إعلان

حينما كتب "جمال بخيت" غنوة لـ " يوسف شاهين" في "ساعتين زمن"

08:44 م الإثنين 27 يوليو 2015

الشاعر جمال بخيت والمخرج الكبير يوسف شاهين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

في منزله تلقى الشاعر جمال بخيت عام 1999 اتصالا هاتفيا من خالد يوسف مساعد المخرج الكبير يوسف شاهين-حينذاك-، يُخبره أن الأخير يريد الاستعانة به لكتابه أغاني فيلمه القادم "الآخر" من بطولة هاني سلامة وحنان ترك ومحمود حميدة، بعد ساعات كان الشاعر في مكتب "جو" يتحدثان عن الفيلم وأحداثه، يناقشان ما يدور في خيال المخرج العالمي لكتابة كلمات تتوافق مع علاقة الأبطال ببعضهما، وانتهى الأمر بتأليف أغنية (أدم وحنان) التي عُرضت خلال الفيلم بصوت ماجدة الرومي، وأعتُبر نجاحها تمهيدًا لتعاون آخر قريب.


بعد فيلم "الآخر" انشغل يوسف شاهين في الإعداد لفيلمه الجديد "سكوت هنصور"، وخلال فترة التحضير طلب "جو" لقاء "جمال بخيت" للاستعانة بأشعاره الغنائية في العمل، تحمس الشاعر للأمر وبدأ في كتابة كلمات الغنوة التي ستشدو بها المطربة "لطيفة" خلال أحداث الفيلم، غاب لفترة حتى وصل للشكل النهائي للأغنية، ثم عاد إلى المخرج الكبير عرضها عليه لمعرفة رأيه ليجده غير راضي عنها ومطالبا ببعض التغيرات، علاقتهما وتعاونهما من قبل في العمل الفائت دفعت "بخيت" لكبت غضبه والاستماع للنصيحة وإجراء مزيدا من التعديلات على عمله.

unnamed
أكثر من أغنية قدمها "بخيت" إلى "جو" لكن لا يعجبه شيء، حتى أُصيب الشاعر بالملل والفتور، وظن أن هذا العمل لن يخرج إلى النور، حتى فوجئ بشاهين يحدثه ذات يوم ويُخبره بأنه منطلقا إلى المطار في رحلة سفر إلى باريس ستستغرق شهرا، وأنه سيمهله تلك الفترة لكتابة أغنية الفيلم، مضى الوقت، لم يكتب حرف جديد، نسى الحكاية، 30 يوما انقضت، يأتيه اتصال هاتفي من مكتب "شاهين"، المخرج سيعود خلال ساعات من المطار إلى المكتب لسماع كلمات الأغنية.

في طريقه إلى عقار 35 بشارع شامبليون بوسط البلد حيث مكتب يوسف شاهين، لم تكن الأوراق التي يُمسك بها "بخيت" تحوي أية كلمات للغنوة التي ينتظرها "شاهين"، غير أنه راح يكتب، يحاول مرة، اثنين، ثلاثة، حتى انهمرت عليه الكلمات "تعرف تتكلم بلدي، وتشم الورد البلدي، وتعيش الحلم العصري، يبقى أنت أكيد المصري"، لم يتوقف عن الكتابة حتى وصل إلى باب المكتب، قالوا له إن المخرج حضر وفي انتظاره، انضم إلى غرفته، بعد السلامات والترحيب، نظر له المخرج مبتسما، سأله هل في جعبته شيء، رد سريعا بالإيجاب، انفرجت أسارير "جو"، مال بأذنيه نحو الشاعر، استمع للكلمات، قفز فجأة من مكانه، ضحك "هو دا يا راجل اللي أنا عايزه"، وقد كان، ونُفذت الأغنية في 2001 بتلحين من الموسيقار عمر خيرت.

فيديو قد يعجبك: