إعلان

آل باتشينو: الشهرة كلفتني كثيرا وهناك أيام نمت فيها بالشوارع

12:10 م الإثنين 27 أبريل 2015

أل باتشينو الممثل الأمريكي

كتبت- هدى الشيمي:

على الرغم من بلوغه الخامسة والسبعين منذ أيام، إلا أنه لا يزال أحد أهم الممثلين، وحتى الآن تحقق أفلامه أعلى الإيرادات، ويكفي وجود اسمه على أفيش أي فيلم لجذب الجمهور، فتحول أل باتشينو الممثل الأمريكي قصير القامة، المفعم بالموهبة، إلى أحد عوامل نجاح الفيلم.

أرجع الكثير من النقاد استمرار أل باتشينو حتى الآن، وكونه أحد الممثلين العظماء إلى تقصمه الشديد للأدوار، فمثلا في فيلم ''Scent of a Woman'' عاش باتيشنو شخصية الكفيف بكل ما فيها من تفاصيل، فذهب لمدرسة للعميان، وتعايش معهم، ورأى طريقة معيشتهم، والطريقة التي يستخدموها في لمس الأشياء، وحركة عصاهم أثناء سير، وكانت نتيجة المجهود المضني الذي بذله باتشينو في النهاية، هو حصوله على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل. 

وفي حوار له بصحيفة الجارديان البريطانية، تحدث عن كيفية تغير المجتمع عما كان عليه أثناء شبابه، من حيث طريقة تعامل الناس مع الشهرة، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، كما تطرق أيضا لبعض التفاصيل عن حياته الشخصية، وأهم محطات الحزن، ونقاط القوة في حياته. 

قال باتشينو إنه تعلم أن يعيش دون الكشف عن هويته، فمنذ سنوات طويلة لم يركب مترو الأنفاق، أو يذهب للتسوق، كما يواجه ابنائه صعوبة بالغة في السير بالشوارع برفقته، حيث اختلفت الشهرة الآن عما كانت عليه منذ عشرين عامًا، موضحا أنه لم يعد يعرف الآن ماذا يحدث، معتبرا أن فكرة وجوده في مكان على حريته، ودون أن يتعرف عليه أحد أصبح رفاهية.

أكد إن حياته لم تقف أبدا على المال، فهناك أوقات كان عاطلا بها، وخاصة الفترة التي أعقبت الجامعة، فكان ينام أمام أحد المحلات لمجموعة أيام، إلا أن اسلوب حياته الجديد، غيره وجعله ينفق المزيد من المال.

كان جيمس جراردي جد باتيشنو مثله الأعلى، وتعلم منه الكثير من الأمور أولها أن العمل لا يجب أن يكون روتيني، بل يجب الاستمتاع به، فكبر باتيشنو يعي ضرورة الاستمتاع بكل لحظة في العمل، وهذا ما جعله يمثل حتى الآن.

أعتقد معلمو باتيشنو أنه كان منطوي على نفسه، لدي عدد محدود جدا من الأصدقاء بسبب حاجته لأب في حياته، فيقول لم أكن مراهق خارج عن السيطرة، بل كنت منطوي، انفصال والدي وعمري عامين، ومنذ ذلك الوقت خرج والدي من حياتي، فقررت أن اكون مختلفا مع ابنائي، جوليا، والتوأم أنتون وأوليفيا، حاولت أن أكون مسئولا عن كل شيء يحدث في حياتهما، فقسمت وقتي وعملت على جبهتين.

كان للأطفال دورا كبيرا في تغيير حياة باتشينو، والذين استطاعوا تغيير نظرته للأمور، حيث قال عنهم ''قبل أن أحظي بابنائي الثلاثة، كنت أقوم بما يدور في ذهني، ولا ابالي بأي شيء، كان التمثيل كل شيء في حياتي، أما الآن تحول إلى جزء صغير في حياتي''.

وعن الأصدقاء، يؤكد مراعاته لانشغال الجميع بحياتهم الشخصية، والفنية، إلا أنهم يعلمون مدى صلابة وقوة صداقتهم.

يرى باتشينو أن أسوأ لحظات حياته كانت فقدانه لوالدته، روز، وجده اللذان توفيان في نفس العام، وفي كان في ذلك الوقت يبلغ من العمر 22 عامًا، ولم يستطع تجاوز الأزمة إلا بعد سنوات، لأنه فقد أهم شخصين في حياته.

كان عام 1977 هو العام الذي قرر فيه باتشينو التوقف عن تناول الخمر، قائلا '' ابتعد عن الكحول للتركيز على عملي''.

يعي باتيشنو أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، ويقدرها على الرغم من عدم فهمه لها، وعدم قدرته على استخدامها، فأوضح أنه يملك صحفة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يزيد عدد المنضمين لها عن الخمسة مليون شخص.

يعتبر باتيشنو أصعب دور قدمه في حياته هو ''مايكل كورلوني'' في سلسلة أفلام ''العراب'' ، ''Godfather''، مشيرا إلى أنه لم يعتبره أبدا رجل عصابات، بل اعتبره رجل قوي، ولديه كاريزما.

وتابع قوله ''جاء جدي وجدتي من قرية في صقلية تدعى كورلوني، وقد يكون هذا قدرا أو نصيب، فالحياة مليئة بالمنعطفات، والانحاءات''.

علق باتيشنو على العلاقة بينه وبين روبرت دي نيرو قائلا ''يرى الناس أن هناك تنافسا قويا بيني وبين روبرت دي نيرو وهذا غير صحيحا، فأنا أعرفه جيدا، وهو صديقي، مررنا بالكثير من الأشياء المتماثلة، وأحب ما يفعله في الأفلام الكوميديا، واعتبرها عبقرية''.

عنصر النجاح الحقيقي هو الشغف، هكذا يواصل باتيشنو حياته الفنية، ولا يزال ضمن قائمة كبار النجوم منذ سنوات طويلة.

فيديو قد يعجبك: