إعلان

مخاوف من تصاعد العنف مع شن مستوطنين هجومًا على فلسطينيين في الضفة الغربية

04:45 م الأربعاء 17 أبريل 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

رام الله - (بي بي سي)

اقتحمت مجموعة من المستوطنين قرية فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، والتقطت كاميرات مراقبة صورا لملثم يشعل النار في سيارة في مرآب أمام ثلاثة جنود إسرائيليين على الأقل.

وجاء هذا الحادث في إطار أعمال عنف قام بها مستوطنون إسرائيليون أدت، وفقًا لمسؤولين محليين، إلى مقتل أربعة فلسطينيين على مدار أربعة أيام.

واندلعت أعمال عنف هذه بعد اختفاء الطفل بنيامين احيمائير، 14 سنة، الذي اختفى الجمعة الماضية بعد أن غادر البؤرة الاستيطانية التي يقيم فيها لرعي الأغنام بالقرب من بلدة المغير الفلسطينية في منطقة رام الله.

وعُثر على جثة احيمائير في اليوم التالي، وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قُتل في "هجوم إرهابي".

ووسط عمليات البحث عن الصبي، اقتحم عشرات المستوطنين، بعضهم مسلحين، قرية المغير وأحرقوا المنازل والسيارات وقتلوا رجلًا يبلغ من العمر 25 عامًا يُدعى جهاد أبو عليا برصاصة في الصدر، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.

قال سامح أبو عليا، ابن عم القتيل، إن جهاد - الذي كان من المقرر أن يتزوج في يونيو المقبل، كان يحاول منع المستوطنين من اقتحام منزل عائلته.

وأضاف: "لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يهاجمنا فيها المستوطنون. لكننا لم نتوقع أعدادا كبيرة منهم. لقد أطلقوا النار على خزانات المياه وشبكة الكهرباء والإنترنت. وكانوا يخططون لعزلنا عن العالم الخارجي".

عاد المستوطنون المسلحون بالأسلحة النارية والحجارة إلى القرية السبت الماضي. وقال شاؤول غولان، مصور صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إنه تعرض لهجوم من قبل مجموعة تتراوح ما بين 20 إلى 30 شخصًا، بعضهم مسلحين ويرتدون زي جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينما كان يختبئ تحت طاولة في أحد المنازل المحروقة أثناء محاولته تغطية موجة العنف.

وأضاف، في مقابلة نشرت على موقع الصحيفة على الإنترنت: "ضربوني بلا رحمة، وكسروا إصبعي وأخذوا حقيبتي وأحرقوا جميع معدات التصوير الموجودة بداخلها".

وتابع: "استلقيت على الأرض، بينما ركلني كل واحد منهم في رأسي وبطني. وكانت أعينهم مليئة بالكراهية".

وانتشر العنف في مناطق أخرى. وفي قرية دير دبوان، أظهر مقطع فيديو التقطته كاميرات مراقبة ونشرته منظمة ييش دين الإسرائيلية لحقوق الإنسان التي تراقب العنف في الضفة الغربية مستوطنين ملثمين يدخلون مرآبًا خاصًا ويشعلون النار في سيارة بينما يقف جنود إسرائيليون يراقبون ما يحدث.

وردا على هذا الفيديو، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يجري فحصًا في الحادث وإن الجنود "سيتم التعامل معهم وفقا لذلك"، وفقا لوكالة أنباء رويترز.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن الصبي عمر حامد، 17 سنة، قتل في بلدة بيتين القريبة السبت الماضي جراء إصابته برصاصة في الرأس خلال هجوم شنته مجموعة من 30 مستوطنا كانت ترافقهم قوات إسرائيلية.

ولم يتضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية أم المستوطنون هم من أطلقوا النار عليه.

وبعد العثور على جثة الصبي، حذرت السلطات الإسرائيلية الناس من الانتقام. ولكن في جميع أنحاء الضفة الغربية، تلقت منظمة ييش دين تقارير عن هجمات على عشر قرى وبلدات، مع وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات والماشية.

قال زيف ستال، مدير المنظمة الحقوقية: "كانت الهجمات على نطاق غير مسبوق. لا أستطيع أن أتذكر يومًا أننا شاهدنا فيه هذا العدد من الأماكن تتعرض للهجوم في نفس الوقت. لقد كان يومًا عنيفًا للغاية مع مئات المستوطنين".

وأضاف: "في العديد من الأماكن، كان هناك جنود لم يسمحوا لهم فقط بفعل ما يريدون بل كانوا يوفرون لهم الحماية أيضًا. ونحن نرى ذلك في كثير من الحالات، ولكن (السبت الماضي) تم التقاط ذلك بالكاميرات".

واستشهد فلسطينيان، هما عبد الرحمن بني فاضل ومحمد بني جامع بالرصاص في هجوم شنه عشرات المستوطنين، كثير منهم مسلحون، قرب بلدة عقربا جنوب شرق مدينة نابلس في الضفة الغربية. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يحقق في الحادث.

وقال صلاح بني جابر رئيس بلدية عقربا "نحن قلقون من احتمال عودة المستوطنين"، مضيفًا أن "جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية لا يمنعونهم من مهاجمة القرى والبلدات الفلسطينية".

وتابع: "المستوطنون يخططون لطردنا من أرضنا".

وقتلت غارات إسرائيلية ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية، هم يزن اشتية في نابلس الاثنين الماضي، ومحمد الشحماوي، ومحمد رسول دراغمة الذي يشتبه في أنه عضو في حركة حماس في طوباس الجمعة الماضية.

ويعيش نحو 700000 إسرائيلي في 160 مستوطنة إلى جانب 2.7 مليون فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، بحسب منظمة "السلام الآن" لمراقبة المستوطنات.

ويعتبر المجتمع الدولي بأكمله تقريبًا المستوطنات غير قانونية رغم تشكيك إسرائيل في ذلك.

وهناك أيضًا حوالي 160 مما يسمى بالبؤر الاستيطانية أو المستوطنات الصغيرة التي بُنيت دون موافقة رسمية وتعتبر غير قانونية بموجب القانون الإسرائيلي.

وكانت هذه التوترات تتصاعد بالفعل قبل 7 أكتوبر الماضي عندما شنت حماس هجومًا دمويًا على إسرائيل، مما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة.

ومنذ ذلك الحين، استشهد أكثر من 460 فلسطينيًا في الضفة الغربية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

وهناك من بين هؤلاء القتلى مسلحون قضوا وسط تزايد الغارات التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على البلدات والقرى الفلسطينية.

وفي الفترة نفسها، قُتل ما لا يقل عن 13 إسرائيليًا في الضفة الغربية، من بينهم اثنان من قوات الأمن الإسرائيلية.

تقول جماعات حقوقية إن هجمات المستوطنين على الأراضي الفلسطينية والتورط المزعوم لقوات الأمن في دعمها نادرًا ما يتم التحقيق فيها بشكل كامل، مؤكدين أن الإفلات من العقاب هو القاعدة تقريبًا.

وقالت ستال، من منظمة ييش دين: "لا توجد مسائلة".

أثارت أعمال العنف الأخيرة مخاوف لدى الحكومات الأجنبية، وهو ما دفع الولايات المتحدة – الحليف الرئيسي لإسرائيل – إلى فرض عقوبات على العديد من المواقع الاستيطانية الإسرائيلية والمستوطنين المتورطين في هجمات على الفلسطينيين.

وطالب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قوات الأمن الإسرائيلي بإنهاء ما وصفه بمشاركتها النشطة ودعمها لهجمات المستوطنين في الضفة الغربية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان