إعلان

"حياتنا اليومية"... هل حاولت أن تعيش بآثار الحرب ؟

05:34 م الجمعة 20 نوفمبر 2015

حياتنا اليومية (2)

دور على لوجو مصراوي فى أخبار رمضان وادخل السحب الاسبوعى لتكسب سماعات JBL وموبايل

شروط المسابقه
  • لوجو مصراوي موجود داخل صفحة رمضانك مصراوي، دور على اللوجو وأنت بتتنقل بين أخبار رمضان، وكل لوجو هتلاقيه هيتحسب لك نقطة، وكل يوم فيه لوجو جديد في مكان مختلف، جمع نقاط أكثر وادخل سحب كل 10 أيام، على سماعات JBLوموبايل. يلاسجل إيميلك وابدأ بالاشتراك من هنا

كتبت- رنا الجميعي:

تسير الحياة رغم ثِقل الحرب، غير أنها تمشي مُحمّلة بكم من الهموم والأوجاع، كل شخص تعرّض للحرب حتى وإن لم تمسّه، وعنّ له الهروب بعيدًا، فهي تؤثر على حياته بقدر أو بآخر، "حياتنا اليومية" هو فيلم كرواتي عُرض بمسرح الهناجر، ضمن مهرجان القاهرة السنيمائي، مازالت سراييفو، عاصمة البوسنة، بعد الحرب تُحاول التماسك دون المضي بعيدًا بمزيد من التشتت، من خلال أسرة صغيرة مكونة من الوالدين، الابن والابنة.

تظهر ملامح الأب "محمد" دومًا مهمومة، غاضبة، فيما تلوم الآخرين، الرجل الذي عاش حياته ضمن الحر وبعدها، كوّن شركته، ومع نظام الرأسمالية صوّت شركائه على طرح أسمها للبيع، ملامح الخيبة تعلو مُحيّاه، لكنه لا يستطيع سوى الانحناء لنظام أعلى من قيمة الفرد على الجماعة، أما الابن "ساشا" الذي وصل لعُمر الأربعين، يسكن منزل والديه، عاطل عن العمل، مُطلّق، ومازال جسده يحمل آثار الحرب التي شارك بها.

ظلّت الابنة "سينادا" بعيدًا عن الأهل، منذ الحرب أرسلتها الأسرة إلى سلوفينيا، يتواصلون معها عن طريق "السكايب"، التكنولوجيا هي وسيلتهم إلى الابنة، يُغطّون بها على الفراغات بينهم وبينها، صوتها هو الموجود دومًا، لا يظهر وجهها سوى في بداية الفيلم، وهي توّدع حبيبها المُسافر، ثم بالنهاية، حينما تعلم بمرض الأم، فتقدم هي الأم الحامل لمنزلها القديم.

بصوت ودود وملامح ملآى بالحياة، تظهر الأم "ماريا"، كنموذج كانت هي الأمثل، فهي التي تُرتق عيوب الأسرة، تربت على ابنها المنهارة حياته، وتظل في المنتصف بينه وبين أبيه، الذي يلومه دومًا، تفكر في سينادا، فتشتري الفلفل لإعداد معجون الفلفل التي تحبه، تصنع الكيك المفضل لديها في عيد ميلادها، ويتواصلون معها عن طريق السكايب، كما هي العادة.

الحياة تسير، ولأن العدل لم يكن يومًا ضمنها، تكتشف الأم الورم المخفي بثديها، لم تملأ الدنيا صياحًا، ولم تلوم أحدًا كما يفعل زوجها، اطلعت على التحاليل التي نوت ألا تُخبر بها أحدًا، لكن ساشا رآها، فأخبر والده وأخته، وهُنا كان التحول المراد.

حياتنا اليومية (1)

لم تكن هناك موسيقى بعينها تتماشى مع الفيلم، فالحياة العادية لا تحتوي على موسيقى تصويرية، تناغم الفيلم قادم من حركة الشخصيات، التفاصيل الحياتية بينهم، الحوار بين ماريا وسينادا، الجدال بين محمد وساشا، الثرثرة بين الأب وصديقه صاحب صالون الحلاقة، كذلك لم يحاول الفيلم في صنع أي كادرات تصويرية عظيمة، كانت المهمة هي إظهار التفاصيل الاعتيادية في تفاصيل حياة تحدث لأسرة صغيرة.

تظل الحرب عالقة بهم رغم انتهائها، آثارها في أحاديثهم، تحركاتهم، ما آلوا إليه هو نتيجة عنها، يسأل ساشا صديقته "ليلى" عن سر طباعتها لصور ضحايا الحرب، ورفعها على الجدار، قالت "أريد أن أعرف كيف احتفظ الناس بعقولهم"، الفوضى يحسونها ولا يعرفون سبيلًا للوقوف دونها، لكن المضي قُدمًا غير مراد به الالتفات للوراء، كان مرض الأم المؤشر لعودة الأب إلى طبيعته، توّقف عن الشجار مع ساشا، والابن الذي لم يفعل سوى النوم والتسكع، وجد عملًا، كذلك عادت الابنة لتقف بجوار ماريا.

تقوم الأم بالعملية لاستئصال الورم، أربع ساعات مدة الجراحة، فيما ينتظر محمد وساشا خارجًا بساحة المشفى، تنحى الجدال بينهما، ودارت اللهجة الهادئة بين أب وابنه، يوجه ساشا سؤالًا لوالده "هل انجاب الأطفال جيد في هذه الفوضى"، حيث يُفكر في ليلى التي أحبها، يرد الوالد "الأطفال هي الطريقة الوحيدة لمنع هذه الفوضى".

فيديو قد يعجبك: