارسين...وأستاذ الجامعه أصبح "كالإله" أكثر منه "معلم ومرشد".

كل هذه التابوهات استطاع الاستاذ الدكتور صلاح أحمد فؤاد أن يحطمها بموقف شبه منعدم داخل أروقة الجامعات المصرية، حيث استطاع أن يعكس مدى التلاحم ما بين العلم والعلاقات الإنسانية، وهو ما غير نظرة الكثيرين فى أساتذة الجامعه..نعم هو الأستاذ القدير الذى حمل رضيع طالبته أثناء تأديتها الامتحان.

الأستاذ الدكتور صلاح أحمد هو الذى حول بلفتة إنسانية نظرة الآلاف لأساتذة الجامعة من "الهيبة فقط" إلى "الإحترام والتقدير" لكل عضو من أعضاء هيئات التدريس، وذلك لم يمنع من نشوء آراء متباينة بين مؤيد لما أقدم عليه هذا الرجل ومعارض له، وعلى إثر ذلك تواصل "مصراوى" حوار مع الدكتور صلاح أحمد فؤاد. وأجرى معه الحوار التالي:

من هو الدكتور صلاح أحمد فؤاد؟

أنا دكتور فى قسم المناهج وطرق التدريس فى كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة منذ عام 2004 وحتى الآن.

بدون دخول تفاصيل.. هل يمكن أن تسرد لنا واقعة حمل رضيع إحدى طالباتك؟

الطالبة آمنة كامل، هى إحدى طالباتي وتسعى للحصول على دبلومة تربوية. وكان بصحبتها ابنها الرضيع عند تأدية الإمتحان، ولصعوبة الأمر قررت الطالبة الإعتذار عن الإمتحان أو طلب تأجليه على الأقل وذلك بسبب بكاء الرضيع المستمر بمجرد دخول اللجنة.
ولعلمي المسبق أن هذا الإمتحان لا يمكن تأجيله أو حتى إعادته، قررت مساعدة الطالبة وحمل طفلها إلى حين الإنتهاء من الإمتحان مع عدم إغفال دوري الأساسي وهو المراقبة على الطلبة.

هذا سلوك غريب على أساتذة جامعي وخاصة فى مصر، فما سبب تفاعلك مع الطالبة؟

أنا معلم وليس جهة للحكم على الناس وظروفهم، وكذلك فأنا قريب جدًا من جميع طلابى وتربطنى بهم علاقة قوية. وكنت على علم أن هذه الطالبة لديها أربع أطفال منهم الطفل الرضيع. وربما واجهتها ظروف اجتماعية منعتها من ترك رضيعها في المنزل. غير أن سلوكي لا يعتبر غريب بل هو ينم عن الإحترام المتبادل بينى وبين طلابى.

"ما تروح تعد فى البيت تربى عيالها" هذا ما علق به البعض على هذه الواقعة ولامس آراء بعض المثقفين المصريين كذلك ومنهم الكاتب الروائى وحيد حامد الذي قال خلال مداخلة تليفوينة مع برنامج 90 دقيقة " أن الجامعة ليست مكانًا لاصطحاب الأبناء"..ما رأيك؟

أنا لا أرى أى تعارض بين حقها فى التعليم والحصول على مكانه وفرصة أفضل بين قريناتها وبين رغبتها فى تكوين أسرة. فهذا لا يتعارض بتاتاً. بل وأرد على الناقدين الذين يرون أن ما فعلته ينتقص من هيبة المعلم، "الهيبة مش كدة..الهيبة والاحترام فى معاونة الطالب ومراعاة ظروفه وقدرة المرشد والمعلم على مساعدته على تخطى أزماته مع التقويم والتعليم" وهذا الموقف استثنائى لا يحدث يومياً..بل وأضيف أن جميع طلابى يتسمون بالإنضباط والحرص على المحاضرات بل والرغبة فى الحصول على مكانة أفضل.

ما رايك في التعليم عاماً فى مصر؟

نحن نفتقر إلى التطبيق. فعادة ما يحفظ الطالب المقررات دون الوعى الكافى للتطبيق، فنحن نغذى الطالب بالجزء النظرى فقط، وهو أسلوب غير مناسب لسوق العمل، "مصر مليانه شغل بس احنا اللى مش مناسبين لسوق العمل!"

هل تعتقد أن خروج طلبة الكليات التربوية إلى المدارس وتدريبهم يكفى لجعلهم أساتذة أكفاء؟

لا يكفى لأننا لا نمرن طلابنا على استيعاب هذا التدريب، فهو يحفظ ما يجب أن يفعله مع طلاب المدرسة دون وعى كافى بين الصح والخطأ. فعلى "الطالب المعلم" كما نطلق عليه فى الكليات التربوية أن يقوم بالتدريب أمام أساتذته باستخدام الصوت والفيديو مع التعلم من تعليق زملائهم وأستاذ الجامعه، ثم يتوجه بعد ذلك إلى المدارس. ولكن للأسف ليس لدينا هذا الجزء التدريبى.

هل المواد العلمية لدينا يمكن أن تطبق عمليا؟

بالطبع فمع قلة "حشو" المعلومات والتركيز على ما هو مفيد باستخدام وسائل التكنولوجيا يمكننا بسهولة تطبيق كل المواد عملياً.

هل تعتقد أن المعلمين لديهم مرونة كافية وخاصة اذا عمل كمدرس لأكثر من 15 عاماً مثلا على التعلم والتطور؟

بالطبع، فقد كنت مشرف ومعلم فى الأكادمية المهنية للمعلم وكان دورى تدريب الموجهين والذين عادة ما يكون تخطى معظمهم سن الـ50 على الطرق الجديد فى التعليم. وقد توصلت ان اسلوبنا هو ما يجعل المعلم يشعر باليأس، لان بمجرد العمل معه على التطبيق العلمى ومساعدته على استخدام طرق أخرى حتى يظهر تفاعله ورغبته فى نقل المعرفة للطلبه.

هل الفارق الشاسع بين قناعاتك وبين ما يحدث فى التعليم فى مصر الآن، يؤدى الى شعورك بالإحباط؟

بالطبع أشعر في بعض الأحيان بالإحباط ولكن أتذكر دائما أن الأولوية للمختلف والذى يسعى إلى تطبيق قناعاته. ودائما أقول "طلابى هم مرايتى"..هم قادرين على إحساسى بالنجاح أو فشلى."أنا بصمتى هحطها من خلال طلابى فقط".

فيديو قد يعجبك: