إعلان

السينما في زمن ''أكتوبر''.. أفلام كاراتيه وكوميديا

03:39 م الثلاثاء 06 أكتوبر 2015

مشهد من فيلم البحث عن فضيحة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - رنا الجميعي:

على بعد من الصورة البارزة عن انتصار أكتوبر، كانت الهوامش، ذلك الوقت، تمتلأ بالكثير من التفاصيل، بعض منها يُمكن معرفتها من خلال متابعة صحف ذلك الوقت، بجانب الحرب، تلك الكلمة الكبيرة التي لم تُسمَ في ذلك التاريخ، حسب جريدة الأهرام التي وصفتها بـ''المعركة''، كانت الثقافة تتقلب حسب الاعتبارات السياسية، أما السينما فوحدها بقت على طرف من المعركة، فيما شغلت حفلات السنيما بأفلام مصرية وأجنبية، كانت الحرب مستمرة، ومع مرور الأيام حتى توقف القتال، حدثت بعض التغيرات، يرصدها التقرير تحديدًا من خلال جريدة الأهرام خلال شهر أكتوبر 1973.

في الصفحة الثانية من الأهرام، أسفل اليمين، تستعرض الجريدة السينمات وعروض الأفلام بها، يقتصر التقرير في الأغلب على سنيمات القاهرة، من بين أسماء دور العرض، وقتها، كانت سنيما ''كايرو بالاس''، ''ريفولي''، ''ميامي''، ''ديانا''، ''مصر''، ''الأهلي''، ''وهبي''، ''الحدائق''، ''قصر النيل''، و''الأوبرا''.

بعدد الأول من أكتوبر، فيما كانت الصفحة الأولى عنوانها الرئيسي بالبنط العريض ''ضغوط أمريكية واسرائيلية بالغة العنف على مستشار النمسا''، حيث كانت الضغوط على المستشار بسبب قراره بإغلاق تجمع اليهود المهاجرين، حتى اليوم الخامس كانت الأخبار الرئيسية تحتلها متابعة للحدث، على الجانب الرئيسي هُنا كانت السنيما تزخر بأفلام مصرية لـفؤاد المهندس ''شلة المحتالين''، عمر الشريف ''فضيحة في الزمالك''، نور الشريف ''شيء من الحب''، سعاد حسني ''خلي بالك من زوزو''، فريد شوقي ''المشاغب''، كذلك زخرت بأفلام الكاراتيه، التي كانت تحتل مساحات كبيرة في السنيمات، أفلام بأسماء من قبيل ''المصارعون العظماء''، ''الرأس الكبير''، وأسماء أجنبية أخرى مثل ''توك جايا''، ''رحلة الجحيم''، ''المطارد العنيد''.

1

أما اعلانات السنيما -التي كانت تظهر على الأغلب بالصفحة الثالثة والأخيرة من الأهرام- احتلها في عدد الأول من أكتوبر أفيش فيلم ''لقاء المحترفين''، حيث يظهر على يمين الصفحة ثلاث رجال ملثمين، وحاملين للبنادق، وتنويه تحت عنوان الفيلم أنه بـ''الألوان''- ذلك التنويه يظهر مع العديد من الأفلام- فيما يوصف الفيلم بـ''لقاء مثير بين عمالقة الجريمة''.

مع يوم السابع من أكتوبر، المُعلن فيه بالبنط العريض ''قواتنا عبرت القناة واقتحمت خط بارليف''، تستمر عروض السينما كما هي، سينما ستراند بالإسكندرية بها فيلم ''زاتوس المنتقم'' والاعلان الخاص به يصفه بـ''أعظم فيلم كاراتيه يُعرض بالجمهورية''، قائمة الأفلام التي تُعلن عنها الأهرام لم تختلف كثيرًا عن بداية الشهر، غير أن سينما ''الأمير'' بشبرا يُعرض بها فيلم ''البحث عن فضيحة'' لـ''عادل امام'' و''آخر جنان'' لـ''أحمد رمزي''، و''خلي بالك من زوزو'' مستمر.

2

لوحظ في ذلك العدد خبر عن القناة الخامسة يُشار فيه أن ''فاتن حمامة'' تقدم أولى أفلامها التليفزيونية عن روايات للكاتب ''توفيق الحكيم''، وهم ثلاث ''أريد هذا الرجل''، ''ساحرة''، و''أغنية الموت''.

بالركن الأيسر من الصفحة الأخيرة كان هناك تعديل بخطة الإذاعة والتليفزيون، مكتوب ''يتم اليوم تعديل برامج الإذاعة والتليفزيون ابتداءً من اليوم، بما يتفق مع خطة الإعلام المعدة في حالة الطوارئ وبما يساير العمليات العسكرية''، كما أن إذاعة الشعب تبدأ من 15 رمضان تقديم السلسلة الدينية عن تاريخ الأزهر الشريف.

في اليوم الثامن، هذا اليوم تغيرت قائمة معظم الأفلام، كما أن عددها تقلص، فمن 24 دور سنيما- تركيزًا على القاهرة فحسب- إلى 16 دور عرض في اليوم الثامن، ظهر بالقائمة فيلم''ثلاث فتيات مراهقات'' لميرفت أمين بسنيما مصر، والبنات والمرسيدس لنفس الممثلة بسنيما وهبي، وملك البترول لإسماعيل يس بسنيما سمارة الشتوي، أما فيلم خلي بالك من زوزو فكان له إعلان بالأخيرة ''بعد ميدان الأوبرا: انتظروا.. زوزو، في سليمان باشا.. خلي بالك''.

3

عُرض فيلم ''رد قلبي'' على سينما ميامي باليوم العاشر من أكتوبر، و''فجر الإسلام'' بسينما ديانا، فيما كان العنوان الرئيسي بالأهرام ''يوم مجيد للقوات المسلحة المصرية''.

أفلام الحروب بدأت تظهر كثيرًا مع يوم 11 أكتوبر، بدا إعلان عن فيلم ''معركة التحرير'' بالصفحة الثانية، أفيش له فيما يوصف الفيلم بأنه ''أكبر معركة في تاريخ الحرب العالمية الثانية اشتركت فيه أكثر من 3000 دبابة، 2000 طائرة ومليون جندي''.

المسرح كان له ظهور مختلف في إعلانات الأهرام، حيث قدم عروض مجانية، فرقة رضا على مسرح البالون وسيرك الجيزة، كذلك كان مسرح الطليعة الذي قدم مسرحية ''الغول''، صياغة شعرية لفؤاد حداد.

بالصفحة الأخيرة ظهر خبر عن الثقافة الجماهيرية التي تؤدي دورها في تعبئة المواطنين، حيث كتب كمال الملاح عن برنامج الثقافة الجماهيرية والخطة التي اتفق عليها وزير الثقافة، آنذاك، يوسف السباعي، مع سعد الدين وهبة، تضمنت إذاعة المحطات المحلية البلاغات العسكرية، أما فرق الإنشاد الديني فعليها غناء الملاحم والبطولات المصري، فيما تعرض جميع دور السينما التي تملكها الثقافة الجماهيرية أفلام وطنية وعسكرية.

ألغت الفرق المسرحية بنفس اليوم، عروضها، كانت الأسماء البارزة من الفرق هي؛ فؤاد المهندس، شويكار، أمين الهنيدي، ومحمد رضا، أما المسرح القومي فظهر بإعلان عن مسرحية ''أقوى من الزمن''، تأليف يوسف السباعي.

ظلت أفلام السينما تُعرض، مع الاختلاف الحاصل نتيجة قرار عرض أفلام الحروب والعسكرية، غير أن الأفلام المصرية مازال لها ركن، من بين الأفلام التي عُرضت بعد القرار ''الرغبة والضياع'' لهند رستم على سينما الحدائق، و''أسمر وجميل'' لسامية جمال.

4

فيما ظهر خبر عن السينمائيين ورغبتهم في إيقاف عروض الأفلام الأمريكية في اجتماع عُقد بغرفة صناعة السينما، يوم 17 أكتوبر، كذلك التبرع من صافي الإيرادات وتخصيص 10% من حصيلة بيع الأشرطة والاسطوانات، نفس النسبة كذلك من أجور مختلف الفنانين.

اختفت إعلانات بشكل كبير حتى يوم 22 أكتوبر، حيث ظهرت أفيشات أفلام ''لقاء المحترفين''، و''الضيف الغاضب''، هما فيلمين أجنبيين.

ومع توقف القتال على الجبهة، كانت عروض الأفلام مستمرة، وبدء أفيشات أفلام العيد، كان من بينها فيلم ''حيًا والأفضل ميتًا'' بسينما الحرية في مصر الجديدة

فيديو قد يعجبك: